الكيان المنبوذ

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

طوفان الأقصى ليس عنوانًا لمواجهة عسكرية ولا رواية تناجي حق مغتصب ولا توصيف لحالة مناخية، ولا حالة استرخاء فكري، ولا فاصل زمني تاريخي؛ بل مجموع كل هذه التوصيفات بلا انتقاص، فكما كان الطوفان حالة يقظة تاريخية مُزلزلة للكيان الصهيوني، فهو في المقابل حالة مزلزلة وصادمة للوعي العربي والعالمي.

الطوفان حالة كان لها وقعها الآني الصادم بلا شك، وسيكون لها ما بعدها من ارتدادات ومراجعات وأصداء تتجاوز الذاكرة الفردية لتستقر في الذاكرة الجمعية للعرب والعالم بأسره وتعيد تشكيل وعيهما.

هجوم عسكري خاطف، من قبل عناصر من فصائل المقاومة بغزة، على مستعمرات بغلاف غزة، صبيحة السابع من أكتوبر عام 2024، يتسبب في:

  • تحطيم أسطورة وخرافة "الجيش الذي لا يُقهر"، بانهيار جيش العدو من لحظات الطوفان الأولى، ونجدته من قبل الجيش الأمريكي وفرق المرتزقة من جميع دول العالم.
  • تحطيم أسطورة وخرافة الموساد و"الشين بيت" و"أمان" و"الشاباك"، بعد تضليلهم من قبل فصائل المقاومة، وإبطال مفاعيل مجساتهم البشرية والتقنية قبل الطوفان وبعده.
  • تحطيم أسطورة وخرافة القبة الحديدية، والتي فشلت في التصدي لصواريخ المقاومة من غزة ولبنان والعراق واليمن.
  • تحطيم أسطورة وخرافة "الخوف مقابل الكثرة" التي تسلح بها الكيان، الصهيوني وسوقها رعاته لـ75 عامًا لهزيمة الوعي العربي؛ حيث هُزم الخوف من قبل القلة المؤمنة.
  • تحطيم أسطورة وخرافة السردية الصهيونية للعالم بحقهم التاريخي بفلسطين.
  • تحطيم أسطورة وخرافة السردية الصهيونية للعالم بمظلوميتهم من العالم سابقًا ومن العرب اليوم.
  • تحطيم أسطورة وخرافة العقل الصهيو-غربي المتفوق، والعقل العربي المتخلف؛ حيث هُزم العقل الصهيو غربي في غلاف غزة ومن أسلحة وقنابل "بدائية" معززة بالإيمان والنصر من الله.
  • تحطيم أسطورة وخرافة التطبيع والاستسلام للكيان الصهيوني هو الحل، والخيار الوحيد للعرب، والملاذ الاخير لهم؛ حيث عصف الطوفان بقناعات المطبعين، وكشف وهن وزيف حججهم، وفضح في المقابل المغازي والدلالات الحقيقية للتطبيع من قبل الكيان الصهيوني ورعاته.
  • تحطيم أسطورة وخرافة "إسرائيل" هي المكان الآمن ليهود العالم والمتهودين من غير اليهود، بعد حملات النزوح الكبيرة من غلاف غزة، وشمال فلسطين، وحملات الهروب والهجرات العكسية خارج الكيان، وتوقف الهجرات من خارجه.
  • تحطيم أسطورة وخرافة أن "إسرائيل" عاصمة التقنية والنُظم الأمنية في ما يُسمى بـ الشرق الأوسط بعد فشل منظومتها الأمنية التقنية في رصد هجوم السابع من أكتوبر، واستيلاء عناصر من المقاومة على جميع أسرارها دون مقاومة بشرية ولا مقاومة تقنية وكما كانوا يسوقون ويزعمون ويحلمون!!
  • تحطيم أسطورة وخرافة "إسرائيل" فوق القانون، وفوق المساءلة، بعد قبول محكمة العدل الدولية طلب مقاضاة الكيان الصهيوني على جرائم الإبادة من قبل دولة جنوب أفريقيا.
  • تحطيم أسطورة وخرافة يهودية الكيان الصهيوني؛ حيث وجد العالم في غزة العزة فرصة تاريخية للتخلص من الصهيونية العالمية وفضح مخططاتها للعالم، وشارك يهود من العالم في ملحمة الوعي والضمير العالمي ليتبين للعالم بأن الصهيونية حركة فكرية وضعية متطرفة تتلبس بالدين اليهودي لتحقيق مآربها الخفية، وأن اليهودية براء منها.
  • برهن الطوفان بأن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت بحق حين يواجه بقوة وإيمان، وأن دماره الحقيقي سيأتي من داخله، حين يتوقف الطوفان وتتجه المعركة نحو غرماء الداخل من طوائف وأحزاب وقادة جيش وساسة ونُخب، تراهم جميعًا وقلوبهم شتى.

قبل اللقاء.. الطوفان مسمى وكأنه نذير سماوي، يحمل وعدًا ربانيا بحلول أشياء وزوال أشياء وتبدل أحوال. والله غالب على أمره.

وبالشكر تدوم النعم.