25 شركة محلية وعالمية تستعرض تقنياتها في علوم الفضاء بالمعرض المصاحب

السيد بلعرب يفتتح مؤتمر الشرق الأوسط للفضاء.. وبرنامج عُماني متكامل للمنافسة على اقتصاد الفضاء

 

 

◄ المعولي: المؤتمر يُطلق إشارة البدء لتنفيذ سياسة الفضاء ضمن البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي

◄ المؤتمر ترجمة لمستهدفات السياسة والبرنامج التنفيذي لقطاع الفضاء العُماني

الصوافي: "تنظيم الاتصالات" تستهدف تبادل الخبرات وبناء الشراكات خلال أعمال المؤتمر

◄ مدير عام "الإمارات للفضاء": عُمان ستمثل بوابة إقليمية للخدمات والتطبيقات الفضائية بحلول 2033

 

الرؤية- فيصل السعدي

 

رعى صاحب السُّمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد، أمس، انطلاق أعمال مؤتمر الشرق الأوسط للفضاء؛ بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة، وتستمر أعمال المؤتمر خلال الفترة من 8 إلى 10 يناير الجاري، في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بمدينة العرفان، بمشاركة 400 خبير ورؤساء تنفيذيين في قطاع الفضاء من الوكالات الحكومية وشركات القطاع الخاص حول العالم، وأكثر من 70 متحدثًا.

وأكد معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أهمية المؤتمر باعتباره إشارة البدء لتنفيذ سياسة الفضاء التي أُقرَّت في عام 2023؛ والتي تمثل جزءًا من البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي. وقال المعولي- في تصريحات صحفية- إن هناك فرصًا كثيرة في قطاع الفضاء، خصوصا في ما يتلعق بالشق السفلي لتطوير من الصناعات العُمانية مع وجود ارتباط كبير بين قطاع الصناعات والقطاعات الأخرى مثل قطاع التعدين والمعادن وقطاع الزراعة والأسماك وقطاع السفن والنقل، إضافة إلى قطاء البناء والتشييد. وأشار معاليه إلى وجود برنامج متكامل للفضاء في السلطنة، يبدأ بإطلاق القمر الصناعي المقرر إطلاقه حسب التقديرات في عام 2025، مع وجود برامج أخرى مرتبطة بتطبيق سياسة الفضاء، ذات صلة بمراقبة الأرض عن قرب، عن طريق الأقمار المنخفضة المدار وتطوير التطبيقات المتعلقة بإطلاق هذه الأقمار.

فيما أشار المهندس مبارك بن محمد الصوافي المدير التنفيذي لوحدة الطيف الترددي بهيئة تنظيم الاتصالات، إلى أن مؤتمر الشرق الأوسط للفضاء يُتيح العديد من الفرص لتبادل الخبرات وبناء الشراكات مع مختلف الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية والدولية بقطاع الفضاء والشركات المصنعة ومُشغِّلي الأقمار الصناعية. وقال الصوافي- في تصريحات صحفية- إن مشاركة هيئة تنظيم الاتصالات تمثّلت في أكثر من مستوى؛ حيث شاركت الهيئة في الجلسات الحوارية حول أهم اللوائح والأنظمة التي تعمل على تطوير قطاع الفضاء، إلى جانب المشاركة في المعرض المصاحب للمؤتمر بهدف التعريف بخدمات محطة المراقبة الراديوية للخدمات الفضائية (الساتلية) للسلطنة؛ وهي أول محطة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.

بوابة إقليمية

وبدأ المؤتمر بكلمة ألقاها معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات قال فيها: "تأتي فكرة تنظيم هذا المؤتمر ترجمةً لمستهدفات السياسة والبرنامج التنفيذي لقطاع الفضاء العُماني وتحقيقًا لرؤيته بأن تكون سلطنة عُمان البوابة الإقليمية لتطبيقات الفضاء الداعمة للتنويع الاقتصادي، وعليه من خلال هذا المؤتمر نؤكد لكم رغبة سلطنة عُمان الصادقة لتطوير هذا القطاع والاستفادة من مختلف الخدمات وتمكين مبادرات التعاون العالمي والاقليمي فيه خاصة وأن المنطقة في نمو مستمر ومقبلة على تمكين قطاع الفضاء عبر مختلف سلسلة القيمة للقطاع." وأضاف معاليه أن العالم يشهد تنافسًا محمودًا في قطاع الفضاء وسبل الاستفادة منه، مع نمو ملحوظ في الأداء الاقتصادي لهذا القطاع، مشيرًا إلى أن معالم القطاع تغيَّرت بعدة عوامل إيجابية؛ إذ تشير التقارير العالمية إلى بلوغ حجم اقتصاد قطاع الفضاء العالمي ما قيمته 546 مليار دولار أمريكي خلال العام 2022، وبتوقعات مستقبلية حوالي 800 مليار دولار أمريكي بحلول 2028.

وأوضح معاليه أن الاستثمار أو امتلاك منظومات الفضاء لم يعد حِكرًا على دول محددة بينما مكَّن هذا التعاون الدولي الكثير من الدول والشركات الخاصة لدخول هذا القطاع، فقد شهد القطاع دخول المستثمرين من القطاع الخاص وقادة الاستثمار لتطوير مختلف البنى الأساسية والخدمات والتطبيقات الفضائية، إلى جانب النمو المتسارع لظهور خدمات وتقنيات متقدمة تستخدم الفضاء لتسهيل وتجويد الحياة على الأرض.

وأكد معاليه أن المؤتمر يمثل فرصة سانحة للاتقاء مع المؤسسات المعنية والمهتمين بتقنيات وعلوم الفضاء من القطاعين الحكومي والخاص من مختلف أقطار العالم لتبادل الخبرات وبناء الشراكات وتوطيد العلاقات المتينة والتعرف على الفرص الاستثمارية في المنطقة ومد جسور التعاون؛ لبناء مجتمعات وشعوب ملهة تنعم بمستقبل مشرق حافل بالتقدم والازدهار.

سياسة وطنية

من جهته، قال سعادة المهندس سالم القبيسي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: "كشفت عُمان النقاب عن سياستها الوطنية للفضاء وبرنامجها التنفيذي، الذي يمتد من 2023 إلى 2033 لوضع البلاد كبوابة إقليمية للخدمات والتطبيقات الفضائية، وسيخلق هذا البرنامج خلال 10 سنوات مقبلة فرصًا لا حصر لها؛ لتعزيز اعتماد علوم وتكنولوجيا الفضاء؛ حيث تؤدي الأقمار الصناعية دورًا محوريًا في العديد من جوانب الحياة الحديثة من الاتصالات والإنترنت إلى التنبؤ بالطقس والملاحة عبر الأقمار الصناعية في تحسين العديد من الخدمات والتقنيات التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية".

وأكد القبيسي أن قطاع الفضاء أسهم بدور فاعل في النمو المستدام للاقتصاد الوطني في العديد من البلدان، وأصبح أحد أكثر القطاعات الواعدة للابتكار والاستكشاف، حاملًا في طياته آثارًا وفوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة لصالح البشرية، مُشكِّلًا أحد القطاعات الواعدة لاقتصاد المستقبل في رؤية الإمارات للخمسين عامًا المُقبلة، كما يساهم التعاون المحلي والإقليمي والدولي والشراكات الاستراتيجية بشكل كبير في النهوض بقطاع الفضاء الوطني وخلق بيئة محفزة للابتكار وتطوير التكنولوجيا.

بعد ذلك، عُقِدَت جلسات عمل مؤتمر الفضاء، وناقضت الجلسة الأولى "الإلهام في قطاع الفضاء"، بينما تناولت الجلسة الثانية "النماذج والاستراتيجيات لوكالات الفضاء في منطقة الشرق الاوسط"، فيما حملت الجلسة الثالثة عنوان "تمويل مشاريع الفضاء في منطقة الشرق الأوسط"، أما الجلسة الرابعة فاستعرضت "لمحة عن النظام البيئي الفضائي المتكامل في سلطنة عُمان: فرص التعاون والاستثمار".

المعرض المصاحب

وعلى هامش المؤتمر، أُقيم معرض ضمَّ أكثر من 25 شركة محلية وعالمية متخصصة في تقنيات وعلوم الفضاء، بهدف جمع مقدمي ومستخدمي الخدمات والتقنيات لتبادل الخبرات وبناء الشراكات الفاعلة بين الفاعلين في سلسة الإمداد للقطاع، إلى جانب جذب الفرص الاستثمارية وإقامة شراكات تجارية جديدة ونشر الوعي حول التقدم التكنولوجي في صناعة قطاع الفضاء.

يُشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى تحقيق رؤية وأهداف السياسة والبرنامج التنفيذي للفضاء العُماني، والتعرف على الفرص الاستثمارية للقطاع في المنطقة، وتسليط الضوء على سلطنة عُمان كبوابة إقليمية للخدمات والتطبيقات الفضائية، وتعزيز التواصل وبناء الشراكات وتبادل الخبرات بين الجهات العالمية والإقليمية والمحلية الفاعلة في قطاع الفضاء، بالإضافة إلى توفير منصة لصناع القرار في المنطقة لمناقشة التوجهات الرئيسية للقطاع وتشجيع تدفق الاستثمارات الدولية ونقل وتوطين التقدم التكنولوجي لقطاع الفضاء.

تعليق عبر الفيس بوك