خلفان الطوقي
هذا تذكيرٌ ودعوة لي أولاً ولغيري مِمَّن يرى ويقتنع بما هو مطروح، والدعوة هي أن "أكون أو نكون جزءًا من الحل"؛ بمعنى أنْ نطرح حلولا وأفكارًا ومبادرات تُعِين الجهات الحكومية على التطوير والتحسين المُستمر في السياسات والتشريعات والإجراءات، وكل ما يتعلق باختصاصاتهم. أُطلِق هذه الدعوة في وقت يحتاج لكل الأفكار المجتمعية والرؤى المخلصة لضمان ديمومة التقدم والتطور المنشود، ومهما كانت الإحباطات المحيطة بنا، فلابد أن يجد كل منَّا سعة لأداء مسؤولياته الفردية تجاه مجتمعه ووطنه؛ فالمسؤولية مشتركة علينا جميعًا.
ما هو حاصل الآن من البعض، ويظهر ذلك جليًّا في وسائل التواصل الاجتماعي النقد اللاذع، والتشكيك بكل شيء، والتذمُّر المستمر، والحكم السلبي المسبق، والشخصنة في الطرح، وتصيُّد الثغرات، والتحدث بالعموميات، وخلط المواضيع والأوراق ببعضها البعض، وفي أحيان قد يصل الأمر من النقد إلى السب والشتم والإساءة بدراية وقصد، أو بدون وعي كاف؛ ففي كل مجتمع تجد فئة تتصف بذلك، لكن ما يستدعي الوقوف حقًّا هو تفشي الظاهرة عن الحد الطبيعي.
هناك فارق كبير بين النقد البناء وبين ما تم ذكره في الأسطر أعلاه؛ فالنقد البناء مفيد ومطلوب، وتحتاج له الحكومة والمجتمع معا؛ فمن الضروري المبادرة وتخصيص جزء من الوقت لفهم الصورة كاملة، والتواصل المستمر مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، والإبلاغ عن أي ممارسات خاطئة، وتقديم المقترحات والأفكار مباشرة أو الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، لتحويل الثغرات ومعالجتها في أسرع وقت ممكن.
من السهولة الانتقاد غير البناء وإطلاق الأحكام العامة، لكنَّ النقد البناء أصعب بقليل، خاصة أنه يحتاج إلى قراءة عميقة ومتأنية وجهد ووقت، ولابد من التذكير بأنَّ عُماننا تستحق كل ذلك اليوم وكل يوم.
ولكي تكتمل الصورة النموذجية، فلابد للحكومة أيضا أن تفعِّل كل أدوات التواصل بين الحكومة والمواطن، فمهما كانت المبادرات الحكومية مُفيدة وثرية، فلابد أن تكون مدعومة مجتمعيا؛ فالحكومة أيضًا مطالبة بإيجاد الأدوات وكل ما من شأنه ضمان تقوية وديمومة الحوار فيما بينهم، فعُمان بحاجة للجميع دون استثناء وكل العناصر وأضلاع النجاح.