عندما يتحدث صوت العقل والحكمة

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 

في حديثه مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، تحدث معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية بفكر مُتقد وهمم عالية وقول الحقيقة وكلمات الحق التي شخَّصت حال الحرب وحال قضية فلسطين وحال ما يحدث في العالم اليوم من حرب عبثية طالت الأخضر واليابس وأسقطت كل الأعراف الدولية والإنسانية والأخلاقية في هوة الظلم والطاغوت وغياهب التاريخ الأسود لأحقر الأمم وبمنطق قوة البطش والقتل والإبادة الجماعية والتي خلفت سخطاً عالمياً بين شعوب العالم أجمع حتى شعوب الطغاة فقد خرجت تصرخ من هول ما رأت من فظائع وانتقام شيطاني لشعب أعزل لم يطالب إلا بعزته وكرامته وحقوقه في أرضه المحتلة.

اليوم يستغرب الجميع كيف ينادى بالعدل في سوق الظلم العالمي الذي أسقط كل المواثيق والعهود في بحر الظلمات وألغى كل مبادئ الإنسانية. لكن عندما يتحدث صوت العقل والحكمة والدبلوماسية معالي السيد وزير الخارجية فهو يصدح بصوت الحق، ويقول إنه لا حل بين فلسطين والعدو المحتل سوى السلام، وتغليب لغة العقل والحكمة على لغة القوة المفرطة والغطرسة المقيتة؛ فطريقنا هو طريق السلام للجميع ولن تستفيد إسرائيل من حرب عبثية سوى تدمير نفسها أولاً وتدمير السلام العالمي ومزيد من سفك الدماء وحرق الأرض وهدر مقدرات الشعوب وقتل الأبرياء وإثارة الفتن. إسرائيل اليوم تعاني من انهيار في كل مناحي الحياة مع خسائر بشرية وأخرى مادية بالمليارات، وستُعاني بما كسبت يداها من آثام ما دامت مُصِرَّة على أفعالها الجنونية اليومية من قتل وتجويع الأبرياء؛ حيث يجب عليها اليوم الاستماع لصوت العقل والحكمة بوقف كامل للحرب وفتح المعابر وحفظ ماء وجهها بإيجاد حلول عاجلة للتعايش بين الدولتين، إذا كانت هناك دولة من أساسها، إنما هي عصابة دولية تسيطر على وطن قومي له سكانه الأصليون وليس مرتزقة بني صهيون الجاثمين على أرض محتلة.

صوت الدبلوماسية العُمانية عدد في حديثه المتلفز أسس السلام والحل الأمثل للقضية الفلسطينية وحق الأمة في الدفاع عن فلسطين فما يحدث من أحداث وردات فعل من الشعب الفلسطيني والشعوب الأخرى التي تضحي من أجل القضية هي ردة فعل إما تقوم به دولة الاحتلال فلو توقفت الحرب لتوقفت كل تلك التداعيات الخطيرة على المنطقة ووجدت أسساً للسلام والاستقرار فمن يشعلون النار اليوم سيجنون لهيبها في المستقبل القريب هكذا هو منطق الفطرة والحياة.

معالي وزير الخارجية أكد أن عُمان دولة سلام وتعايش وترفض العنف وتدمير حياة الناس ومن هذا المنطلق تسعى دائمًا إلى الحلول السلمية؛ حيث تقف مع الحق أينما كان، وأكد أن من تسبب في هذه الانتهاكات الخطيرة والطغيان الذي بلغ حده الأقصى من الإبادة وسحق كل البنى ووسائل الحياة يجب أن يحاسب، وأن المجتمع الدولي سوف يطالب الكيان المحتل بكل ما اقترفته يداه وتعويض الفلسطينين عن شهدائهم وبناهم التحتية، وأن دعوة عُمان لمؤتمر دولي للسلام تهدف للتوصل إلى حل عادل ومُستدام للقضية الفلسطينية في ظل رعاية دولية، وأن أمريكا قادرة على تكرار نجاحها في إعادة تفعيل ومراقبة جميع الاتفاقيات المبرمة بين الفلسطينيين وممثلي الكيان الغاصب، فلا طريق سوى حل الدولتين، ولا يمكن تخيل ما يجري من فظائع في غزة خلال هذه الأيام دون توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل، والسماح لدول المنطقة للعب دور محوري للسلام سوف يساهم في إطفاء جذوة الحرب إذا ما أرادت إسرائيل ومن يُساندها ويدعم حربها الغاشمة.

إن حديث معالي السيد وزير الخارجية كان شجاعًا وبمنطق الحق الواضح يضع النقاط على الحروف ويداوي الجراح التي يجب أن تشفى بإذن الله إذا ما توفرت الإرادة للسلام والتعايش الدولي بين الشعوب.

اليوم قالت سلطنة عُمان كلمتها عبر مختلف المنابر وتواصل قول الحقيقة من خلال ما يتاح لها من وسائل وستظل بلدًا للسلام والوفاق بين الأشقاء والأصدقاء وبلدان العالم أجمع من أجل مستقبل الشعوب واستقرارها.

شكرًا معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي على ما قدمته من إيضاح وحلول وكلمات لامست كل شريف يحب الخير والسلام، فعندما يتحدث صوت العقل والحكمة تنحني الرؤس إجلالًا لكلمة الحق المشرقة الصادقة من أجل حفظ العالم من ويلات حروب عبثية.