خالد بن سعد الشنفري
أقام بيان تجمع نساء قبيلة مطير، تلك القبيلة العربية الأصيله التي تقطن ما بين مكة والمدينة نزولا إلى نجد وسط الجزيرة العربية وصولا إلى الكويت، أقام الكويت ولم يقعدها بعد.
بيان نساء مطير الشجاع، قرر إلغاء أمور وعادات دخيلة على مجتمعاتنا العربية الأصيلة في الخليح وأهداف وغايات ديننا الإسلامي الحنيف وتتمثل في:
أولًا: إلغاء حفلات المَلْكَة والاستقبال بصورتها الحالية التي وصلت إليها، مع الإبقاء على عادة العانية بمعنى الإعانة لما لها من فوائد اجتماعية ودينية حميدة.
ثانيًا: وقف ما يُسمى بكارثة الذرات لما يحصل فيها من تكليف.
ثالثًا: منع حفلات التخرج لما فيها من إهدار المال وتبادل للهدايا وإحراج الآخرين بتصويرها.
رابعًا: وقف تقديم الورود والكيك في المناسبات كافة، لعدم وجود الفائدة أو منفعة تُرجى.
لقد أصبحت مثل تلك العادات الدخيلة على المجتمعات الخليجية تشكل عبئًا ثقيلًا بالفعل على كاهل حتى الأغنياء في هذه الدول، باستثناء طبقة مخملية بسيطة في كل دولة، هي خارج هذه التغطية، وهي التي تسببت في الأصل بابتداع هذه العادات نتيجة حصولها على الثراء السريع، وانتقلت عن طريقها من باب التقليد إلى كافة طبقات المجتمع، التي كانت قبل نصف قرن من الزمن تعد أكثر مجتمعات العالم تساويًا تقريبًا في وضعها المادي والاجتماعي، فما بالك بغير ذلك من الطبقات الدنيا الحالية في هذه المجتمعات الخليجية، وهي الأكبر وأساس كل مجتمع أصلًا!
أثرت الأزمات الاقتصادية والوبائية التي اجتاحت العالم على مستويات دخول الأفراد في العالم عامة وفي دول الخليج خاصة لأسباب معلومة إلى الحد الذي وصل إلى انزلاق الطبقات اجتماعيًا، فمن كان ميسورًا أصبح محدودا، ومن كان محدودًا نزل إلى درجه أقل من ذلك، واتسعت أعداد الطبقتين المتوسطة والمتدنية.
لقد أفرح هذا القرار الجريء من نساء مطير الغالبية العظمى من رجال الخليج الذين كانوا يعانون منه، وأكاد أجزم أنني أتحدث هنا بلسان حال كل رجل في عماننا الحبيبة عامة وظفار خاصة، وخصوصا فيما يتعلق بالشق المتعلق بالنساء في حفلات الأعراس الذي دخل لا شك حد الإسراف والتبذير والغلو، وبالتالي نخشى أن ينوبه التحريم دينيًا، إلّا أن جانب الحفلات الأخرى غير الزواج ما زالت بحق متواضعة لدينا، ولا تصل إلى الحد الموجود في دول خليجية أخرى، ونخشى أيضا من تزايدها مستقبلًا إذا لم يُوضع حد للأولى، ولولا أن قيّض الله لنا نحن هنا في ظفار- خاصة- عادة حميدة نستفرد بها هي عادة الدفتر أو "المحوشة" المتعارف عليها في الزواج بين أبناء المجتمع الظفاري والمنظمة والمقننة جدًا ولم تتزعزع منذ القدم اللهم في كونها أصبحت تثقل كاهل دافعيها مع كثرة الزيجات وتضاعف أعدادها في موسم الخريف بالذات وعدم تجرؤ الرجال عن النزول في مقدارها بأقل من 20 ريالًا عمانيًا كحد أدنى.. أقول لولا هذه العادة المحمودة اجتماعيًا ودينيًا لأصبحت مصيبتنا أعظم، وهي نفسها الموجودة في دول الخليج الأخرى بمسى العانية أو الإعانة ولكنها ليست بنفس تنظيمها ودقتها في ظفار.
الآن السؤال الذي طرحته في عنوان هذا المقال وهو: هل سيصل مدى هذه الفزعة النسائية المطيرية الجريئة والشجاعة بحق وبامتياز إلى نسائنا العمانيات واللائي لا أشك للحظة أن فزعتهن لنا نحن رجالهن ومجتمعهن ستكون مشابهة إذا لم تكن بأعلى وتيرة من إخواتهن المطيريات؟!
كل ما أتمناه أن يصل ذلك لمسامع كل واحدة منهن أو الفاعلات في المجتمع منهن على الأقل، وهن كُثُر ويُرتجى منهن كل الخير والصلاح والسداد.