السياحة.. الكنز المفقود

مسعود الحمداني

Samawat2004@live.com

رغم كل شيء، ورغم التقصير المتراكم من الجهات المختصة، وتلكُّئها عاما بعد عام عن تطوير الخدمات السياحية في ولاية صلالة تحديدا، وفي عموم المناطق السياحية في الدولة، إلا أن ما يقوم به بعض المغردين العمانيين -للأسف- هذه الأيام، والذين يصوّرون الوضع في صلالة وكأنه وضع "كارثي"، ويهوّلون المشهد أمر غير مقبول، وهم بهذه التغريدات والتعليقات السلبية يقومون بالإضرار بالسياحة -بقصد أو دون قصد- لأهم وجهة سياحية قي سلطنة عمان، بل وفي الخليج، ويعطون انطباعا سلبياً عن المنطقة، وعن موسم الخريف.

صحيح أنَّ هناك الكثير من الملاحظات التي يبديها السياح والمواطنون على الخدمات البلدية، والترفيهية التي لا تزال دون مستوى الطموح، إلا أنَّ ذلك لا يعني أنه لا توجد جهود تُبذل لتطوير تلك الخدمات والمرافق، وفي الجانب الآخر لا يعني المطالبة بتوفير مستوى سياحي أفضل أن نهدم -من حيث لا ندري- موسمًا ينتظره أهالي محافظة ظفار، لتعويض قدر من الخسائر المادية التي لحقت بأصحاب العقارات أثناء فترة "كورونا"، والتي كان لها الأثر المباشر في تعثر الكثيرين منهم عن دفع أقساط البنوك، وفوائدها المتراكمة، للبنايات التي تمولها المصارف المحلية، وهم يأملون من خلال هذا الموسم والمواسم القادمة في تعويض تلك الخسائر.

إنَّ السياحة بشكل عام بحاجة لرؤية عميقة وبعيدة المدى، تنقل هذه المعالم والمواسم السياحية إلى مكانتها الحقيقية، ولعل الوقت قد حان للاستعانة ببيوت خبرة عالمية ذوات سمعة طيبة في المجالات الترفيهية، والخدمية، والسياحية كي تبدأ في نقل السياحة في البلاد إلى مستويات أرقى، تليق بها، وعدم الاكتفاء بالآراء المكتبية التي تفتقد إلى "العصرنة"، فالسياحة كنز متجدد ومستدام لا ينضب، وكلما طورت الدولة هذه المناطق، وضخت فيها المال، عادت نتائجها الإيجابية على السلطنة ككل، واستفاد الوطن والمواطن من مورد اقتصادي، وإعلامي، وثقافي، وتجاري هائل، لا يُمكن الاستهانة بمساهمته الكبيرة في الناتج المحلي الإجمالي.

ولا يُمكن أن تنطلق الملاحظات الموسمية كل عام، قبيل موسم الخريف، ولا يمكن القبول -في ذات الوقت- بوضع الأمر الواقع الذي تفرضه الجهات المعنية كل سنة، فمن يُرِد أن يطوّر المرافق الخدمية والترفيهية لا ينتظر حتى اللحظة الأخيرة للعمل، بل يجب أن تكون لديه خطة واضحة، وطموحة، يقوم بتنفيذها دون إبطاء، أو تأخير، فالوقت لا ينتظر، والدولة بحاجة إلى كل مورد مستدام، للتقليل من نتائج تذبذب أسعار النفط، وليس أفضل من تحويل الوجهات السياحية في بلادنا إلى مصادر دخل قوية، تعين صنَّاع القرار على الوصول إلى "رؤية 2040"، وما زلنا في انتظار إستراتيجية واضحة المعالم، طويلة المدى، وقابلة للتنفيذ لتطوير المارد السياحي العماني.