دورة الألعاب الجامعية العالمية الصيفية فرصة لاستكشاف الصين

 

 

تشو شيوان *

أقيم مساء الجمعة الماضي حفل افتتاح دورة الألعاب الجامعية العالمية الصيفية الـ31 على الإستاد الرئيسي في حديقة بحيرة دونغآن الرياضية بمدينة تشنغدو جنوب غربي الصين، وستستمر هذه الدورة حتى الـ8 من أغسطس الجاري، بمشاركة نحو 6500 رياضي من 113 دولة ومنطقة، وهذه هي المرة الثالثة التي يستضيف فيها البر الرئيسي الصيني الألعاب الجامعية العالمية الصيفية، بعد العام 2001 في بكين، والعام 2011 في شنتشن، كما أنها المرة الأولى التي تقام فيها دورة عالمية رياضية شاملة في المنطقة الغربية للصين، مما يجعل الصين أرضاً للمبدعين الرياضيين ومهد إقامة الفعاليات الرياضية العالمية لاسيما وأن الصين استضافت قبل عام تقريبًا دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.

لقد قال الرئيس الصيني: "إن الصين تتمسك دائماً بمبادئ إقامة الأحداث الرياضية بطرق بسيطة وآمنة ورائعة وألعاب الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية هي تجمع للشباب والصداقة"، ومن خلال هذا الحديث نستطيع أن نفهم الفلسفة الصينية في استضافة الأحداث الرياضية المتنوعة بطرق تتناسب مع طبيعة الرياضيين وتسهيلاً لممارسة نشاطاتهم بسلاسة وإظهار قدراتهم الرياضية والعمل على المنافسة ضمن أجواء جميلة ومريحة من جميع الجوانب.

إنَّ تواجد الرياضيين الشباب بهذا الحجم الكبير من مختلف الجامعات حول العالم في الصين فرصة لهم ليتعرفوا على الصين، ويتعرفوا على طبيعتها المتطورة وما تحمله من فرص استثنائية للرياضيين للمشاركة في أحداث رياضية عالمية، خصوصاً وأن المرافق الرياضية الصينية مبنية على أعلى المستويات العالمية، وخلال الفترة الماضية اهتمَّت الصين بشكل كبير بأن تكون مركزاً لاستقبال الأحداث الرياضية العالمية وتسهيل الفرص للرياضيين لتكون لهم فرصة باللعب والمنافسة.

إنَّ التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون هي اتجاه العصر ومتطلب متأصل للتنمية الحضرية المستدامة، وخلال دورة الألعاب الجامعية بتشنغدو لديها فلسفة خاصة لتعميق مفاهيم البيئية المستدامة؛ حيث تم اختصار المفاهيم هذه الدورة بهذه الكلمات "بسيطة وآمنة ومثيرة" و"خضراء ومقتصدة وضرورية"، وهذه المبادئ الأساسية لدورة الألعاب الجامعية جذبتْ الاهتمام الاجتماعي العالمي، وأيضاً تتفق جميع الملاعب الرياضية التي تم بناؤها حديثاً مع مستوى الدرجة الثانية للمباني الخضراء، وعمدتْ إلى انخفاض الكربون وتوفير الطاقة وحماية البيئة باستخدام الوسائل التكنولوجية المختلفة، وتم تحقيق توفير الطاقة لجميع الملاعب القديمة من خلال ترقية المعدات المعنية للمحافظة على الطاقة وإعادة التدوير، وأيضاً تُظهر أعمال الخدمات للمباريات مفهوم حماية البيئة، وقد وفرت مدينة تشنغدو أكثر من 2300 سيارة تعمل بالطاقة النظيفة لخدمة الألعاب، وزرعت المدينة النباتات في مختلف الملاعب الرياضية والطرق الرئيسية؛ وذلك لتعميق مفاهيم البيئة، وجعل هذه المفاهيم متلاصقة في أذهان الرياضيين الشباب، وأيضاً تقديم صورة نموذجية لكيفية إقامة أحداث رياضية عالمية صديقة للبيئة.

إنَّ الانفتاح على العالم، وجعل العالم يعرف أكثر عن الصين وشعبها ومدنها ونموذجها التنموي، هدف كبير تسعى الصين لتحقيقه، وأجد أنَّ مثل هذه الأحداث الرياضية تساعد كثيراً في الانفتاح على العالم وجعل الشباب يكوِّنون صورة مُغايرة عن الصين، بعد أن تستضيفهم الصين وتقدم لهم ملاعب وصالات وبنية تحتية متطورة، وهذا ما عبَّر عنه الكثير من المشاركين الذين وجدوا في الصين صورة جميلة وحضارية عن التطور والتنمية في جميع الجوانب.

لقد شارك الكثير من الأصدقاء العرب في هذه المنافسات، ونأمل أن يشارك المزيد في جميع الأحداث التي تنظمها وتستضيفها الصين، فمثل هذه التبادلات بلا شك تقرب الشعوب من بعضها البعض.

 

* صحفي في مجموعة الصين للإعلام متخصص بالشؤون الصينية وقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية العربية