يا رب..على أمل التوظيف

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

يا رب وإن ضاقت بنا الأرض بما رحبت في لحظة حزن وألم تلم بنا؛ فليس لنا طبيب غيرك ولا حبيب غيرك يا رب، وإن أغلقت أبواب البشر؛ فبابك مفتوح وخيرك غير مقطوع وحبك عظيم يا رب وإن إسودَّت الحياة في أعيننا بتنا لا نرى إلا ما يمكننا رؤيته فنظرك أوسع من كل نظر يا رب وإن نمنا على وجع أو لم نستطع النوم فأنت الطبيب وأنت المداوي وأنت المداري يا رب وإن حل بيننا وبينك حجاب أو ذنب فاغفره لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

يا رب يا مجيب السائلين أجب لنا دعواتنا التي تلهج بها قلوبنا وأرواحنا وأصواتنا وجوارحنا وأحلامنا المؤجلة يا رب إننا نعود إليك عودة لا تشوبها الشوائب ونلجأ إليك وحدك أنت لا شريك لك.

يا رب إن لنا من الطموحات الكثير ووحدك أنت من تسير الكون فسير أقدارنا إلى أجملها وأفضلها واعطنا من خيرك العميم ما تسر به أنفسنا وترضي به خواطرنا وتطفئ به نيران أحزاننا.

يا رب وإن طال المنى وطال التمني وطالت الآمال فأنت الكريم الواسع المنان ذو الفضل وذو النعم فاسبغ علينا بعظيم ذلك وجد علينا بعطائك الذي لن نمل منه.

يقول الله تعالى على لسان النبي الكريم: "لا تحزن إن الله معنا".. وقيل: كيف تحزن ولك رب عظيم وكريم، وقيل تفاءل بعطاء ربك فهو آتٍ لا محالة.

المتابع والمطلع يعلم تمامًا حقيقة التوظيف في بلدي وحقيقة الرقم الهائل الذين يقبعون في البيوت على أمل التوظيف وقد رأيت جزءًا بسيطاً من الخريجين الذي يتنافسون على إحدى الوظائف ولكن لا حياة لمن تنادي فقط كتبنا كثيرا وتم الوعود والعهود بالتوظيف ولكن لا جديد فمنذ ما يقارب سنة تحدثت مع أحد المسؤولين عن حاجتي الماسة لوظيفة وكوني اسم مجتهد وبارز في وطننا عُمان ووعدني خيرا ولهذه الساعة لم يأتي الخير وإنما أتى الصمت.

حالي كحال كل المواطنين الذي يحتاجون لبصيص من الأمل لممارسة حياتهم الطبيعية؛ إذ لا يعقل هذا الكم الهائل من الخريجين بلا توظيف يذكر، فقد تعبنا ومللنا من الوعود والعهود إن كان ولا بد لنا الانتظار حتى تصبح أعمارنا كبيرة وجب على الحكومة أن تساهم براتب لهذه الفئة إذ لا يعقل أن يكون عمرك قد تجاوز الثلاثين ولازلت تأخذ مصروفك من والديك فكم سيعيش الواحد منَّا في هذه الحياة وأطالب أن نقف جنبًا إلى جنب وقفة جادة وعاجلة لرؤية الخلل أين يكمن هل في الخريجين أم في عدم توفر الوظائف أم في الواسطة؟!

عمان بلدٌ خصبة تزخر بالعديد من الموارد الطبيعية والمؤهلات التي تجعلها بلد في مقدمة الدول المنتجة فلو وفرنا بيئة عمل جديدة بإنشاء المباني والمرافق والهيئات والمؤسسات والمدارس لتم توظيف أكبر عدد من الطاقات الشبابية التي تكاد توأد في مهدها بسبب الانتظار الذي طال.

إن الناظر والمطلع جيدا يرى أنه من اللازم الانتباه والاهتمام بفئة الخريجين الباحثين عن عمل، والنظر إليهم بنظرة جادة من أجل أن تنتعش البلاد وتحدث ثورة وطنية في مجال التوظيف وأملنا بالله كبير ومن ثم بالسلطان المفدى في إيجاد حل سريع لهذه الفئة الكبيرة والتي تنتظر الاهتمام والرعاية بعد سنوات الدراسة الطويلة فليحن قطف الثمار فقد حان وقت الحصاد.