فقدان شغف الكتابة!

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

هناك شغف يلامس الروح ينبض بالحب والسلام والتفاؤل والأمل وهناك بالمقابل إحساس بالذبول والتكاسل وانعدام الشغف والرغبة فعندما تنطفىء الرغبة في الشيء تصبح الكارثة أكبر وعند مرور الأوقات العصيبة والتحديات الكبيرة التي نواجهها فإنه يشكل لنا نوعاً من التراجع المعنوي وخصوصا عندما لا يكون هناك أشخاص يقفون معنا ويساندون مسيرتنا فنشعر بالوحدة ويتملكنا الشعور بالإحباط وتتوالى المشاعر السلبية في الهجوم على ذلك الشخص الذي لطالما ناضل من أجل البقاء.

أن تكون باحثاً عن عمل منذ عام 2006 ومسجل في سجلات القوى العاملة منذ ذلك الوقت كيف ستكون نفسيتك في وقت من هم بنفس عمرك يفكرون بالتقاعد!

أن تكون شخصاً معطاءً أكثر من اللازم فهذا يؤثر سلباً عليك وعلى مواصلة إبداعك فالعطاء بلا حدود عند النكران والجحود في بلد يشار إليه بالبنان وثورته تعدت البلدان وأنت كما كنت قبل سنوات بدون وظيفة وفي كل عام يصبح العبء أكبر ويصبح المساس بشخصك بالتهميش هو الأصعب والأكبر والأدهى والأمر.

لقد مر وقت طويل وأنت بدون وظيفة لقد حاولت جاهدا ولكن هذه المرة لم تكن للجدران آذان وبقيت وحدك تنزوي في غرفتك الصغيرة مع أفكارك البائسة وأقلامك التالفة وهاتفك الذي ضج منك.

ألا يجب على مسؤولي وزارة العمل النظر في حال من تجاوز السنوات وهو باحث عن عمل؟ وألا يجب على المسؤولين في الجهات المعنية منح مساعدات للباحثين عن عمل؟ لماذا لا تحظى هذه الفئة بالاهتمام؟ فتعطيل الطاقات الشابة ربما يُشجِّع بطريقة أو أخرى على الجريمة، في ظل تراجع مستوى المعيشة؛ فالباحث عن عمل صاحب الـ35 عامًا كيف له أن يبني بيتًا ويكوِّن أسرة؟ وإلى متى سيبقى عالة على والديه وذويه؟ هذا الأمر أصبح لا يجب السكوت عنه وعلينا أن نطرح حلولًا عدة في هذا السياق، ويجب عدم التهاون بهذا الأمر من قبل المسؤولين وأصحاب القرار في هذا البلد.

لقد أصبح الواحد من الباحثين عن عمل يشعر بالظلم، فأن يعيش بلا دخل وبلا مصروف وبلا عائد مالي فهذا شخص مسلوب الإرادة.

أصبح الباحث عن عمل فقيرا لدرجة أنه بدأ بالخجل من نفسه؛ فالتعفف الذي يسكنه لا يجعله يسأل الناس دوما أعطوه أو منعوه.. أما الوعود بالتوظيف أو منح تراخيص لوظيفة ما فباتت غير واقعية، وبات كلٌ يغني على ليلاه!