صراعات وحوافز

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

تمر على المرء منَّا مجموعة من الصراعات التي تحيط به والظروف التي تجعل منه إنساناً غير مبالٍ لكل الأمور المحيطة رغم كبر أو صغر حجمها إلا أنه يبقى بعيدا عن كل ما يحدث وتمر بنا فترة من الوقت نحتاج أن نكون فيها وحيدين بدون أي تدخل آخر  وربما وبسبب ما يتلقاه المرء منِّا ويواجهه ويحيط به من منغصات حياتية مختلفة .

التطور العجيب والمتسارع في العالم المحيط والمتوالي من ذكاء اصطناعي وطفرة نوعية في التقدم العلمي ينبئ بأن هناك عقولاً بشرية منتجة وتفكر بجدية وإنتاجية وأنه ما همها تلك الحروب الدموية بقدر ما يهمها تقدم العالم البشري للأمام لا الرجوع إلى الخلف وإذا نظرنا نظرة ثاقبة عن قرب على الوضع الذي يحدث في (غزة) لأدركنا حجم الدمار العمراني والسكني والتجاري والاقتصادي الذي حلَّ بالمنطقة وأن الشعب الفلسطيني سيحتاح لمزيد من الوقت والمال لبناء ما تم هدمه وما تم تخريبه وأن الخسارات تقدر بالملايين وأنه لا يمكن لأي شعب آخر أن يحل محل شعب فلسطين في تقبل تلك الخسارات المتتالية لأنه شعب تعود على ذلك ومن هذا المنطلق فإن كلمة تعود تشعرنا بأننا عاجزون أمامهم وأن الأمر ليس بالتعود بقدر ما هو وضع تم إجبارهم عليه وإذا اقتربت من الشعب الفلسطيني أكثر ستعلم أنهم غير راضين البتة عن ما يحدث فبعد أن كان بلدهم أخضر يانعاً تحول إلى ركام ودمار في لمح البصر.

إننا نعيش على الأرض التي خلقها الله لنا ونؤمن أن هذه الأرض ستنتهي يومًا وسنذهب جميعنا إلى عالم مختلف لا نستطيع أن نصفه لأننا لم نراه ولكن معنى ذلك أن كل تلك الحروب لا فائدة منها وأن الاستعمار الذي يريده اليهود لن يبقى إلى الأبد وأن الحياة هذه قصيرة وأيام بسيطة وكل منا سيواجه مصيره وحياته الأبدية فما الفائدة المرجوة من هذه الحروب التي تطال ذلك الشعب المغلوب على أمره؟!

إن ما يفعله الضغط النفسي من قبل كتائب القسام على اليهود يشكل حرباً أخرى شعارها أننا أولا وأنكم مهزومون وأن الانتصار للمسلمين لا محالة فكم من الذعر الذي يطالهم بتصريح واحد وبإشارة واحدة وبخبر واحد وهذا هو المطلوب فالحرب النفسية تعد أخطر من غيرها كونها تثير الذعر والخوف والترقب والهلع وكونها تضعف من معنويات العدو فتعد حافزا مهما وعاملا مهما من عوامل النجاح في تلك الحرب التي نتمنى أن تنتهي عاجلاً ليس آجلا.

لا ريب أنَّ الاتحاد والتعاضد والاهتمام بشعب فلسطين والجهود الإعلامية والصحفية المكثفة هي أيضًا من شأنها أن تكون حلقة قوية وحرباً إعلامية على الكيان الصهيوني فبوقوف المسؤولين الإعلاميين واهتمامهم وعدم تهميشهم ما يحدث وكم رأينا من أمثله يشار لها بالبنان أدت رسالتها على أكمل وجه وجاهدت بوقتها ومالها وفكرها واستنزفت من عمرها لخدمة القضية الفلسطينية فكانت مجاهدة حتى وإن كانت بعيدة عن أرض المعركة لكنها قريبة بأفعالها وقوة مواقفها وكانت مثالاً يحتذى به فكانت حافزا مهما وكبيرا ووضعت بصمتها وسخرت إمكانياتها التي كانت في خدمة فلسطين وخدمة الشعب الفلسطيني وخدمة الإنسانية فكانت للإنسانية عنواناً ولقول الحق أصدق إنسان فلم تخف في الله لومة لائم فأعطت مساحات وكتبت مقالات وأعدت برامج وكانت من الجنود الإعلاميين والذين لن ينساهم الله فهم مصدر مهم وسلاح نافع كان ناصرا للقضية الأم ولم يتوقف عن النشر ولم يتوقف عن التحدث فشكراً لذلك الحافز الذي يعلي كلمة الحق دائما وشكرا لكل الجنود المجهولين الذين يبذلون ما بوسعهم لنصرة الإسلام والمسلمين.