فعّاليات صحار الثقافية

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

 

اختتم هذا الأسبوع في ولاية صحار "معرض صحار العربي الثالث للطوابع والعملات" بمشاركة تسع عشرة دولة خليجية وعربية ويأتي المعرض بمناسبة مرور 5 أعوام على تأسيس مركز هواة الطوابع والعملات، والذي يحظى بعضوية الاتحادين الآسيوي والدولي لهواة الطوابع.

وشملت الفعالية على معرض الطوابع حسب المواصفات الدولية ومسوقين للطوابع والعملات وبمشاركة 115 منصة عرض تضمنها المعرض ومنصة عرض للعملات الورقية ذات الأرقام المميزة بمشاركة أكثر من 60 عارضًا وذلك بالتعاون مع مركز هواة الطوابع والعملات وبين فريق البرج الرياضي الثقافي التابع لنادي صحار الرياضي وتحت رعاية المكرم السيد نوح بن محمد بن أحمد البوسعيدي عضو مجلس الدولة رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية العمانية وذلك في مركز الواحة مول في صحار، واستمر المعرض لثلاثة أيام شهدت من خلالها أروقته عدة فعاليات مصاحبة والتي نالت إعجاب وإشادة الزائرين للمعرض.

وما يعزز قيمة هذا المعرض هو مشاركة سبع جمعيات أعضاء في الاتحاد الدولي لهواة الطوابع والعملات وهو قيمة حضارية وتذكارية تعكسها الطوابع والعملات المعروضة كما أنها تساهم وتبرز قيمتها التاريخية وأهميتها الثقافية وهي فرصة هادفة ومعرفية للمهتمين بهذا النوع من الثقافات للاطلاع عن قرب على تاريخ الطوابع والعملات.

وأتى هذا المعرض متزامنًا مع معرض الكتاب الذي أطلقه مجلس صحار الثقافي في مركز صحار داون تاون بالتعاون مع مركز حدائق الفكر بمحافظة البريمي ويأتي المعرض لدعم الحركة الثقافية في محافظة شمال الباطنة وإتاحة الكتاب ليكون في متناول الجميع، وإن دل على شيء فإنما يدل على الاهتمام الثقافي بكافة الأصعدة والجوانب والذي يُعزز الفكر الثقافي المتنوع التي تزخر به الولاية ثقافيًا وتاريخيًا.

إن ما تبرزه مدينة صحار التاريخية من اهتمام بالجانب الثقافي باستضافتها لهذه الفعاليات الثقافية الهادفة لهو دافع قوي للمهتمين بالثقافة للتعريف بقيمة المدينة ودورها في هذا الجانب، كما إن لها دور محفّز في استقطاب فعاليات ومعارض ثقافية مستقبلية في شتى المعارف والوجهات الثقافية، فكون المدينة كما وصفها المقدسي في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" بأنها قصبة عُمان وهي دهليز الصين وخزانة الشرق والعراق فهي لا زالت وعلى مر العصور والأزمنة مقصد للباحثين والمهتمين بالإرث والتاريخ الثقافي، وكما أشار لها السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب اللّه ثراه- فإنَّ صحار المدينة العريقة التي يفوح من جنباتها عبق التاريخ العاطر، ويلوح في محيّاها ألق الحاضر الزاهر، ورونق المستقبل الناضر، وستبقى كذلك في أي زمان ومكان.

الخلاصة.. إن تعدد الفعاليات الثقافية التي تحتضنها ولاية صحار لهو مؤشر على مكانة المدينة التاريخية الغنية بالإرث الثقافي الضارب في عمق التاريخ، وما معرض الطوابع والعملات إلّا إحدى العلامات الفارقة التي تحتضنها الولاية بين جنباتها وللمرة الثالثة والذي تزامن مع معرض الكتاب الذي أطلقه مجلس صحار الثقافي، والذي ينوي المجلس مداومته في السنوات القادمة، وكل ذلك يمثل بُعدًا ثقافيًا تزخر به مدينة صحار العريقة، فهنيئًا لكل من يبحث عن المعرفة بزيارته لها وهنيئًا للمدينة احتضانها لهذه الفعاليات الثقافية المتنوعة.

تعليق عبر الفيس بوك