فلسطين.. نصرٌ آتٍ

 

عبدالملك بن علي بن جمعة المغيري

 

دموع العين مرآةُ الذَّواتِ

وأطلالِ المدينة والشّتاتِ

 

وحيٍّ -كان عُنواناً لمجدٍ-

قد انعدمت بهِ سُبُلُ الحياةِ

 

وطِفلٍ ضائعٍ يمشي وَحيداً

يُفَتِّشُ بَينَ أَكوامِ الرُّفاتِ

 

وأَنقاضٍ تهاوَت فَوقَ شَيخٍ

ومِئذَنةٍ ودورِ العائلاتِ

 

ومشفىً كان يَحرِسُ كلَّ نفسٍ

فأَضحى اليومَ رمزاً للمَماتِ

 

وعُصفورٍ عَلا في الجو حُرّاً

ولم يدرك بأنَّ الحَتفَ آتِ

 

فِلَسطِينُ اصمدي فاليسر آتِ

فيُسراً رغم كل المعسراتِ

 

فِلَسطينٌ، وإنّ النصر يُدعى

فِلسطيناً رَجاءَ المَكرُماتِ

 

فِلَسطِينُ اقبلي منّا دموعاً

على خُذلاننا وعلى الشَّتاتِ

 

تَخاذَلنا فَما رُمنا إباءاً

تَشَتَّتنا جميعاً كالفَتاتِ

 

ولَيسَ الشَّهدُ يَرجونا وُروداً

ولكنّ الورودَ لنَا مُواتي

 

لِنَحظَى مِن كَرامَتِهم بحظٍّ

ونَكتُبَ نَصرهم قَبلَ الفَواتِ

 

فهُبُّوا يا بني قَومي لنصرٍ

نُسطِّرهُ بِماءِ المَكرُماتِ

 

فعَينُ الله تَحرُسُكم وتَرعى

رِجالاً، بَل هُمُ أُسدُ الشَّراةِ

 

على أَيديهِمُ للنَّصرِ نَمضي

ونَرفعُ ظُلمَ عُدوانِ الغُزاةِ

 

وإنّ الله ناصرُ مَن تَوخّى

لأَجل النَّصرِ أَسباب الثَّباتِ

 

فِلَسطينٌ، لَك الجَبَّار عَونٌ

ووَعدُ اللهِ -يا أبطالُ- آتِ 

 

لنُعلنَ غَزّةً للعِزّ رَمزاً

ومِنها نَبتغي كُلّ الجهاتِ

 

ونَرفع رايَةً في القُدسِ عزّاً

نُحَقِّقُه على أَيدي الأُباةِ

 

فِلَسطِينُ اصمدي فالنصر آتِ

وإِن كُنّا جميعاً في سباتِ

تعليق عبر الفيس بوك