الشرطة البيئية.. مطلب الجميع!

 

سعيد غفرم

said.gafaram@gmail.com

تستعد محافظة ظفار لموسم الخريف السياحي الذي يبدأ فلكيًا من تاريخ 21 يونيو ويستمر إلى أواخر شهر سبتمبر من كل عام؛ حيث يتوافد الزوار والسياح من داخل سلطنة عمان وخارجها للاستمتاع بالأجواء الاستثنائية والمناظر الطبيعية الخلابة التي تتمتع بها المحافظة، وتنتعش فيها الحركة الاقتصادية والشرائية؛ بما يعود بالنفع على أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والباحثين عن عمل والأسر المنتجة وينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني.

لكن في المقابل، فإن هناك ضريبة للسياحة في أي بلد سياحي تتمثل بالظواهر السلبية التي يمارسها بعض السياح كتخريب المسطحات الخضراء ورمي الأوساخ والقمامة في الأماكن العامة، وبعض الممارسات السلوكية المرفوضة والأفكار الدخيلة التي تتطلب استحداث شرطة متخصصة لمتابعة تلك الظواهر وبالأخص البيئية منها لتقدم خدماتها على مدار العام بالتركيز على موسم الخريف نظرًا لتوافد أعداد كبيرة من الزوار خلال تلك الفترة للحفاظ على سلامة ونظافة الأماكن السياحية ومتابعة الشكاوي والبلاغات عبر (الخط الساخن) بالتعاون مع الجهات ذات الصلة بالقضايا البيئية والأمنية لاتخاذ الإجراءات القانونية لكل من يعبث بالمقومات الطبيعية والحضارية أو يعرض نفسه والآخرين للخطر كالتفحيط على المسطحات الخضراء، والسباحة في الشواطئ والعيون المائية خلال فترة الخريف، إلى جانب الدور التوعوي والتثقيفي من خلال خدمة الرسائل القصيرة وفي منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة.

ومن الواضح أن هناك أسبابًا كثيرة ومتعددة تستدعي استحداث شرطة بيئية وهي تتفق مع رؤية "عُمان 2040" التي تناولت محور حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية كإحدى أولويات الحكومة الهادفة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فأصبح وجودها مطلبًا ضروريًا خاصة في هذا الموسم (خريف ظفار 2023) بعد الإعلان عن تسيير العديد من الرحلات الجوية المباشرة إلى مطار صلالة، وتخفيض الطيران العماني لتذاكر السفر (للعمانيين) إلى صلالة خلال موسم الخريف بعد توجيهات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- للجهات المعنية بتقديم دعم مباشر لأسعار الوقود في مطار صلالة، بالإضافة إلى افتتاح العديد من المشاريع السياحية الجاذبة للسياح.

إن أهمية الشرطة البيئية تتجلى في تهيئة بيئة سياحية آمنة تعود بالنفع على الجميع وتعزز التنمية المستدامة في المجتمع وتشكل الوعي الاجتماعي والحضاري للأفراد والجماعات.

تعليق عبر الفيس بوك