شعر: هلال بن سالم السيابي **
ليفخَرِ السٌيفُ، أو فليفخَرِ القَلَم
فقد سما بهما الإعلامُ والعَلَم
~~~
واستَيقَظت من رؤى الماضي مناقِبُه
وازيَّنَت بِسناه الشُّمُّ والشِّيَمُ
~~~
وقال قولتَه التٌاريخُ خافِقةً
راياتُه، وهيَ بالعيُوقِ تصطَدِمُ
~~~
حتى كأنّ بنا من زَهوِهِ فَلَقٌ
تُغرى بهِ في سماواتِ العلى السِّيمُ
~~~
ما زال بالأرض زهوٌ من أعنّتِها
ولم تزلْ بهواها الخيلُ تقتحِمُ
~~~
فلا جديدَ لما أسمعتَ من خطرٍ
وإنَّما هوَ ما قد أوحت القِيَمُ
نبضُ القرونِ، وميراث النجوم فلا
تَعجَب إذا سطعت من ضَوئهِ النُّجُمُ
~~~
فيم المِراءُ، وما كانت عُمانُ سوى
تلك التٌي قدَّرت أمجادَها الأممُ
~~~
ما فُلَّ منها حسامٌ يومَ ملحَمةٍ
إلا وأشرقَ منها صارمٌ خَذِم
~~~
ولا روى الدَّهرُ عنها يومَ مُفتَخَرٍ
إلا بما عَرَفتُه العُربُ والعَجَمُ
~~~
كم زَمجَرَت خَيلُها في الشرقِ عاديةً
وكم بها فَخَرت في زَهوِها الشكُمُ
~~~
تفيأت من ظلالِ العِزٌّ أروَعَها
فَرِيعَ عَرِينُ الأسدِ والأَكمُ
~~~
ظنَّ الأعادي بنا من جَهلِهم خَوَرًا
وما دروا أنها الأحلام والكرم!!
~~~
فما عُمانُ وإن لاحَ الهدوءُ بها
إلا جلالٌ منَ التَّاريخِ مُرتَسِمُ
~~~
أبى لها المجدُ إلا حيثُما رسمت
أيامها البيضُ والخطيّةُ الخُذُمُ!!
~~~
وحَيثُما خَفَقَت أعلامُ عِزَّتِها
وحَيثُما رَسَمَ التَّاريخ والقِدَمُ!!
~~~
وصَانَها الله إلاٌ أن تَسيرَ على
نهجِ الألى رَكَضَت بالأفقِ خَيلُهمُ
~~~
وأنْ تظلَّ على منهاج سالفها
وما به قد أشارَ العِلمُ والعَلَمُ
~~~
فَلَمْ تَسِرْ في ركابِ القَومِ طَيَّعةً
ولم تَهن وهي للتَّاريخِ تَحتَكم!!
~~~
ولم تَقُل غيرَ ما قالت شوامِخُها
من الأهِلّة لا ماشَاءتِ الأمَمُ!!
~~~
وإنَّما اختَارتِ العلياءَ عن قَدَرٍ
وذلكم ما أرادَ الواحِدُ الحَكَم!!
~~~
سَيرًا معَ المجدِ، والتَّاريخُ مؤتلقٌ
ضاحي المحيَّا، وأعلامُ الجلالِ فَمُ!!
~~~
ياعَاهلَ الوَطنِ الغالي وقائدَه
بخٍ لمجدِكَ هذا الموقفُ الأَمَمُ
~~~
وقفتَ وقفتَك الشَماءَ فانتَبهت
من آلكِ الشمُّ أو من قَبلِهم قِمَمُ
~~~
للِه من موقفٍ طَالَت أعَنَّتُنا
به، وبارَكهَ في مكةَ الحَرَمُ
~~~
وِفٌّقتَ فيه، وإن سِيء العدُوُّ به
وزلزلت منه فوقَ الظّالِمِ الأطُمُ
~~~
ورِثتَه كابرًا عن كابرٍ، وسَمت
بهِ البلادُ، وحَيّت رُوحَه العُزُمُ
~~~
وقيلَ: هيثمُ في تاريخِها قَمَرٌ
وقيلَ: بل صارمٌ في كفٌّها خَذِمُ!!
وقيل: من"أحمدٍ" ناداه منتصرٌ
وقيل: بل من "سعيدٍ" ضَاءتِ الهِمَم!
~~~
أجل به سُرَّ" تيمورُ بن فيصلَ"
والأجدادُ من قبله والسَّادةُ البُهُم!
~~~
يا قائدَ الوطنِ الغالي وعاهِلَه
يَهني مَقامكَ هذا المجدُ والشَمَمُ
~~~
قد صُغتَه لكتابِ الدٌهرِ نيرةً
فصولُه، ينجلي من آيهِ العِظَم
~~~
حرَّمتَ أجواءَنا عن أن يمرَّ بها
غازٍ تجيش به الأهواءُ والنُّقَمُ
~~~
خفّوا لنصرة صهيون، فكيف لنا
أن نفسح الدرب للغازي، وننتظمُ
~~~
بل كيفَ نسمحُ أن يأتونها عَلنًا
من فَوقِنا ورياحُ الغدرِ تَحتِدمُ
~~~
أم كيفَ نَرضى بأنْ تُبتزَّ نَخوتُنا
والظلمُ في "غَزةٍ" من هوله ظلمُ
~~~
وأيُّ منطقِ سوءٍ أن نكون لهم
عونًا، و نارُهُم بالظلمِ تَضطَرِمُ!!
~~~
معاذ مجدِكَ، هذا لا يكونُ وإن
قد جلَّ ضَغطُهمُ أو جدَّ مَكرُهمُ
~~~
فمالنا ولهم، شاهت وجوههم
و"غزة" كلها من بغيهم ضرمُ!!
~~~
يا هيثم المجد يا ابن الأكرمين عُلًا
- حماك ربك - شأن غممُ!!
~~~
فلا نحابيهم في أي معترك
وإنما بجلال الله نعتصمُ!!
~~~
وهاكها حرة مني مجلجلة
ما شابها ملق بل شدها الألمُ!!
~~~
فلم يكن ذاك من خلقي ولا شيمي
لو خاصمتني في عليائها القِمَمُ
~~~
فليس من خلقي مدح العظام وإن
علا بشأنهم الإجلال والعظمُ
~~~
٤وإنما جئت هذا اليوم مفتخرًا
بما به يفخر التاريخ والقِيَمُ
~~~
بالأمسِ كنتُ حزينًا من مُرورِهمُ
بأفقنا، وأتيتُ اليومَ أبتِسِمُ
~~~
فاسلم حماك إلهُ العَرشِ مُنتَصِرًا
وناصِرا، والعلى ختمٌ ومُختَتَمُ!!
** قصيدة مرفوعة إلى مقام العاهل المفدَّى اعتزازًا بالمواقف القومية