رشحني وأنقل قَيدك!

 

 

سارة البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

 

بدأت في الآونة الأخيرة الكثير من محاولات الأعضاء المترشحين لمجلس الشورى لجمع أكبر عدد من المصوتين لهم، كان آخرها المطالبة بنقل القيد من وإلى ومن ثم "فص ملح وذاب"، هكذا دائماً يحدث السيناريو المتكرر، وبما أن القوائم النهائية للمترشحين ظهرت، وتم تداولها في كل الولايات، بدأ هناك نشاط للمترشحين من خلال طلبهم لأكبر عدد من الناس سواء من الولاية أو خارجها بترشيحهم مع وعود وعهود بتقديم الدعم والمساعدة، ودفع المبالغ النقدية من أجل نقل القيد من وإلى.

نحن لسنا ضد نقل هذا القيد من وإلى، ولكننا ضد أن من سأرشحه لن يمثل ولايتي التي أسكن فيها وما تقديمي للدعم لذلك المترشح إلا من أجل كسب مبلغ من المال أو مساعدة ما، وهذا هو القائم وحادث في هذه الأيام.

إنني ومن وجهة نظري، لا أرى أنه من المجدي أن أرشح مواطنًا ليس من أبناء الولاية، ولا يحمل اهتمامات ومطالب أبناء الولاية، وإنما شخصٌ همُّه الأكبر مصلحته الشخصية من خلال نقل القيود من وإلى ودفع مبالغ مقابل ذلك، وبعد انتهاء المصلحة تتم عملية نكران الجميل، وهذا هو الذي يحدث وقد حدث مرارا وفي أوقات مختلفة.

أود التنويه للمواطنين الأعزاء أننا وصلنا إلى مراحل متقدمة من الوعي ووجب علينا الانتباه والاهتمام بالمصالح العامة أولا ومن ثم المصالح الشخصية، فهذا العضو الذي ستنقل قيدك إلى ولايته لن يقدم لك شيئًا بينما مواطن ولايتك هو الأحق بذلك الصوت الذي تبيعه، لأنه سيحمل همك وهم أبناء ولايته ويقدم المطالبات من أجل تحسين الأوضاع ومتطلبات المواطنين والمساهمة في تقديم المقترحات الصحية، والتي يكون شغلها الشاغل تحسين وتطوير والعمل في شؤون الولاية بمختلف أنواعها.

إن من كان همُّه تجميع الأصوات بطريقة غير صحيحة لن يكون همه سوى نفسه ولن يكون همه وطموحه إلا نفسه، وقد لاحظنا هذا الكلام في عدة دورات ماضية انتهى وقتها منذ زمن.

إنَّ ضخَّ دماء جديدة وفكر واعٍ وتغيير الوجوه القديمة في كل ولاية هو مطلب وأمر لابد منه، ولم لا يكون لكل مترشح فائز دورة واحدة فقط لا يلتحق بعدها بالمجلس نهائيًا، كي يتسنى لأكبر عدد من المواطنين خوض التجربة الانتخابية والمساهمة بأفكار أكثر وعدم تكرار نفس الأفكار من ذات الشخص، وهذا سيُسهم بشكل كبير في ضخ دماء جديدة للتطوير والتجديد والتنويع والاجتهاد والطموح للأعلى عندما يرسخ في بال العضو أنها الدورة الأولى والأخيرة سيكون همه وفكره منصبًّا على طرح أفكار جديدة ومُعالجة أمور عالقة واهتمامه وحرصه كثيرا بشؤون الولاية ومتطلبات أبنائها.

إن عُمان من أقصاها إلى أقصاها دولة مؤسسات وقوانين وأنظمة ومنهجية، وشغلها الشاغل دائمًا هو توفير العيش الكريم للمواطنين وتوفير أقصى سُبل الراحة لهم، لذلك نحن بحاجة ماسة للمواطنين الشباب من أجل ضخ دماء جديدة وأفكار قريبة وواعية ومتغيرة ومواكبة للتطور العالمي الذي نشهده الآن والطفرة العمرانية والذكاء الاصطناعي والتحديث الذي يحدث باستمرار في كل الأنظمة التي تحيط بنا.

إنَّ توارث المناصب والكراسي لن يذهب بنا إلى أي مكان، وإنما المواكبة والتغيير هما ما نصبو إليه، فكل رجال عُمان ونسائها يستحقون الأفضل، وكلهم قادرين على إحداث الفارق والتغيير المطلوب.

وختاما.. عندما تذهب وتنقل قيدك تأكد أنك لم تبع صوتك مقابل مبلغ من المال، وإنما بعت قناعتك وإنسانيتك مقابل المال أو أي مساعدة أخرى لن تذهب بها بعيدا.