إسماعيل بن شهاب البلوشي
تُطالعنا أخبار العالم بالكثير من المفاجآت والأحداث التى تملأ وسائل إيصال المعلومة بالطرق الحديثة التي أصبحت سريعة وسهلة أكثر من أي وقت مضى وكذلك فإنِّه في عالم اليوم أن المتلقى لكل تلك المعلومات فإنهم يختلفون اختلافًا كبيرًا فمنهم من يريد الاطلاع وآخر للدراسة والتقصي والبعض الآخر يمر عليها مرور الكرام وهنالك من يقارن بين الدول في سرعة اكتشاف الأحداث والجرائم وحتى المفقودين.
لكن قوة بعض الدول في الكشف ليس لأنها تملك قوة أمنية واستخبارية وتدريبا متطورا وحسب إنما أيضًا هي تسابق الزمان من حيث اقتناء أفضل ما توصل إليه العلم من تكنولوجيا عصرية سهلت هذه المهام وأصبحت عاملًا حاسمًا في هذا المضمار.
فمثلًا وعندما تدخل بعض الدول فإنه يطلب منك النظر إلى آلة التصوير وكذلك يتم أخذ البصمة ومن يعتقد أن الصورة الملتقطة هي فقط لمعرفتك حينها أو أنها ستحفظ في ملف زيارتك فإن ذلك في الحقيقة بعيد عن الواقع إنما حقيقة الأمر أن تلك الدول تغطي معظم طرقها وساحاتها وميادينها وحتى المواقف والمحلات وأماكن العبادة والمرافق السياحية بكاميرات ذكية مرتبطة ومكملة لبعضها تراقبك وتعرفك وتراقبك وبالتوقيت الدقيق ومن خلال تلك الصورة الملتقطة، وبالذكاء الاصطناعي أصبحت بصمة الوجه متبادلة في كل مكان وأنك مراقب في كل حركاتك ومعروف بغض النظر عما تلبسه من ألوان ملابس ولو أنك قمت بأي خطأ في أي مكان فإنَّ ذلك واضح للجهات الأمنية وأن صورتك متبادلة في كل مكان ولا يمكنك الإفلات مهما كانت الحيلة والسبيل.
وفي حال بعض الدول التي يتكرر فيها اختفاء الناس فإن لهذا النظام مكانًا رهيبًا يمكن أن يكون حلًا مثاليًا وعاملًا مساعدًا لرجال الأمن للوصول إليه وبسرعة فائقة.
العلاقة بين تطور الدول من خلال الانفتاح على العالم وتشجيع الاستثمار والاستفادة اللامحدودة من كل الجنسيات حول العالم، يتطلب الجرأة في تسهيل القوانين والتقليل من مواد المنع، يسايره نظام أمني دقيق، وكلا الأمرين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا ببعضهما، وإن الإخلال بأي منهما يجعل أي دولة تزيد تعمقًا وتأخرا عن باقي الدول.
إن للرؤية الاقتصادية في أي دولة في العالم مكانًا مهمًا للتطور، لكن البعض يركن إلى السكون والخوف من كل شيء وآخرون ينفتحون على العالم، ولكن بثقة أمنية كبيرة تدعم توجهها وطموحها، وهذا يتضح جليًا حينما تجد دولًا تعاني من جوانب اقتصادية في حين أن الجميع يتفق على أنها يمكن أن تكون من أفضل الدول.
وأخيرًا إنني أرى أن جلوس الجميع على طاولة واحدة تحت إمرة شخص مطلع وطموح يمكن أن يغير في المشهد العام جوانب لا حصر لها.