"الحقران يقطع المصران"

 

أنيسة الهوتية

"الحقران يقطع المصران".. مثلٌ عُمانيٌ قديم كباقي الأمثلة متين من الصحة، و"الحقران": المقاطعة والتجاهل باحتقار واستصغار، و"المصران": الأمعاء، والمقصود بها أمعاءُ الشخص الذي تمت مقاطعته أن تتقطع من الألم!

ولهذه الرؤية عدة زوايا، إلا أننا الآن سنخوض من الزاوية المُطلة على البوابة الرسمية دون النظر للمنافذ الجانبية والمداخل السرية، ونؤكد أن المقاطعة فعلاً هي الحَل الأمثل في علاجِ العلاقات المُعوجة بجرعة بسيطة أو قوية قليلاً على حسب الاعوجاج، وأيضاً هي الوسيلة الأفضل في إنزال العقوبة على المُخطئين والمُجرمين، ومدة العقوبة بالمقاطعة تعتمد على نوع الجريمة والخطيئة التي تم ارتكابها من قِبل المجني عليه، وبعض الأخطاءِ والجرائم تستحق المقاطعة الدائمة الأبدية دون تهاون واستهتار واستعطاف.

ومثل ذلك مقاطعة أغلب البشر الإنسانيين من مسلمين وغيرهم للبضائع والمنتوجات الداعمة لدولة الصهاينة، بغض النظر إن كانت قد صنعت في إسرائيل أو غير إسرائيل، وكم يؤلمني أن تستخدم دولة الصهاينة الماسونية اسم نبي الله إسرائيل ونجمة النبي داوود ودرجة اللون الأزرق الذي يعبر عن الطاقة البشرية، والحق أنها يجب أن تسمى بالدولة الصهيونية الماسونية بِلا شعار ولا لون، كما لا تستحق أي أرضٍ بل سِجينٌ يحتويها بعذابٍ أليم.

إن الخسائر العظيمة التي تكبدتها أغلب المؤسسات العالمية الداعمة للكيان الغاشم، كانت أقوى ألماً عليهم من أي صاروخ أطلقهُ أبوعبيدة؛ لأن الضحايا من اليهود في تلك الحدود الجغرافية لم يَكونوا في حسبة خسائر بشرية لهم ولا حتى الصهاينة من جنودهم! فإنهم جميعا في نظرهم مجرد قطع أحجار في رقعة شطرنج، وإن ماتوا فليموتوا! لأنهم ليسوا مهمين لقادتهم كأهميةِ المال! ولا بأهمية القيادات الحربية والرئاسية! إنهم ليسوا سوى زمرة من الجنود الذين لن يتسبب موتهم بإنهاءِ اللعبة مادام الملك لا يزال على قيد الحياة في تلك الرقعة.

ولا وطنية في قلوب هؤلاء الجنود والمواطنين كذلك، إنهم ليسوا متعلقين بتلك الأراضي ولا بالقدس لنوايا دينية أو عاطفية، بل إنهم مجرد مجندين عسكريين ومدنيين تم العرض عليهم بقبول هذه الحياة أو قبولِ الإعدام! وطبعاً عندما يكون أمام المحكوم بالإعدام فرصة أخرى للعيش وإن كانت فيها مشقة للحفاظ على حياته فسيقبل بها!

إن أغلب جنود الاحتلال هُم من المُشردين والمساجين السابقين بالحكم المؤبد أو بالإعدام، والجيل الأجدد الحالي هم من الأفارقة الجوعى لِلُقمة عيش واهنة، والوجبة التي يأكلونها مقابل أن يسوقوا حرباً على أطفال غزة مقبولة لديهم، ولا أن يموتوا في جفاف تراب أوطانهم المنهوبة بأيدي الرأسماليين الذين يقودون تجارة العالم ويخططون لقيادة دول العالم.

وعندما أقامَ هتلر المجزرة والمحرقة العُظمى ضدهم كان يعلم بمخططهم المستقبلي والذي لولاهُ لما تأخرت إلى يومنا هذا، ولكانت نجحت واحتلت العالم بأسره، فإنه لم يحرق ويقتل اليهود إنما كانوا أولئك صهاينة ماسونيين  قد رأى فيهم مخططاتهم التي تحدث بها، إلا أن أغلب خطاباته تم تدميرها من قبلهم.

وهَا هُم يخطون خطوتهم الثانية الآن بمحاولة احتلال دول العالم سياسيًّا ابتداءً بحجة مِسمار جُحا التي ثبتوها على جدار القدس، بعد نجاحهم الصاروخي باحتلال العالم تجاريًّا وماليًّا، واقتصاديًّا... فإن أغلب ما نمتلكه، ونأكله، ونشربه، ونعيش به أساليب حياتنا من صنعهم! وإن لم يكن مُباشرًا من مصانعهم، إلا أن البضاعة الأساسية تخرج منهم إلى مراكز الاستيراد والتصدير!

فمثلاً شركة "بيبسي" باعت أغلب مشروباتها إلى شركات عربية وتمت تعبئتها في علب جديدة وبيعها للعالم! واستفادت بدعم عربي! ولكن الشعوب ليست غبية! سيكتشفون الذئب في صوف الخروف وسيقطعون أمعاءه بالتأكيد، إلا الخَونة ومعدومو الضمير.