دنيا الغجر (1)

 

مُزنة المسافر

 

 

من سيسرقك؟

نحن لا نسرق أبدًا.

نحن فقط نستعير الأشياء.

استعارة دائمة.

 

وهل تبقى الأشياء عائمة؟

فوق رؤوس الجميع.

أم تجد حيزًا لها في أي أرض.

 

إنها في أكياس قماشية فوق رؤوسنا.

حتى نقرر متى نتركها خلفنا.

 

نحن أبناء هذه الدنيا.

الدنيا الفائقة في الغرابة.

والفرادة.

 

نحن أبناء الطريق.

الضيق.

المتسع للآخرين لوهلة.

ثم تضيق معنا الدروب.

والقلوب.

ولا تتسع.

لأي شخص من خارج هذا السرب.

الصعب.

 

إننا متحدون.

قادمون من علامات الحياة.

التي تتميز بها رقابنا.

ووجوهنا.

وأوشامنا.

وعيوننا المكُحلة.

 

هل تسألني أيها الغريب.

ماذا لو؟

اقتربت من دنيانا.

 

هل سيزورك البُهتان؟

وتكون السِرحانُ بيننا.

وستسهى.

وتنسى لماذا جئت هنا أصلًا؟

 

اتركنا نرقص.

ونأنس.

اتركنا نتحرر بالأرجل.

والأرسُغ.

 

انظر إلينا.

نراك بأعيننا.

ونجد مسعانا في محياك.

وندور حولك.

ونلتف بين يديك.

كالأفاعي الراقصة.

بمساعٍ ناقصة.

 

انظر إلينا قد جئناك بالنعيم والرغد.

ولا تعتقد أننا نميل لذاك الزهد.

إننا أصحاب الأمور الرفيعة.

الضليعة بتذكر الأثمان.

والنقود.

وإن هذا الوقود المشتعل في أفئدتنا.

هو وقود الرغبة.

في طمسك أيها الغريب.

إننا الغجر.

لا نشعر بالضجر.

إن وجدناك بيننا.

بل نأنس.

ونسعد.

ونفرح فرحًا عارمًا.

يغمرنا جميعًا.

وسنتوغل في شعورك.

ونحررك من قيودك.

كما نفعل دائما أيها الغريب.

 

لأننا لا نسرق أبدًا.

نحن فقط نستعير الأشياء.

استعارة دائمة.

تعليق عبر الفيس بوك