مرجان وصاحب السعادة

 

عائض الأحمد

يحكى أنَّ أحد المتطفلين ومسترقي السمع أراد محاكاة امرأة وهو لا يكاد يملك من الأمر شيئًا حتى قوت يومه يأتيه من بقايا امرأة، ولكنه يحلم في يقظته ويتمنى في ساعته أن يصل حتى ولو بالحلم، أو ليس "أهلا للحلم" كما يردد أفي أحلامنا يا قوم؟

حينما تأخذك الحياة إلى طريق ضيقة لا تتسع إلا لمن قدرت لهم فأنت ترهق أنفاسك وتعزف على أوتار مترهلة ينقصها الكثير لتصدر تلك النغمات التي تطرب الأسماع وتأخذ الأبصار إعجابا، لن تفلح وهواك يتقلب في سلطة "أريد أن أكون" وتحرك كل ساكن، عليك ألا تقترب منه، وكأنك كمن يحمل الجمر بكفيه، ثم ينفخ فيهما، آملا أن ينشد بردا وسلاما.

الترف معترك يصعب على الجميع الوصول إليه متى ما أراد كما يسهل على بسطاء العامة الحديث عن مصادر الثراء وأمنيات الفقراء بملامسة جدار القصر والنظر إلى ذاك البرج بعين الفخر وبراعة مهندسي التصميم وكأن واقعهم سمح بالحديث والمفاخرة وترك الحسرة والندامة لـ"مرجان" ومن عاش في ظله.

تستطيع العيش كما تريد ولن تكون "مرجان" آخر إن جعلت من أقدارك بوحاً يتخللها مسار يعتليه قناعة مطلقة بقدراتك دون النظر لمن حولك بعين ضعف أو قوة، فواقع الأشياء يحمل في داخله فواجع ومواجع، لو أبحرت فيها لأبصرت ما يجعلك تغمض عينك وتغض طرفك مما يرهق الأعين ويدمي القلب.

ختاما: النفس الأمّارة، ليست بالضرورة أن تطيعها بالقدر الذي عليك أن تنهاها.

شيء من ذاته:

الطفل الذي يسكنني لم يشب يومًا، وسيظل محتاجًا لدفئك أينما حل. 

سمة: صاحب السعادة يعطي دون أن يسأل من أنت، وإن سأل فاعلم أنك صاحب الفضل في مد يديك له.

نقد: كلماتي تعني حالتي وتوجهي في لحظات أنا لم أصنعها؛ بل تأتي غالبًا كصوت أسمعه في ساحة جاري!