النكبة الفلسطينية.. هكذا يتوارث الفلسطينيون ذكريات الماضي وآمال المستقبل

غزة- رويترز

تحل ذكرى النكبة الفلسطينية- 15 مايو- هذا العام مختلفة عن غيرها في الأعوام السابقة غزة، فالقطاع الذي يعاني الحصار شهد قصفا إسرائيليا على مدار أيام قبل أن يتوقف بوساطة مصرية قبل أيام، ليستشهد على إثرها عدد من قادة المقاومة والأطفال والنساء، بالإضافة إلى تدمير العديد من المنازل التي تركت العشرات من أبناء غزة دون مأوى.

لم تكن النكبة الفلسطينية مجرد ذكريات قد تمحى بمرور الزمن، فذاكرة الأجداد حاضرة تروي ما حدث للأحفاد الذي تربوا على "أمل العودة" حاملين مفاتيح بيوتهم القديمة وإيمانهم القوي بأن هذا الوضع الحالي لن يدوم طويلا.

فرت عائلة انتصار مهنا من قرية المسمية الواقعة شمال شرقي غزة خلال حرب عام 1948، وفي الأسبوع الماضي فقدت منزلها مجددا جراء ضربات جوية شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

كانت أسرة انتصار بين نحو 750 ألف فلسطيني أُجبروا على ترك منازلهم أو فروا منها خلال تلك الحرب.

وقالت انتصار: "في المسمية كسروها (الدار). جينا هنا كمان عملوها تاني مرة وقعدنا بدون أي شيء، ولا لقينا هناك ولا لقينا هنا وحالنا بالويل".

ويعيش نحو 5.6 مليون لاجئ فلسطيني، معظمهم ينحدرون من عائلات أجبرت على ترك منازلهم، حاليا في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. ولا يزال نصف اللاجئين المسجلين تقريبا بدون جنسية وفقا لوزارة الخارجية الفلسطينية، ويعيش العديد منهم في مخيمات مزدحمة.

وللمرة الأولى تحيي الأمم المتحدة هذا العام ذكرى مرور 75 عاما على النكبة إذ ستدوي صفارات الإنذار لمدة 75 ثانية في الضفة الغربية حيث يمارس الفلسطينيون حكما ذاتيا محدودا في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

وتوقفت المفاوضات لإنهاء الصراع بين الاحتلال والفلسطينيين منذ سنوات، وتلاشت آمال التوصل لاتفاق بين جميع الأطراف لكن بقيت ذكرى النكبة حية.

كان يعقوب عودة في الثامنة من عمره في أثناء حرب عام 1948 حين فر من قرية لفتا على مشارف القدس، ويؤكد: "من الخطأ القول إن كبار السن سيموتون وسينسى الصغار، لم ولن أنسى ما حدث رغم أن عمري الآن 83 عاما".

ويزور عودة بلدته لفتا بشكل متكرر لكنه حاليا من سكان شعفاط الواقعة على بعد نحو سبعة كيلومترات منها، ولا يزال يعتبر القرية بلده الذي يتوق للعودة إليه بصحبة أبنائه وأحفاده.

وتجول عودة في قريته في أحد أيام الربيع ومر على مبانيها المهجورة ذات القباب يحيها. ولا تزال المنازل في لفتا قائمة لكنها غير مأهولة.

وبالنسبة لأولئك الذين ولدوا منذ عام 1948، مثل محمد نجل انتصار البالغ من العمر 56 عاما، تظل الذكريات نابضة بالحياة من خلال القصص العائلية.

ويشير محمد إلى إن والدته لا تكف عن الحديث عن المنازل والحقول التي كانوا يملكونها في المسمية، وهم بدورهم يحكونها الآن لأطفالهم حتى يتمكنوا من الحفاظ على الأمل حيا.

ويذكر محمد: "طبعا عندي أمل، إذا كان أمي عمرها 97 سنة، وكل يوم بتقولي خدني ع المسمية ومتأملة، ومهما يكون ومهما يقصفوا هانضلنا عايشين وصامدين".

من جهته، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن دبلوماسيين إسرائيليين عملوا على إقناع دول أخرى بعدم المشاركة في الفعالية التي تنظمها الأمم المتحدة، مضيفا: "سنتصدى للزيف المسمى بالنكبة بكل ما أوتينا من قوة ولن نسمح للفلسطينيين بالاستمرار في نشر الأكاذيب وتحريف التاريخ".

تعليق عبر الفيس بوك