د. سليمان آرتي لـ"الرؤية": الفن العماني يحتاج إلى بيئة حاضنة.. ويمكن تصدير الثقافة الخليجية عبر الأعمال السينمائية والمسرحية

◄ الفن مرآة لثقافات الشعوب وأداة لترويج الحضارة

◄أبناء عمان أبدعوا بإنتاجهم الفني والمسرحي

◄المهرجانات السينمائية يجب أن تكون حاضنة للمواهب

◄الدول الخليجية تحتاج إلى مؤسسات أكاديمية مسرحية وسينمائية

◄النجاح لا يقاس بشباك التذاكر.. والجماهير قادرة على التذوق الفني

◄إنشاء أكاديمية فنون عمانية سيضع اسم السلطنة في الريادة

الرؤية- سارة العبرية

شهدت دول الخليج في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في صناعة السينما والمسرح؛ وذلك من خلال تعزيز الاستثمار في هذا القطاع وتوفير الدعم المالي والهيكلي لتطوير صناعة السينما والمسرح المحلية، كم يعد مهرجان دبي السينمائي الدولي في الإمارات العربية المتحدة من أبرز المهرجانات السينمائية في المنطقة التي تجذب الجماهير.

وتساهم السينما والمسرح في دول الخليج في إثراء المشهد الثقافي والفني وتعزيز الانفتاح والتفاعل مع العالم الخارجي؛ وتلعب هذه الفنون دورًا مهمًا في توثيق التراث الثقافي وتعزيز الحوار الثقافي بين الثقافات المختلفة في المنطقة وخارجها، كما توفر فرصًا للمواهب الشابة لتطوير مهاراتهم.

مسرحية 2.jpg
مسرحية.jpeg
 

ويوضح الدكتور سليمان بن محمد آرتي أستاذ مشارك في النقد والأدب المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، أن هناك اختلافا بين السينما والتلفزيون من حيث البنية الفنية والإنتاجية والإرث الثقافي، مضيفا أن وضع السينما يتغير باستمرار باختلاف القواعد الإنتاجية، ولذلك تسعى دول الخليج إلى احتضان المحاولات الإبداعية وتنميتها، إلا أن ذلك يتطلب التعاون بين الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية والقطاع الخاص، وضرورة أن تقوم المهرجانات السينمائية بوضع قواعد إنتاجية واحتضان الإبداع السينيمائي والمبدعين من الشباب.

ويضيف أنه على الرغم من وجود بعض التحديات والقيود في مجال السينما والمسرح، إلا أن الاهتمام بهذين المجالين في تزايد مستمر بالدول الخليجية ما  تفتح الباب للفرص الجديدة لتطوير مجالات الفن والثقافة بشكل عام، مبينا: "هناك الكثير من المشاكل المتعلقة بالإنتاج والتوزيع والفهم النوعي لثقافة السينما، والأمر يحتاج إلى جهد كبير لرفع مستوى المجال الفني وتضافر الجهود بين الدول الخليجية".

ويعتبر آرتي أن الكويت تعد من الدول الرائدة في مجال المسرح من حيث النصوص والتمثيل والإخراج، وأن المعهد العالي للفنون المسرحية سعى منذ نشأته إلى رفد الحركة المسرحية في الكويت والخليج العربي بكادر علمي مُتخصص، من بينهم أبناء السلطنة الذين أبدعوا بإنتاجاتهم الفنية والمسرحية، مؤكدا أنه على دول الخليج أن يكون لهم دور مكمل لدور الكويت بإنشاء المزيد من الورش المسرحية وإنشاء مؤسسات أكاديمية متعلقة بمجال السينما والمسرح وتنظيم مهرجانات مسرحية خليجية، لتكون فرصة لتبادل الخبرات بين المُبدعين من كل الدول.

ويذكر الدكتور سليمان بن محمد آرتي أن النجاح الذي يقيسه البعض بما حققه شباك التذاكر لا يعني بالضرورة أنه نجاح للعمل الفني، مبينا: "في هوليوود وبوليوود مثلا يتم تقديم النمط الاستهلاكي في كثير من إنتاجاهما، فهناك تجربة سعودية تستحق الكثير من التقدير وهو فيلم الخلاط، وكذلك بعض التقنيات الثورية في صناعة السينما في فيلم آش مان، أما بالنسبة للمسرحيات فإذا ابتعدنا عن الطابع التجاري الرخيص، فإننا سنلاحظ بالتأكيد المحاولات الجادة والطموحة لمسرح خالد مظفر ومحمد الحملي في سعيهم لوجود عرض مسرحي متكامل وظاهرة مسرحية بمعنى الكلمة، فهم أكاديميون يعملون في إطار خبراتهم العلمية، والجمهور متذوق للفن الراقي، وفي المهرجانات العربية والدولية تحصد دول الخليج جوائز أساسية متنوعة".

ويرى الدكتور سليمان أن الفن الناجح هو الذي يكون روحا للواقع وثقافته، ويعبر عن حاضره وماضيه، وعدم تقليد الإنتاج الفني الغربي والتركيز على أن يكون الفن الخليجي والعربي مرآة للواقع الحقيقي الثقافي والاجتماعي، مضيفا: "هذا هو سر نجاح السينما الإيرانية على سبيل المثال والتي استطاعت أن تكتسح الجوائز العالمية وتقدم إبداعات متميزة، وتاريخنا الثقافي حافل بالكثير من المواضيع والتي تُجسّد ثقافة الأرض وأصالة سكانه، فالفن هو القوة الناعمة التي غزت بها أمريكا ثقافات العالم وفرضت نموذجها الثقافي، ونحن في الخليج نستطيع أن نصدر ثقافتنا لكي نحافظ على هويتنا الوطنية وعاداتنا وتقاليدنا، حتى يكون لدينا ذلك الاعتزاز بالنفس والتاريخ ويوحد شعوب المنطقة".

ويعتقد آرتي أنه على الرغم من وجود المبدعين في سلطنة عُمان، إلا أن الفن العماني يحتاج إلى بيئة حاضنة حتى يكون قادرا على المنافسة إقليميا ودوليا، وأنه على المؤسسات الحكومية والدولية والقطاع الخاص والمؤسسات الأهلية المبادرة إلى توفير هذه البيئة، وإقامة المهرجانات المحلية التي تشجع على الإنتاج والتوزيع وإقامة الورش الفنية للسينما والمسرح، مؤكدا: "لو توفرت في عمان أكاديمية فنية فإنَّ السلطنة سوف تضع اسمها في الريادة".

 

تعليق عبر الفيس بوك