سالم بن نجيم البادي
سبق الحديث عن طول فترة الانتظار في المستشفيات الحكومية، وكان الاعتقاد أنه وبعد ذهاب جائحة كورونا والتغيير الذي حدث في وزارة الصحة والتحسن المالي الحاصل في البلد سوف يتم معالجة هذه المعضلة، حتى لا تتراجع ثقة الناس في النظام الصحي، وحتى لا يضطرون لدفع مبالغ مالية باهظة للسفر إلى الخارج، طلبًا للعلاج، وهم يهربون من المواعيد الطويلة أو اللجوء إلى المؤسسات الصحية الخاصة داخل البلد مع غلاء أسعار خدمات هذه الموسسات غالبًا، وعجز فئات كثيرة من المرضى عن تحمل نفقات العلاج في هذه المؤسسات.
هذه المرة سوف أتحدث عن تجربة شخصية؛ حيث أُصيبت عيني اليسرى بإحمرار شديد مفاجئ وصاحب ذلك بعض الألم، وقد ذهبت إلى مؤسسات صحية خاصة، لكن الإحمرار لم يذهب، وهذا سبب لي حرجا عند الناس الذين التقيت بهم، حين تبدأ سلسلة من الأسئلة عما حدث لعيني، ولماذا أهمل علاجها، ونصائحهم لي بسرعة الذهاب إلى المستشفى لعلاج عيني.
ذهبت إلى أحد المراكز الصحية الحكومية في يوم 14 يناير الجاري وبعد 3 أيام وصلني الموعد وهو يوم 20 من شهر فبراير المقبل! هذا يعني أن عليَّ الانتظار كل هذه المدة والصبر على الألم الذي في عيني حتى يحين موعد مقابلة طبيب العيون في المستشفى الذي يقع في قلب الولاية.
لم انتظر الموعد وعدت إلى مؤسسة صحية خاصة. مشكلتي كانت سهلة وظروفي المالية لربما هي أفضل قليلا من بعض المرضى الذين يتجرعون مرارة انتظار المواعيد الطويلة.
إنني أذكُر هنا تجربتي ليس بهدف شخصنة موضوع المواعيد الطويلة في مؤسساتنا الصحية، لكن للبحث عن الأسباب وإيجاد الحلول المناسبة، رأفةً ورحمةً بالمواطن الذي من حقه الحصول على الخدمات الطبية وبجودة عالية وبسهولة ويسر ودون منغصات مثل طول فترة انتظار موعد الكشف!