العيد الوطني في عُمان

فوزى مخيمر

عزَّ عليَّ ألّا أُلبي دعوة صديقي الصحفي السابق والدبلوماسي الحالي السفير عبد الله الرحبي سفير سلطنة عمان لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، للمشاركة فى الاحتفال السنوى للسلطنة بالذكرى الوطنية العزيزة على قلوب العمانيين، وهي ذكرى 18 نوفمبر، العيد الوطني المجيد للنهضة.

وصديقي السفير عبد الله الرحبي، خريج قسم الإعلام كلية الأداب جامعة الإسكندرية منتصف الثمانينيات، عاد إلي بلاده فور تخرجه مزهوا بنفسه وكان له الحق فهو من الرعيل العمانى الأول الذى درس الإعلام فى واحدة من أعرق الجامعات، دخل علي فى مكتبي بجريدة الوطن العمانية بتوجيه من صاحب الصحيفة للانضمام إلى فريق العمل، واستمر معنا قرابة شهر، أبدع فيها، وظهرت موهبته الصحفية، وفجأة اختفى عن الأنظار، ولم التقيه إلا عندما عين سفير لبلاده بالقاهرة منذ نحو ثلاثة سنوات.

وبعد عودتى من مهمتى فى عمان في يوليو 1987 بعد خمس سنوات هناك، تواصلت علاقاتى بالسلطنة حتى اليوم مع سفرائها بالقاهرة على التوالى عبد الله بن حمد البوسعيدى، عبد العزيز الهنائي، خليفه الحارثي وكيل الخارجية العمانية حاليا، ود. على العيسائى الذى لم تكتمل مدته وعين عضوًا فى مجلس الدولة العُماني، وعبد الله الرحبي السفير الحالي، والذى بادر فور اعتماده بدعوتنا للقائه.

قد يستغرب البعض من المواقف العمانية القوية الداعمة للحق الفلسطينى وحقه فى المقاومة لنيل حقوقه المشروعة فى وطن مستقل ودولة ذات سيادة، فقد بدا ذلك واضحًا فى الهبات الكبري للشعب العمانى فى ولايات السلطنة وفى الصحف العمانية- وفى مقدمتها جريدة "الرؤية"- تأييدًا للمقاومة الفلسطينية بعد العدوان الإجرامى ضد غزة والإبادة الجماعية التى تتعرض لها من قبل الجيش الإسرائيلى.

ومن بين الذين دافعوا عن فلسطين بحمية وبعلم وبوطنية وبغيرة على الدين الإسلامى مفتى عام السلطنة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي والذى يحظى بحب واعتزاز واسع من الشعب العمانى والقيادة العمانية، وادلى بشهادات بحق الفلسطينيين فى مقاومة المحتل، وتجاوب مع القنوات الفضائية ليعلن على الدنيا أن المقاومة حق مشروع، وأن حل الدولتين تخدير للشعوب العربية.

كثير من العمانيين كابدوا مرارة البُعد عن الوطن قبل انطلاق مسيرة النهضة التى قادها الراحل العظيم السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- والذى أعاد لم شمل العمانيين.

وما الدبلوماسية العمانية إلا انعكاس أمين لنبض الشعب العماني، والتناسق والتناغم واضح بين كل أفراد المجتمع في عُمان؛ فالمواقف والرؤى واحدة.

تعليق عبر الفيس بوك