طلبة بـ"الجامعة الوطنية" يبتكرون جهازًا ذكيًّا يحول الهواء الخارجي إلى مياه صالحة للشرب

 

مسقط- العُمانية

ابتكرت الشركة الطُلابيّة "سكاي دروب" التابعة للجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا جهازًا ذكيًّا يحوّل الهواء الخارجي لماء صالح للشرب، وثبت علميًّا نقاء وصفاء المياه المستخرجة منه.

وقالت منى بنت حميد الخروصية إنّ فكرة الجهاز جاءت من خلال إيجاد منتج سهل الاستخدام للرياضيين والمغامرين، والرحالة الذين يواجهون العديد من التحدّيات المرتبطة بتوفر مياه الشرب لديهم في بعض الأحيان. وأضافت أنّ الجهاز صغير الحجم وخفيف الوزن، ويعمل على تحويل الهواء إلى ماء بطريقة مبتكرة، وينتج الجهاز الماء من البخار في الهواء الرطب المحيط؛ حيث يتم تكثيف بخار الماء عن طريق التبريد، ثم يتحول إلى ندى، ليصل إلى المرحلة الأخيرة المتمثلة في عملية الترسب وخروجه كماء نقي صالح للشرب.

وذكرت أنّ الجهاز يهدف بالدرجة الأولى إلى حل مشكلة تواجه فئة من المغامرين، والرحالة ومرتادي البحر، في حالة فقدانهم حيث لن تكون هناك أيّ مشكلة عند عدم توفر المياه.

وأوضحت أنّ الجهاز يعمل بتقنية سهلة الاستخدام، قليل التكلفة، وذو خصائص بيئية مستدامة فهو مصنوع من البلاستيك المقوى الصديق للبيئة ويحتوي على طريقتين للشحن، شحن كهربائي مباشر وشحن باللوح الشمسي.

وبيّنت أنّ من بين التحدّيات التي واجهت الشركة، عدم توفر بعض القطع الخاصة بالحجم المطلوب حيث إنّ القطع المتوفرة للجهاز في السوق حاليًّا تكون بأحجام أكبر، إضافة إلى عدم وجود رأس مال لصنع المنتج بكميات تجارية. وأشارت إلى أنّ الجهاز سيُسهم بشكل كبير في حل مشكلة تلوث البيئة من البلاستيك الذي أصبح منتشرًا بشكل كبير جدًا من خلال عبوات مياه الشرب التي يصعب تحللها، إضافة إلى إيجاد حلول بيئية مبتكرة تُحقق الأمن المائي.

وحول خطة الشركة المستقبلية، قالت منى الخروصية إنّ الشركة تسعى إلى التوسّع في استخدامات الجهاز ليستفيد منه القطاع الزراعي، وشركات البترول وغيرها، مؤكدة على أنّ الشركة تعمل حاليًّا على تطوير الجهاز ليصبح بمواصفات ومميزات أفضل وأكثر إنتاجية. ولفتت إلى أنّ من بين خطط الشركة المستقبلية صُنع المنتج بحجم أكبر وكفاءة أعلى ليخدم القطاع الزراعي وأن يكون موردًا جديدًا للماء خاصة للعاملين في المناطق الصحراوية عند فقدانهم في بعض المناطق التي لا تتوفر فيها المياه.

وذكرت أنّ الفريق يطمح إلى أن تكون الشركة رائدة محليًّا وإقليميًّا في ابتكار تقنيات حديثة لإنتاج المياه الصالحة للشرب تُلاءم مختلف الظروف البيئية. وأشارت إلى أنّ مجال الابتكار واسع جدًا والدخول والتعمّق فيه يفتح لنا آفاقا واسعة، مؤكدة على أهمية البحث والتجربة والمحاولة والتطوير في هذا المجال مع استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لتحقيق الفوائد المرجوة واكتساب الخبرة.

ويضمُّ الفريق الطلابي للشركة كلًّا من هبة بنت سعد الشعيبية، ومنى بنت حميد الخروصية، وقصي بن سعيد الجديدي، وصفاء بنت يحيى الناعبي، وميعاد بنت عنتر الحراصية، ومعاذ بن سيف الراشدي، والمؤتمن بن صوبان البلوشي، ونجلاء بنت حبيب العامرية.

تعليق عبر الفيس بوك