"عكاظ الشعر" في ولاية صحم

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

الإنجازات التي يسعى إليها الفرد منا ويذهب باتجاه خط سيرها ويجتهد وينتظر لحظة الوصول، هي من أجمل المراحل التي تمر به، رغم الصعوبات والتحديات والبذل والعطاء والجهد، ورغم ما يُحيط بالإنسان من عثرات وأشخاص مُحبِطِين وقلة دعم، إلّا أنه يواصل المسير بشغفٍ، ولما كان الشغف موجودًا كان الإنجاز يكبر يومًا بعد يوم وكانت الشموع تُضاء في عتمة الليل البهيم.

واصل مجلس صحم الشعري طريقه إلى الأمام منذ أن أشعل شمعته الأولى في عام 2015 قادمًا بقوة يشق دروب التميز والإبداع واضعًا بصمته الخاصة حاصدًا حُب الجميع مُجتازًا كل العثرات التي مرَّ ويمر بها، مُتغلبًا على معظم التحديات الصعبة والمُتعِبة.

ولمّا كان من تكاتف الجهود بين أعضاء إدارة المجلس، كان العمل مُنظمًا وكانت الصورة واضحة والمعالم مكتملة، وها هو مجلس صحم الشعري يُعلن عن انطلاق الملتقى الشعري في دورته الرابعة؛ ليكون بوابة للشعر والشعراء وسوقًا شعريًا متكاملًا لتبادُل فيه الخبرات الثقافية.

في الثالث من أكتوبر المقبل ينطلق الملتقى مُحتفيًا بكوكبة من شعراء عُمان والخليج الذين سيقدمون ملاحمَ شعرية تسكن عندها المهجات، وتشتعل المشاعر والأحاسيس متوهجة؛ بما سيُقدمه المشاركون من قصائد وكلمات معبرة، وفي هذا السياق: ضمَّ الملتقى السابق الشاعرة الراحلة هلالة الحمدانية تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته، ولا شك أن الحضور سيتذكرون هذه المشاركة ومآثر الشاعرة التي رحلت عن دنيانا مبكرًا.

إن الجهود التي بذلها مجلس إدارة مجلس صحم الشعري أسفرت عن اكتمال الاستعدادات لهذا العرس الثقافي، الذي نأمل أن يكون ناجحًا بكل المقاييس؛ إذ سنتشرف فيه بمشاركة عدد من ضيوف الشرف المميزين والإعلاميين البارزين وثلة من الشخصيات الرائدة في المجتمع، ونعول على أن يشهد حضورًا كثيفًا.

ملتقانا لهذه السنة يحتوي على مسابقة "بيرق صحم" الأولى للشعر النبطي، والتي لاقت تجاوبًا كبيرًا من الشعراء المشاركين وتقديم نصوصهم للتقييم والتنافس الشريف مع وجود لجنة تحكيم من عمالقة الشعر في السلطنة، وحيث إن التحكيم مُنصفًا بشكل واضح، فقد تقدم للمشاركة أكثر من 43 نصًا، وحرص المنظّمون على عدم ذكر أسماء الشعراء ليكون التحكيم على النص وليس الشاعر في جوء تنافسي مليء بالمحبة.

أما عن التواجد الشعري الجميل من شعراء دول الخليج، فهذا يعد استكمالًا للنجاحات الدائمة التي يُحققها المجلس ويفخر بها، وتكريمه لمجموعة من الأدباء الخليجيين والعمانيين لحضورهم وثقتهم في مجلس صحم الشعري، وكما نفخر ونفاخر دائمًا بالشخصيات الداعمة لنا، فما كان هذا الدعم يأتي من فراغ إلّا من الجهود المبذولة والنجاحات المُحققة التي باشر ويباشر بها المجلس دومًا.

إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا وإن من قلوب الشعراء لبلسم لقلوب الجميع؛ فالشاعر يعطي من أحاسيسه المرهفة ويعطي من أعماقه العظيمة ويعطي من كينونته التي تسكنه ويعطي من جمال ونقاء قلبه وصفاء روحه؛ لذلك كان الشعراء أصحاب الحكمة والرأي السديد دائمًا ويؤخذ بآراهم منذ زمن طويل، وكانوا من أصحاب القلم الذي إن قال صدق، وإن كتب وُفِقَ.

ولا يفوتني أن أشير إلى حضور كل من: الإعلامي عقيل باعلوي وعبدالله الذهلي ولجينة البلوشية وحوراء اللواتية، والإماراتية أمل النقبية في التقديم، إضافة إلى هيثم اللحياني وتركي آل مسيعيد من المملكة العربية السعودية، وشوق الدوسري ومحمد بشير العنزي من ممكلة البحرين، وشيخة المطيري من الإمارات، وثلة من شعراء عُمان أمثال: عامر الحوسني وفيصل الفارسي ورحاب السعدية ومحمد العويسي وآخرون.

ختامًا.. دعوة أقدمها لجميع محبي الشعر لحضور فعاليات ملتقى صحم الشعري الرابع في الثالث والرابع من شهر أكتوبر المقبل في تمام الثامنة مساءً في قاعة الخليج، والدعوة عامة.. ننتظركم جميعًا في ملتقى صحم الشعري؛ حيث يجتمع الشعراء في مكان واحد.