الابتعاث الداخلي أم الخارجي؟

"الرؤية" ترصد تباينا بآراء الطلاب وأولياء الأمور حول خيارات "ملاحقة حلم المستقبل"

بين متطلبات سوق العمل وأعباء التكاليف واختلاف الثقافات

 

الرؤية - سالمة الشكيلية

بينما يستعدُّ طلبة الدبلوم العام، خلال الفترة المقبلة، تلقي رسائل مركز القبول الموحد، التي تعتبر النتيجة النهائية لعرض المقعد الذي حصل عليه كل طالب لاستكمال دراسته في إحدى المؤسسات التعليم العالي؛ سواءً داخل وخارج سلطنة عُمان، استطلعت "الرؤية" آراء عددٍ من طلبة الدبلوم العام وذويهم، حول اختياراتهم للتسجيل في "القبول الموحد"، والتطلعات المستقبلية للدراسة عبر بعثات داخلية أو خارجية.

ورصدت "الرؤية" تباينًا في الآراء حول التطلعات التي يراها الطلبة الأنسب لهم من حيث الإمكانيات والمستويات، إضافة لمشاركة الأهل للطلبة في اختياراتهم والتخصصات التي يرغبون الالتحاق بها.

فيقول الطالب عبدالله العبري: أتطلع للقبول بجامعة السلطان قابوس قسم اللغة الإنجليزية، مشيرًا إلى أنَّه عمل على بحث مطول فيما يخص متطلبات سوق العمل والكليات ذات التخصصات المرغوبة حالياً في سوق العمل. مضيفاً أن ذويه قد منحوه كاملَ الحرية فيما إذا كان يفضل الدراسة خارج البلاد، معللًا بأنهم مقتنعون تماماً بأن هذا هو مستقبله وعليه هو اختيار الأفضل لنفسه.

فيما قال الطالب حمزة اليحيائي: إنَّه قام بوضع جميع الخيارات الأولية في جامعة السلطان قابوس من التخصصات المتاحة لديه تناسباً مع معدله، بعد أنْ قارن تلك التخصصات مع قدراته وتوجهه وكذلك ميوله الدراسي. مضيفاً: قمت بالسؤال عن هذه التخصصات لدى الطلبة الجامعيين الدارسين لها، وما إن وجدت أغلب وجهات النظر عليها إيجابية قمت فوراً بإضافتها ضمن خياراتي. ويشير اليحيائي إلى أنه يرى لأولياء أمور الطلاب دور مهم في تحديد ما هي التخصصات والمؤسسات ذات الأفضلية ليُكمل أبناؤهم مشوار ما بعد الدبلوم العام بها.

الطالبة ميثاء الرواحية، قالت إنَّها تطمح لدراسة أي من التخصصات التي تركز على جوانب التربية والصحة والهندسة، كما أوضحت أنها لم تقم باختيار التخصصات التي تتناسب مع إمكانياتها إلى حدٍّ ما تقريباً، مضيفةً بأنها قد قامت باختيار هذه التخصصات بناءً على متطلبات سوق العمل في الفترة الحالية والقادمة بعد أن استشارت أهل الخبرة والدارسين في هذه المجالات. وأشارت الرواحية إلى أنها قامت بالتسجيل في البعثات الداخلية فقط، فيما لا يمانع ذويها ما إنْ التحقت بأي من الجامعات خارج الوطن، بل إنهم يقومون بتشجيعها على هذا الأمر. ولكن العائق الوحيد هو تكاليف السفر والمكوث في دولة غير عُمان والعبء الذي سوف يترتب على عائلتها، مضيفة أنَّ جميع الطلبة عليهم الانتباه على نقطة التكاليف المالية والأضرار التي ستترتب على عوائلهم حال اختاروا أيًّا من البعثات الخارجية وتم قبولهم فعليًّا.

أما الطالب خالد الزعابي، فيقول بأنَّ أمر البعثات أصبح متداولاً وبكثر من قِبَل أهالي الطلبة في الدبلوم العام، بل وإنهم يحرصون على تشجيع أبنائهم على أن يلاحقوا أحلامهم في أي مكانٍ كانت. ويرى الزعابي أن التشدد قد يكون على نقطة الدين فقط والالتزام بالعادات والتقاليد عند سفر الطلبة والاختلاط بالثقافات الأخرى.

ويؤكد يعقوب الرواحي -والد أحد طلبة الدبلوم العام- أنَّ خوف الأهالي بات أقل في الوقت الحالي، لا سيما مع انتشار وسائل التواصل بصورة كبيرة؛ حيث يستطيع ذوو الطلبة من التواصل معهم بشكل كبير في الوقت الراهن. وأن المعوقات التي كانت تحاصر ابتعاث الطلبة للخارج لمواصلة تعليمهم في المرحلة الجامعية قد انخفضت.

ويعارض الطالب عمر المعولي فكرة البعثات الخارجية، معللاً ذلك بأن أغلب الدول التي يسافر لها الطلبة لاستكمال الدراسة الجامعية لا تستمد الدين الإسلامي أو العادات والتقاليد المتعارف عليها في بلادنا. ويضيف: إنَّ التسجيل في البعثات الداخلية كجامعة صحار هو أفضل لوجود جميع التخصصات دون الحاجة للاغتراب.

تعليق عبر الفيس بوك