الصيف والفواتير

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

مع دخول وقت الصيف والارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة التي تشهدها البلاد والاستهلاك الكبير للكهرباء بالتشغيل المُستمر لأجهزة التبريد (المكيفات) وجب هنا تقنين ذلك، لما له من أضرار عدة؛ أولها الضغط الشديد على محطات الكهرباء، تزامنًا مع الارتفاع الكبير في درجة الحرارة مما يشكل جهدا عاليا وواسع المدى على التيار الكهربائي ومما ينتج عنه انفجارات واحتراقات وحوادث شتى لا قدر الله.

هناك نصائح عامة نحتاج أن نعرفها ونفهمها جيدا من خلال التوعية والإرشاد والتقنين والاستخدام الصحيح للكهرباء ومنها ضبط المكيف عند درجة حرارة 24 درجة سيليزية لما له من تأثير أخف على الطاقة. وماذا لو تجمع جميع أفراد الأسرة في غرفة المعيشة مثلا مع إطفاء أجهزة التبريد في الغرف لما له من آثار ودية أولًا ومصرفية ثانيًا وكهربائية لاحقًا، ونستخدم المراوح في الصباح والمساء مع تهوية المنزل وفتح النوافذ باستمرار، وأيضًا على المدى الطويل تركيب عازل حراري في الأسقف والجدران عند بناء المنازل؛ كي لا نشعر بدرجة الحرارة المرتفعة للماء وكأنها حارقة.

الشمس حارقة والحرارة عالية والصيف لا يرحم، لذا الرحمة كل الرحمة والعطف لأولئك الذين يعملون تحت الشمس تاركون أهلهم وذويهم للبحث عن لقمة العيش إن الاغتراب في ظروف معيشية صعبة جدًا والتعرض للإهانات والمهاترات وعدم التحمل في ظل الأجواء الحارقة والمتعبة، يشعر المغترب بالحزن والأسى على وضعه لذا وجب علينا كمواطنين التحمل وضبط النفس وعدم الإسراع في الغضب لأتفه الأمور؛ فالتغاضي مطلوب والاحترام أيضًا ويجب أن نضع أنفسنا مكان الشخص القادم من بلاده للبحث عن قوت يومه. إن النفس أمارة بالسوء ونحن في هذه الأشهر معرضين للوقوع في مهاترات بسبب تأثر النفسية وأيضًا بسبب أحوال الطقس والجو.

كما إنَّ الاهتمام والتوعية بترشيد استخدام الكهرباء لا سيما للجيل الجديد الذي أصبح يتعامل بشكل كبير مع الكهرباء؛ فأجهزة البلايستيشن تعمل بالكهرباء والهواتف الذكية والآيباد وصندوق "الإكس بوكس" والسماعات البلوتوثية، وقس على غرارها الكثير من الأجهزة التي يتعامل معها الشباب والأطفال في المراحل العمرية المبكرة، فماذا لو تم تنظيم محاضرات ودورات تثقيفية لهذه الفئة العمرية من خلال المدارس والكليات والجامعات لأن اليد الواحدة لا تصفق ونحن بحاجة لأيادٍ كثيرة لكي نبني عمان ونساهم في تربية جيل واعٍ مثقف طموح، يفهم ويعي الأخطار الجسيمة المترتبة خلف تشغيل هذه الأجهزة بصورة كبيرة، خصوصا في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة والضغط العالي على الكهرباء من جميع النواحي والاستهلاك المفرط للكهرباء، وهو ما يولد ارتفاعا ملحوظا في قيمة الفاتورة الكهربائية؛ مما يترتب عليه ثقل مادي كبير على رب الأسرة ومن يعيلها والمسؤول عنها وعن دفع المستحقات لذا تكثر الانقطاعات الكهربائية بسبب تراكم الفواتير وعدم القدرة على الدفع لأن هناك صرف كبير واستهلاك أكبر في قيمة الفاتورة. ولم يأتِ ذلك من فراغ إنما بسبب التشغيل المفرط لأجهزة التكييف والأجهزة الأخرى غير الضرورية؛ بل صرنا نشاهد بعض البيوت أجهزة التكييف لا تُغلق بتاتًا فيها حتى لو تم الخروج من المنزل لقضاء بعض المشاوير تبقى تلك الأجهزة تعمل ولا يتم إطفاؤها، ولكن هي بالنهاية ثقافة وإذا ماتت وانعدمت الثقافة انعدم الوازع الذي يجعلنا بشرٌ محافظ في كل مجالات الحياة، لذا وجب التنويه بأن نهتم كثيرًا بالثقافة المجتمعية والنظر الجيد للأمور ودراسة الأحوال لمعرفة ما لنا وما علينا.