صدقاتكم وزكواتكم لأهل غزة

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 

مجاعة لم يسبق لها مثيل وإبادة مع سبق الإصرار والتأكيد تستهدف شعبًا أعزل نادى بحريته في وطنه فأستحق عقاب ظلام وطواغيت العالم.

مائة وثمانية وخمسون يومًا من حرب غوغائية جن جنون المحتل وأعوانه فيها، ولم ينالوا سوى الخزي والعار وشماتة العالم بأسره لأفعالهم الدنيئة التي تنكرها الأديان والثقافات والشعوب والأخلاق في حق شعب أعزل وأطفال ونساء وعجزة ليس لهم ذنب ولا جريرة سوى أنهم سكنوا أرضهم ودافعوا عنها بحياتهم وأبنائهم ودمائهم المهدورة أمام مرأى ومسمع العالم الصامت المتواطئ مع مغتصب فاجر متغطرس جبار.

فمع هذه الحرب غير المتكافئة نقول وبأعلى صوت إنَّ دماء الشهداء لن تذهب هباءً لكن ستهب بقدرة الله رياح الانتقام والاقتصاص من القتلة الملطخة أيديهم بدماء الشهداء قريباً بإذن الله وستعلو كلمة الحق مهما كذب الظالم ومهما مضت السنون.

حصار وتجويع لأهل غزة وإخوتهم عن يمينهم ويسارهم مُحاطين بهم يستصرخون ألمًا من شدة الجوع وموائد الخير مُشرعة، ولا منقذ لهم إلا الله وقدرته جلَّ جلاله. وهذا التجويع صورة أخرى من صور الإبادة التي ينتهجها العدو المحتل وبطريقة صهيونية تسعى إلى المزيد من التركيع لأهل غزة الشرفاء، فقد أكلوا أوراق الشجر وما وقع بين أيديهم من شدة الجوع، لتبلغ رسالتهم رب السماء فيفرج عنهم في القليل من الطعام والمؤن.

ومع نصرة غزة وأهلها وهذه الأيام المباركة من شهر رمضان الفضيل ومع وقفات الصالحين من أبناء هذه الأرض الطيبة (سلطنة عمان) والمسلمين الأحرار في أصقاع الأرض، فإنه يجب أن يوجه الجميع صدقاته وزكاته إلى أهل غزة المحتاجين الذين تقطعت بهم السبل من غذاء ودواء وأماكن إيواء ونمد يد العون إليهم عبر هيئات الإغاثة وجمعيات الخير المعتمدة والموثوقة لإغاثة أهلنا في غزة وفلسطين قاطبة، فما وقع عليهم من حصار وتجويع يجب أن يفك قضاؤه، فليس هناك ذنب لإبادة شعب أعزل يعيش على أرضه وما قام به العدو المحتل وأعوانه ليس له منطق في أي عصر من العصور سوى وصفه بالظلم والطغيان.

المغتصب- لعنة الله عليه إلى يوم الدين-  وبإذن الله قريبًا سيُشل كيانه إلى الأبد وسينتصر صاحب الحق والأرض، وسيذهب غثاء السيل وزبده جفاءً، ولن تبقى لهم باقية؛ فهذه الحرب هي شرارة التحرير التي ستحرق أقدام الطغاة وتطفئ شمعتهم إلى يوم الدين؛ فالأيام دول ستري الظالم أفعاله ونهايته الحتمية مهما طال الأمد.

صدقاتكم وزكواتكم وجهوها لغزة ولفقراء المُسلمين حيثما كانوا؛ فهذا وقت جني ثمار الجنة وهذا وقت الإقدام، ولن يضيع الله عمل عامل منكم فهو الحسيب الرقيب.

اليوم.. لا نقول إلّا ما أمرنا الله به من دعاء وجهاد بالمال والحال.. كلٌ حسب قدرته، ومدُّوا العون لإخوانكم في غزة وفلسطين.

 

اللهم أنصر الإسلام والمُسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، برحمتك يا ارحم الراحمين.