محمد المسروري
كُنَّا في ما مضى من الأيام، نعلم ونحن نمثل مؤسسات حكومية، نتحاور في قضايا عدة بين المؤسسات الحكومية، نختلف تارة، ونتفق تارات في وعلى قضايا أخرى؛ إذ الهمُّ عندنا تحقيق الصالح العام على مستوى المؤسسات الخدمية، لخدمة المجتمع المحلي، لا غيرة ولا تباهٍ بين المؤسسات الحكومية والأهلية، الجميع تصب جهودهم في خانة خدمة الوطن العماني بكل تفاصيله، أبنائه وقاطنيه.
لا تفريق بين الأفراد والجمع، ولا حاجة للإتيان بمحامين لإعداد مذكرات تفاهم وتوسط بين ممثلي المؤسسات الحكومية بكل صبغاتها وأدوار تؤدي مهاما أنيطت بها، حكومة واحدة، وسياسات واحدة ثابتة لإدارة دفة السفينة التي أبحرنا بها في اتجاهات مأمونة ومعلومة محددة سلفًا لسفينة علمت طريق إبحارها، ووجهة ذاهبة إليها، ميناء تتجه منه وآخر ترمي مراسيها احتياطا، وأخير تكون مراسيه آمنة للرسو فيه أيامًا وسنين.
أحلام كثيرة تحققت، وتطواف مازال يمخر عباب البحر والبر، يعاند أمواجه، ويكشف غيم غباره، بكل صبر وأناءة، إلا أني أجد صعوبة بالغة في فهم، عريف يقابله رقيب فيبث اسمه ورتبته ودولة أتى منها للقائه، فما الفائدة التي استفاد منها المتلقي؟ وبين الفينة والأخرى تتم اتفاقيات وتظهر صور الموقعين وتبادل أغلفة الاتفاقيات بأيديهم وعلى صدورهم، وكأنها اتفاقيات بين دول، وليست بين مؤسسات في دولة واحدة، حددت لها أهدافها ووسائلها وموازنات معتمدة من حكومة تدير دولة عصرية، لا ينازعها في قرارها أحد.
هل الأمر يحتاج إظهاره للعامة لإشغالهم عما هم فيه من شّغلٍ ضاقت به أذرعم قبل أفكارهم؟
أحسبُ أن الإعلام بحاجة جادة لترميم وصاياه وإعادة صياغة أفكاره، فمواكبة الفهم المعاصر، وذائقة الأمة العمانية المتنورة، بحاجة حقيقية لإعادة صياغة الفهم المجتمعي، وتوصيل رسالة الإعلام الرسمي للمجتمع العماني بصورة أكثر إشراقًا ودقة في التعاطي مع الرأي العام، فلا يجوز ما يحدث، مؤسسات رسمية وشركات حكومية توقع فيما بينها مذكرات تفاهم، واتفاقيات رسمية مُلزمة، هل هذه المؤسسات والوزارات تعيش في جزر بعيدة عن الوطن العماني، أم أن الشركات الحكومية كانت لا تعلم شيئًا عن الأخرى وكل واحدة تعمل في ساحات متباعدة القارات.
اتقوا الله في المتلقي يا وسائل الإعلام، كلنا أبناء وطن واحد (عُمان) فلا تشتتوا تفكيرنا لتحقيق مصالح بعينها، إننا والله أبناء وطن واحد نتشرف بالانتماء إليه.