رُفعت الجلسة

 

 

سارة البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

ما زلنا نعيش أيامًا قَلِقة، وأيامَ توتُّر، وأيامًا صعبة، حتى يحين موعد إصدار الحكم النهائي على مرتكبي الجريمة البشعة جريمة قتل الشيخ محمد الهنائي -رحمه الله- الجريمة التي هزت أرجاء الوطن، جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد، جريمة قاسية ومُؤلمة وشائكة، ولم نعلم المسببات إلى الآن التي أدت لارتكابها، ولا نزال ننتظر إصدار الحكم النهائي ضد تلك المجموعة التي اختطفت في وضح النهار رجلا كبيرا في العمر، شيخا ورعا وزاهدا في نهار رمضان، وهكذا مر الوقت ببطء ونحن ننتظر، ولم يحدث ما نوده إلى الآن، وهو إنزال أقسى عقوبة على القتلة، وعلى مدبري الجُرم الشنيع، أولئك الذين قتلوا الفرح والابتسامة والأمل والسعادة، قتلوا البشاشة والإحساس.

كان الشيخ المغدور رمزًا يُشار إليه بالبنان، ويشهد على أصالته كل من على عُمان، وتشهد عليه الأزمنة والأركان، وكل جزء وشبر كان عليه وله قصة إنسان.

إنَّ ما يحدث من تأخير وتعدُّد في الجلسات هو أمر ليس بجيد، هو عبارة عن مأساة أخرى ومعنى أن تحترق عند نهاية وبداية كل جلسة، وتنتظر وفي كل مرة تحترق الأعصاب والقلوب أكثر، والانتظار يطول والألم يكبر، ليتوغل إلى أقصى مساحات القلب الحزين، القلب الموعود بنصرٍ قريب وفتح من الله، هكذا نمضي ونحن نتأمل الأفضل، ونمضي على يقين بأنَّ الله سيُحقق العدالة، ولكن بالوقت نفسه نسعى لأن يتم تحقيق العدالة في هذا البلد الطيب سلطنتنا الأبية التي لا ترضى أن يقع ما وقع لشيخنا الجليل، والذي رحل غدرا في وضح النهار بشهر مبارك كريم، أهكذا يحدث ما يدمي الفؤاد له، وما يبكي النفس ويحزنها، إنه لهذا اليوم ورغم وضوح الأدلة لا يزال هناك شيء من التحفظ والتريث، ولكن الأمل كبير في أن يتم إعلان الحكم سريعًا، فقد زاد الأسى وازداد الوجع، ووجه شيخنا الجليل لا يفارق أعيننا، ولحظة الغدر به ما زلنا نعيش تفاصيلها وأحزانها ومأساتها التي أدمت أفئدتنا، وشيخنا الجليل كان مُحقِّقا للعدالة ومهتما بذلك، كان ذا حكمة وعقل راجح، كان مُطبِّقا للعدالة في كل أمور حياته، وهو الآن بحاجة لنا لكي ترقد روحه بسلام بعد مسألة الغدر التي حلت به وبنا وبعُمان كافة.

إنَّ الاهتمام والوعي والإدراك والتربية الحسنة والتثقيف والمراقبة لسلوك البشر عموما، سوف يحد كل ذلك من هذه الجرائم التي انتشرت بشكل واسع في الوقت الأخير، ولكن لكي لا يتم ما لا تُحمد عقباه يجب أن يكون هناك خصلة الرقابة الذاتية، والقرب من الله والصلاة، والتي هي عمود الدين، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأن تكون الصلاة درسا يوميا يقام في المدارس منذ المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية؛ لأنه من شبَّ على شيء شاب عليه، ولأنه لو تركنا مسألة التربية فقط على الآباء لما تحقق ما نصبو إليه وهو بناء جيل صالح بالدرجة الأولى؛ لأنه لو كان صالحا لأصبح ناجحًا في كل أمور حياته، ولا أتفق مع الذين يفصِّلون الدين والقرب من الله بالدنيا والنجاح فيها؛ لأننا راحلون، وما سنحمله معنا من صلاح وانضباط وتقوى هو فقط ما نحتاج إليه، أما شهاداتنا ودرجاتنا العلمية وأرصدتنا في البنوك، فنحن من سيُحاسب عليها. من هنا، ومن منطلق الحد من الجريمة التي انتشرتْ بشكل ملحوظ، نأمل أن يتم الحكم قريبا بتطبيق أقسى عقوبة لكي يكون هذا الجُرم درسا قويا وكبيرا لكل من تسول له نفسه اختراق الأنظمة الإلهية؛ فالقتل بالقتل ونتمنى أن نفرح قريبًا بتطبيق العدالة والأخذ بثأر الشيخ الجليل محمد الهنائي -رحمه الله- ومن منطلق أننا إذا أردنا العيش بسلام وأمن وأمان أن نكون يدا واحدة، وأن نسعى لتطبيق جميع الأنظمة والقوانين والمحافظة على النفس البشرية.