◄ بطاينة لـ"الرؤية": مليار ريال عُماني الحجم المتوقع للطلب على الاكتتاب.. و600 مليون الحد الأدنى
◄ المواطن العادي بات أكثر رغبة في الاستثمار ببورصة مسقط لتحقيق عوائد نقدية
◄ حركة استثمارات متوقعة نحو بورصة مسقط ضمن التأثيرات الإيجابية للاكتتاب
◄ الطلب على اكتتاب "أوكيو لشبكات الغاز" سيفوق المعروض بنسب مرتفعة
الرؤية- مريم البادية
تعتزم شركة أوكيو لشبكات الغاز طرح 49 في المئة من رأسمال الشركة للاكتتاب العام في بورصة مسقط (أي ما يعادل 212 مليون ريال عُماني)، فيما تعكف الهيئة العامة لسوق المال على مراجعة نشرة الإصدار الخاصة بالشركة، والذي سيكون أكبر إصدار للأسهم في تاريخ سوق رأس المال بسلطنة عُمان.
وفي تصريحات خاصة لـ"الرؤية"، قال لؤي بطاينة الخبير في الشؤون الاقتصادية وأسواق المال، إنَّ اكتتاب شركة أوكيو لشبكات الغاز يعد أضخم اكتتاب في تاريخ عُمان، من حيث نسبة الطرح التي تبلغ 49% أو من حيث الحجم أو من حيث رأس المال المطروح للاكتتاب، علاوة على حجم القيمة السوقية للشركة بعد الإدراج والانتهاء من بيع نسبة 49% وإدراج كامل الأسهم في بورصة مسقط. وأضاف بطاينة أن هذا الاكتتاب يؤكد إمكانية طرح شركات كبرى في البورصة، ومنها شركات مرتبطة بالبنية الأساسية وشركات مرتبطة بالعصب الرئيسي للاقتصاد العماني المتمثل في النفط والغاز، مرحجًا أن تتجاوز العوائد المتوقعة ونسب الاستثمار ونسب الأرباح والتوزيعات، العوائد الحالية في بورصة مسقط، متوقعًا أن يُسهم ذلك في جذب المزيد من المستثمرين؛ سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي والدولي.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن طرح مثل هذا الحجم من الأسهم يساعد على جذب المستثمرين والشركات العائلية وكذلك الصناديق الكبرى؛ سواء كانت سيادية أو استثمارية للاستفادة من هذا الطرح. ولفت بطاينة أن بورصة مسقط ظلّت لفترات طويلة تفتقد لمعدلات سيولة مرتفعة، غير أنه مع طرح أسهم شركة مثل "أوكيو لشبكات الغاز"- والتي تبلغ قيمتها السوقية حسب الطرح العام أكثر من 430 مليون ريال عماني (أي ما يزيد عن مليار دولار أمريكي)، فمن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية لبورصة مسقط، مُعتبرًا ذلك أمرًا إيجابيًا للبورصة، وللمستثمرين، وكذلك الشركات المدرجة.
وقال بطاينة إنَّ مثل هذه الإدراجات ستنعكس بالإيجاب على نتائج البورصة، وأداء الشركات والمستثمرين، مشيرًا إلى أنَّ جزءًا كبيرًا من الاستثمارات الأجنبية سيتم توطينه من خلال استمرارها في حيازة ملكية ونسب في شركات مثل أوكيو وشركات أخرى، على غرار ما حدث في اكتتابات سابقة مثل عمانتل وبنك مسقط وأبراج للطاقة وغيرها. ويرى بطاينة أن ذلك سيؤدي إلى زيادة السيولة والتدفقات النقدية وزيادة الاهتمام ببورصة مسقط؛ الأمر الذي من شأنه أن يسهم في زيادة الطروحات الأولية والإدراجات، ومن ثم خلق سيولة وتعزيز مفهوم الاستثمار لدى المواطنين العاديين، والذين كانوا ينأون سابقًا عن الاستثمار في بورصة مسقط؛ لعدم وجود سيولة يومية، وهذا سيُؤثر على مفهوم الاستثمار من حيث تحقيق عوائد نقدية، عن طريق التدفقات النقدية أو عوائد تراكمية، من خلال ارتفاع القيمة السوقية لاستثماراتهم.
ويتوقع بطاينة أن تجذب أسهم أوكيو لشبكات الغاز استثمارات "كبيرة جدًا" و"أعلى من شركة أبراج للطاقة"، وعزا ذلك إلى طبيعة عمل الشركة؛ حيث تتخصص في خطوط الغاز. وأشار الخبير الاقتصادي في حديثه لجريدة "الرؤية"، إلى نوع التدفقات النقدية وحجم الاستثمار وفرص النمو المرتقب تحقيقها، وخصوصًا على المستوى المحلي، فضلًا عن طبيعة المستثمرين الذين سيدخلون إلى مثل هذه الاستثمارات؛ لذا أتوقع أن يبلغ حجم الاكتتاب العام مليار ريال عماني، ولن يقل عن 600 مليون ريال عماني.
وشدد بطاينة على أن هذا الاكتتاب سيُحدث تأثيرًا كبيرًا على السوق المحلي؛ حيث ستستفيد البنوك المحلية وشركات الوساطة والاستثمار وكذلك بورصة مسقط وشركة مسقط للمقاصة والإيداع، من خلال جذب المزيد من الاستثمارات والمستثمرين وفتح حسابات جديدة وكبيرة لدى البورصة وشركة مسقط؛ مما سيؤدي إلى انتقال العديد من الاستثمارات من شركات وبنوك إلى هذا النوع من الاستثمار. وأوضح الخبير الاقتصادي أن الاكتتاب سينعكس بدوره على فعالية إدارة المحافظ.
وقال بطاينة إنه بعد اكتتاب شركة أوكيو لشبكات الغاز، ستضم بورصة مسقط شركتين في قطاع النفط والغاز؛ وهو قطاع استراتيجي في الاقتصاد العماني، الأمر الذي سيمثل دعامة رئيسية وعنصرًا أساسيًا لإدارة أو تأسيس أي صندوق أو محفظة استثمارية، ومن ثم تتحول أسهم هذه الشركة إلى عناصر رئيسية في أي محفظة استثمارية، على غرار ما حدث مع طرح أسهم كل من بنك مسقط وعمانتل.
ولفت بطاينة إلى أنه جرى العُرف عالميًا على تسمية الشركات التي تزيد قيمتها السوقية على مليار دولار، بأنها "شركة يونيكورن"، غير أن هذا المسمى لن ينطبق على "أوكيو لشبكات الغاز"؛ إذ يُطلق المسمى على شركات التكنولوجيا فقط في بورصة ناسداك الأمريكية.
وأعرب بطاينة عن تفاؤله حيال هذا الاكتتاب ونتائجه الواعدة على الاقتصاد العُماني، وقال إنه كلما زاد عدد البنوك ومديري الاكتتاب سيؤدي ذلك إلى جذب المزيد من المستثمرين، ومن ثم زيادة أنشطة شركات الوساطة والبنوك التي تجمع الاكتتاب، علاوة على دخول العملات الأجنبية إلى السوق المحلي واستفادة البنوك المحلية من هذه الأموال وتوجيهها التوجيه الأمثل، متوقعًا أن يفوق الطلب الطرح العام وتغطية الاكتتاب بنسبة مرتفعة.
وتسعى شركة أوكيو لشبكات الغاز من طرح الأسهم إلى الاستفادة من الميزات التمويلية التي تقدمها سوق رأس المال للتخارج وتمويل مشاريعها وأنشطتها الاستثمارية، ويعد طرح الأسهم من الأدوات الاستثمارية الفعالة في السوق العُمانية بعد اعتماد قانون الأوراق المالية الذي نظم سوق الأوراق المالية بما يحقق الحماية الفاعلة للأطراف المتعاملة واتسم بالمرونة الكافية لجذب أصحاب المبادرات الاستثمارية من الجهات المصدرة وأصحاب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية وتوظيفها في قطاعات استثمارية مختلفة.
ودعت الهيئة العامة لسوق المال المقبلين على الاستثمار من مواطنين ومقيمين إلى ضرورة الاستعداد لهذا النوع من الاستثمار من خلال فتح حساب مستثمر عبر "شركة مسقط للمقاصة والإيداع" التي تعد الجهة المعنية بتنظيم وحفظ سجلات المساهمين.
يُشار إلى أن نشرة الإصدار هي الدليل الذي يوجه المستثمرين نحو القرار الاستثماري؛ إذ تتضمن أهم المعلومات والبيانات المهمة بشأن المركز المالي للشركة المطروحة ورؤيتها التوسعية وفرصها للنجاح، إلى جانب التحديات التي تواجهها وحجم قدرتها على المنافسة، وتعد هذه البيانات أساسية للمستثمر لاتخاذ القرار الاستثماري بالاكتتاب.