دعوات لتعزيز دور شراكات القيمة في إدخال تحسينات جذرية إلى قطاع الرعاية الصحية

 

الرؤية- خاص

أكد أولي بير مالوي الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز هيلثنيرز في الشرق الأوسط وجنوب وشرق أفريقيا أن مزودي الرعاية الصحية يواجهون تحديات عديدة، بدءًا من نقص عدد الموظفين، ووصولًا إلى ازدياد تكاليف القوى العاملة وارتفاع مستويات الطلب والتطور السريع في الابتكارات التقنية والاكتشافات العلمية.

وتميل مؤسسات الرعاية الصحية إلى الابتعاد عن المقاربة التقليدية البسيطة لشراء المنتج واستبداله لصالح نموذج أكثر تركيزًا على البُعد الاستراتيجي، والموجه نحو تطوير بنية تحتية للرعاية الصحية بكفاءة مع تحسين الموارد وسير العمل على المدى القصير والطويل. وتكتسب معالجة هذه التحديات واحتياجات العملاء المتغيرة أهميةً أكبر في عصر الشراكات الاستراتيجية مع شركات التقنيات الطبية، ومن بينها شراكات القيمة لشركة سيمنس هيلثنيرز.

وتتسم هذه الشراكات بمدتها الطويلة، التي تمتد عادةً خمس سنوات أو أكثر، وتجمع بين مزودي الرعاية الصحية وشركات التكنولوجيا الطبية الاستراتيجية، بغرض تحسين سُبُل التعاون وتوسيعها وتطويرها. ولا يقتصر مجال تركيز شراكات القيمة على التكنولوجيا الطبية وحدها، بل يشمل سياق هذه التكنولوجيا ونتائجها. ويتمثل الهدف في تحقيق دمج أفضل للناس والعمليات والتكنولوجيا من حيث الجوهر والقيمة المضافة، للارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية.

وتتمتع الشراكات في قطاع الرعاية الصحية، والتي توفر منظومة من مزودي الرعاية الصحية والجهات المموِّلة والتكنولوجيا الطبية وشركات الأدوية والمؤسسات المدنية، بأهمية حيوية في معالجة التغيير والتعامل معه. وبناءً عليه، نعمل باستمرار لتطوير شراكات القيمة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويمكن لهذا النوع من الشراكات النمو فقط في حال توفر ثلاث ركائز، وتشمل تعزيز القيمة التي تقدمها العمليات السريرية مع تحسين تجربة المريض، والتوسع لإضافة قدرات سريرية جديدة وتطوير القدرات الحالية للارتقاء بخدمات الرعاية وتسهيل الوصول إليها، وتحسين جودة خدمات الرعاية ودقتها من خلال تعزيز جهود الابتكار في الرعاية الصحية.

ويمكن لشراكات القيمة أن ترتقي بشكل كبير بمعايير الرعاية الصحية وتُحسّن جودة الحياة في منطقة الشرق الأوسط، حيث نجحت بعض الدول في تطوير بنيتها التحتية الخاصة بالرعاية الصحية، وباتت حلول الصحة الرقمية أولويةً لحكومات عديدة فيها.

فعلى سبيل المثال، تعاونت سيمنس هيلثنيرز مع شركة دلة للخدمات الصحية في مستشفى دلة النخيل في الرياض، لتحسين جودة الرعاية المُقدمة وتوسيع المرافق الطبية وتحديث التقنيات المُستخدمة وضمان الوصول الدائم إلى أحدث الابتكارات في المجال.

وتشمل هذه الشراكة لإدارة التكنولوجيا، والممتدة لعشر سنوات، شراء الأنظمة لقسم الأشعة وتركيبها واستبدالها وإدارتها، مع ضمان الابتكار والجهوزية وإدارة العمليات في الموقع لتحقيق أهداف الشراكة.

وأدى الاعتماد على عقد واحد إلى تحسن كبير من حيث الكفاءة المالية والتشغيلية مقارنةً بالسنوات السابقة، حيث وفرت الشراكة في عامها الأول 2.61 مليون ريال سعودي من رأس المال، بما في ذلك تقليل نفقات قطع الغيار بنسبة 73%.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز هيلثنيرز في الشرق الأوسط وجنوب وشرق أفريقيا إن "شراكتنا مع مجموعة ’أستر دي إم‘ للرعاية الصحية، والتي تمتد لسبع سنوات وتغطي سبعة مستشفيات، تعد مثالًا آخر على علاقاتنا طويلة الأمد والناجحة؛ إذ نعمل على تعزيز إدارة التكنولوجيا الطبية والتعليم الرقمي، ما نتج عنه منصات موحدة وتواصل أفضل وتوافر مضمون للتكنولوجيا، وتمكين خدمات رعاية أسرع وأكثر كفاءة وتجربة مُحسنة للمرضى".

وتسهم شراكة قيمة لمدة 10 سنوات مع الشركة البرتغالية أيديال ميد لخدمات الرعاية الصحية العالمية في تحويل مستشفى عُمان الدولي إلى منشأة رائدة لخدمات الرعاية الصحية في مسقط، مع أحدث تقنيات التصوير والحلول المخبرية، في حين يساعد التعليم المتواصل لكادر العمل في الحفاظ على معيار ممتاز للرعاية.

وقدمت الشراكة أيضًا دعمًا استشاريًا لتحسين تجربة المرضى، وشمل تحقيق استفادة أكبر من العمليات، وتدريب كادر العمل، وتشكيل لجنة خاصة للمرضى، وتقييم مؤشرات الأداء الأساسية، وعملية اعتماد المستشفى بما يتوافق مع المعايير العالمية.

وتمثلت النتائج المذهلة التي حققتها هذه الشراكة في اعتماد أعلى معايير الجودة العالمية، وتوفير مزيج من الخبرات الطبية المحلية والعالمية، وتأسيس أول أكاديمية طبية من نوعها في قطاع الرعاية الصحية الخاص في عُمان وخمسة مراكز امتياز ضمن مستشفى واحد بفضل استخدام أحدث الحلول التقنية.

وتتخطى فوائد هذه الشراكات، سواء كانت وفق نموذج القطاعين العام والخاص أو في القطاع الخاص بالكامل، أي استثمارات أولية ضرورية وتسهم في تعزيز القيمة الاقتصادية والمالية والمجتمعية وتوفير التكاليف للمزودين والجهات المموِّلة والمرضى.

وتختلف شراكات القيمة في قطاع الرعاية الصحية، بصفتها سبيلًا شاملًا نحو المستقبل، عن المعاملات التجارية التقليدية في مجال التكنولوجيا الطبية؛ إذ يتيح التعاون بين طرفين متشابهين في الأفكار في مجال الرعاية الصحية الاستفادة من حلول وفرص مخصصة بحسب الأسواق المختلفة والمتطلبات المجتمعية وموجَّهة للمستقبل، ما يعني أنها مرنة لتطورات القطاع.

ويتطلب بناء نجاح طويل الأمد في تقديم خدمات الرعاية الصحية الاعتماد على التحليلات الدقيقة والابتكارات والتكيف مع التغيير، بالإضافة إلى اختيار شركاء مستعدين للإصغاء أولًا وبذل جهد إضافي لإحداث تأثير إيجابي في القطاع بالاعتماد على أفكار مبتكرة.

وتُحدث شراكات القيمة المخصصة للشرق الأوسط نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية، بالاستفادة من القدرات المحلية وأفضل الممارسات العالمية لإنشاء أنظمة رعاية عالمية المستوى.

تعليق عبر الفيس بوك