اللغة العربية واللوحات التجارية

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

احتفلت سلطنة عُمان أسوة بالدول العربية بيوم اللغة العربية الصامدة منذ قرون لأنها لغة القرآن، وهي لغة البيان والحديث والشعر والفصاحة التي لا تجاريها لغات العالم أجمع، وقد تكفل الله- جل جلاله- بحفظها منذ قرون وحتى قيام الساعة.

لغة القرآن اليوم تعاني من هجر أهلها ومن عدم الاعتداد والاعتزاز بها في حياتهم اليومية مع وجود لغات دخيلة وُصِفَتْ بـ"العالمية"، فهجر أصحابها لغتهم، فأصبحوا غرباء تائهين لا يستطيعون نطق لغتهم ولا كتابتها كتابة صحيحة، حتى وقعت الأخطاء والمآسي، بدءًا من عدم قراءتهم لكتاب الله قراءةً صحيحةً، وصولًا لكتابتها على نحو خاطئ مُحرَّف في بعض الكلمات، حتى صارت لغة غريبة صعبة على البعض، خاصةً أبناؤنا الطلبة والطالبات، فهُجِرَتْ اللغة بسبب غياب التنشئة السليمة والتعليم المتقدم وغيرها من العوامل.

وفي مجال حديثي عن اللغة، أُعرِّجُ على أمر مهم جدًا، وهو لوحات المحال والأنشطة التجارية والإعلانات التي نجد بعضها مكتوبة كتابة خاطئة؛ لأن الكاتب ليس عربيًا، وكذلك تغافل الكثير من اللوحات التجارية الموجودة حاليًا عن الكتابة باللغة العربية واقتصارها على اللغة الإنجليزية؛ مما يفقد اللغة العربية سرَّ المحافظة عليها والاهتمام بها على الوجه الأكرم للغة الضاد وأهميتها والاعتزاز بها.

نحن اليوم أمام تحدٍ صريح لنصرة لغتنا العربية والالتزام والتقيد بها أمام الله وأبنائنا وأجيالنا القادمة، فما يحدث من حولنا من استهتار بلغتنا لا نرضاه أبدًا، وكلما حافظنا عليها، ارتفعت مكانتنا عاليًا؛ فالاعتزاز باللغة واجب مقدس.

ومن هنا أناشد المسؤولين في الجهات المعنية ضرورة إلزام المؤسسات والشركات، بكتابة لوحاتها باللغة العربية ودون أخطاء، وكذلك الجهات المسؤولة عن التعليم بضرورة إيلاء جُلَّ اهتمامها بتعليم النشء اللغة العربية على أكمل وجه، وأهمية المحافظة عليها وتأصيلها في نفوسهم. كما أناشد أولياء الأمور الاهتمام باللغة العربية وتعليمها لأبنائهم منذ الصغر؛ فهي لغة القرآن الكريم، وتاج العزة والشرف لنا جميعًا.

أتمنى من الجميع أفرادًا ومؤسسات، التكاتف من أجل لغتنا العربية الجميلة، وحمايتها من اللغات الدخيلة، ويحدوني الأمل في أن تتولى الجهات المسؤولة متابعة اللوحات في المحال التجارية ومخالفة غير الملتزمين بشروط كتابتها، كما توردها قوانين السلطنة.

‏حفظ الله لغتنا العربية من كل تشويش وأخطاء، وأدام نعمة الأمن والأمان على هذا الوطن الغالي العزيز وسلطانه الكريم وشعبه الأبيّ.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية