"عمان السلام".. إضاءات فكرية لرئيس تحرير "الرؤية" تؤصل لثوابت دبلوماسية الحكمة العُمانية

 

 

الرؤية - خاص

صدر مؤخرًا كتاب "عُمان السلام" لحاتم بن حمد الطائي رئيس التحرير، ضمن إصدارات مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر، المشاركة بالنسخة الحالية من معرض مسقط الدولي للكتاب.

والكتاب من تقديم معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، الذي ذكر في مقدمته أنَّ الكتاب إضاءات على ثوابت ومنطلقات حكمة الدبلوماسية العمانية، واستحضار لألق المواقف الوطنية المشرِّفة في كثير من الأحداث على مرِّ العصور والأزمان، وتركيز على أصالة هذا النهج المحب للسلام في الفطرة العُمانية منذ بزوغ فجر حضاراتها وحتى إشراقة شمس عهد نهضتنا المتجددة.. دولة مؤمنة بالسلام.

والكتاب -كما كتب الطائي في إهدائه- بمثابة "تحية إجلال إلى عُمان وطن العُلا؛ لدورها المحوريّ الفاعل في القضايا الإقليمية والدولية، بفضل نهج السلام والوئام الذي ترتكز عليه دبلوماسيتنا، وما تستند إليه من ثوابت وطنية، عمادها الحياد الإيجابي، ودعم القضايا العادلة".

فعبر 325 صفحة موزعة على ثمانية أبواب، يُبحر الطائي بانتقالات سلسة، افتتحها بالتاريخ والحضارة العمانية ودورها الفاعل بين الأمم وارتكازها على مبدأ الرسالية والمسؤولية، وصولا إلى المؤتلف الإنسانيّ. ثم يعرّج في الباب الثاني على "فلسفة السلام ونهج الحياد الإيجابي"، بينما حمل الباب الثالث عنوان: "عمان وسيناريوهات الحرب والسلام"، مفندا لمصطلح "صفقة القرن" ودور الفيتو الأمريكي في تقويض عملية السلام.

وفي الباب الرابع، يحدد الطائي المعطيات والدوافع والمغامرات التي أسقطت ألوية السلام من أجندة المجتمع الدولي منوها لـ"عسكرة العالم" و"مخاض ولادة نظام عالمي جديد"، والسلام في مواجهة "صناعة الموت". ليأتي بعد ذلك الباب الخامس والذي يتساءل فيه الطائي عن "الطريق إلى السلام.. من أين يبدأ؟". ليدعو في الباب السادس إلى ضرورة "إعادة هيكلة العالم"، مبشرا بانهيار الهيمنة الأمريكية، والتركيز على مبدأ "السلام بالتنمية لإخماد الحروب".

وفي الباب السابع، كان لفلسطين النصيب الأكبر في دعم قضيتها، وإنشاء دولتها على حدود 1967، وعاصمتها القدس، وأفاض في دور المقاومة في تركيع إسرائيل وإنهاء أسطورة "الجيش الذي لايُقهر"، مختتمًا كتابه بنكئ الجُرح بدعوته للشعوب والحكومات العربية لبناء إسترتيجيات جديدة في مواجهة الأزمات، وصياغة جديد للأمن القومي العربي.

ومن جميل ما ورد في مادة الكتاب: أنَّ الوعيَ الحقيقيَّ بالتاريخ يعزِّز رسالتنا الحضارية، ويضبط اتجاهات بوصلتنا في كلِّ وقتٍ وزمان، ويستنهض بدواخلنا الهِمم لريادة التاريخ بمُعطيات اليوم، نظرًا لما يُمثله هذا الثِّقل من عاملٍ قويٍّ لشدِّ أواصرَ اللُّحمة الوطنية، وضمانة لتماسُك المجتمع.. ليبقى بريقُ تاريخنا العُماني متلألئًا، وراية مَجْدِنا الحضاري عالية خفاقة.

تعليق عبر الفيس بوك