مدرين المكتومية
أيام قليلة ونبدأ عامًا جديدًا، وسنة أخرى تُضاف إلى سِنِيِّ أعمارنا، نخوض فيها الكثير من الأعمال والتجارب الحياتية، نفرح ونسعد بما تحقق، ونصبر على ما لم يتحقق، نقرأ ونكتب، نلعب ونلهو أيضًا، نعيش الحياة كما يجب أن تكون، حتى ننعم بصحة جيدة وراحة واطمئنان.
انقضى عام 2023، وقد شهدنا العديد من الأحداث الطيبة وغير الطيبة، السعيدة والحزينة، بكل الأشكال والألوان، وهذه سُنة الحياة، وطبيعتها، ولا نستطيع أن نُغيِّر نواميس الكون، لكننا قادرون على تغيير نظرتنا للواقع، من خلال الاستفادة مما يحدث من حولنا.
أعلمُ جيدًا أن هناك من يبكي على الأطلال مع بداية كل عام، ويُحوِّل هذه المناسبة إلى فرصة لجلد الذات وندب الحظ والبكاء على الحليب المسكوب! لكنني ومنذ سنوات- لا أتذكر عددها- قررتُ أن أضع نُصب عيني دائمًا أهدافًا واضحة لا أُخطئها، حتى لو لم تتحقق، فيكفني شرف المحاولة. وفي هذه السطور سأتحدث بذاتيةٍ وبنهج شخصي تام، لعل هناك من يقرأ كلماتي فيجد فيها الحافز والأمل. أما أولئك الذين ينتظرون مقالًا بكائيًا يضج بالنحيب والصراخ على ما جرى ويجري وسيجري، فلن يجدوا ما يبحثون عنه. ليس ذلك تجاهلًا مني لمشاعر الآخرين، ولكن لأنَّ النظر إلى الوراء سيدفعك إلى السقوط المُروِّع، ولن يُعطيك أحدٌ يديه لكي تنهض من جديد؛ بل عليك أن تبدأ من الصفر مرة ثانية، وتستنهض نفسك وأن تقف على قدم صلبة، قد تكون كُسرت عندما طُرحت أرضًا. لذا.. لا بديل عن الإمساك بالتفاؤل دون إفلاته، ولا خيار لنا سوى أن نظل نغرس الإيجابية في نفوسنا التي تعاني كثيرًا في الحياة اليومية، من ضغوط عمل، والتزامات أسرية، ومتاعب أخرى تواجهنا في كل لحظة وكل ساعة.
أنتظرُ عام 2024 كي أواصل تحقيق الأهداف، قدر المستطاع، فلقد نجحت خلال الفترة الماضية في نيل درجة الماجستير في العلوم الإدارية، ويحدوني الطموح كي أواصل هذه المسيرة التعليمية، وسأسعى جاهدةً كي أتقدم لدراسة الدكتوراه، رغم يقيني أنها لن تكون محطة سهلة في حياتي، إلّا أنني سأسعى وبكل طاقتي لبلوغها، مهما كلفني من جهد وتعب.
سأعكف على مواصلة العمل الجاد والدؤوب في مساري المهني الصحفي، من خلال تعزيز العلاقات مع مختلف المصادر، وإجراء الحوارات الصحفية والتحقيقات واستطلاعات الرأي، وغيرها من فنون العمل الصحفي الذي أفخرُ بأدائه في جريدتي الغالية جدًا على قلبي "الرؤية".
سأحرص على زيادة الاهتمام بعائلتي وأصدقائي، لأنَّ الإنسان لا يستطيع أن يحيا في هذه الدنيا دون تلك المشاعر الأسرية الدافئة، وهذه العلاقات الطيبة مع الأصدقاء، وقد أنعم الله عليّ بعائلة مُحبة وأصدقاء يغمرونني بحبهم ومشاعرهم الصادقة نحوي.
رغم أن ما سبق قرارات شخصية إلّا أن كل من يقرأ هذا المقال، قادر على تبني نفس القرارات، لا عليك سوى أن تُقرر أن تكون نفسك، وأن تجتهد من أجل الوصول إلى ما تريد، والله سيُعينك متى ما التزمت بالإخلاص والإتقان في كل ما تنفذه في حياتك. اعلم قارئي العزيز، أن الحياة مليئة بالفرص كما هي مليئة بالتحديات، لكن يتعين على كل فرد منَّا أن يغتنم الفرص قدر المستطاع، والفرص التي أتحدث عنها لا تتمثل فقط في المال أو الوظيفة أو الأشياء المادية، لكن أيضًا الفرص المعنوية، مثل الحب والسعادة والبهجة. فكم من فقير يحيا سعيدًا وسط أسرته، رغم تكالب الدهر عليه، وكم من غني عاجز عن إسعاد نفسه رغم ملذات الحياة من حوله! ولا أقول ذلك من باب التنظير، لكن من عمق التجارب الإنسانية التي عاينتها وخضتها.
وأخيرًا.. إن بداية عام جديد فرصة لتجديد الآمال والتطلعات، بعزيمة قوية، وهمة عالية، فلا تفوِّتوا الفرص، ولا تهدروها، واغتنموا كل لحظة سعيدة، وانعموا بمشاعر الرضا لأنها العُنصر الأهم في منظومة السعادة... كل عام وأنتم في خير وسعادة ومحبة.