بالفيديو.. أطباء يجرون جراحة لدماغ جنين داخل رحم أمه

واشنطن - الوكالات

في حالة هي الأولى من نوعها في العالم، نجح أطباء أمريكيون في إجراء عملية جراحية بدماغ جنين في رحم أمه لعلاج حالة طبية نادرة، مما يفتح الباب لعلاج حالات مشابهة في المستقبل.

وقام الجراحون في مستشفى بوسطن للأطفال ومستشفى بريغهام في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، باستخدام تقنية جراحية لعلاج تشوّه خِلقي يعرف باسم  “تشوّه غالينوس”، يسبب قصورًا في القلب وأعراضًا تشبه السكتة الدماغية بعد أيام من الولادة.

ويؤثر تشوه غالينوس في 1 من كل 60 ألف رضيع، وهو نوع نادر من تشوهات الأوعية الدموية في الدماغ التي تتسبب في اتصال الشرايين مباشرة بالأوردة بدلًا من الشعيرات الدموية، مما يجعل تدفق الدم أسرع بكثير.

وقام الأطباء بإجراء العملية على الأم في الأسبوع الـ34 من الحمل، واستغرقت الجراحة أقل من ساعتين، وباستخدام الموجات فوق الصوتية، تمكن الأطباء من علاج التشوه الذي يسبب تدفقًا للدم بسرعة كبيرة عبر جزء من الدماغ، في أول حالة يتم علاجها بهذه الطريقة.

وأظهر فحص بالموجات فوق الصوتية بعد يوم واحد انخفاضًا بنسبة 43% في كمية الدم التي يضخها قلب الجنين. كما كشفت صور التصوير بالرنين المغناطيسي التي تم التقاطها قبل الجراحة وبعدها أن الوريد تقلص بنحو 5 ملم في القطر.

ووُلدت الطفلة ولادة مبكرة بعد يومين، من دون مضاعفات. ولم تكن بحاجة إلى أدوية للقلب أو إلى جراحة إضافية.

وقالت كينياتا كولمان والدة الطفلة، لشبكة CNN الأمريكية “لقد كنت في غاية السعادة. لم أصدق نفسي عندما حملتها بين يدي ونظرت إليها وسمعت صراخها”.

 

ويقول الدكتور دارين أورباك، المختص بالأشعة العصبية من مستشفى بوسطن للأطفال وكلية الطب بجامعة هارفارد، إنه بعد العملية والولادة، لم تعان الرضيعة من تدفق الدم كما يحدث عادة لمن يعانون من التشوه.

وكشف أورباك أن الرضيعة الآن في الأسبوع السادس، ولا تتناول أي أدوية، وتأكل بشكل طبيعي وتكتسب وزنًا ولا تعاني من أي آثار سلبية في دماغها.

ولأن الولادة كانت مبكرة، نقلت الرضيعة إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في المستشفى لعدة أسابيع، وخلال هذه الفترة استمر الأطباء في مراقبة دماغها.

وأضاف أورباك “هذا النهج لديه القدرة على إحداث نقلة نوعية في إدارة الوريد لتشوه غالينوس. نحن نصلح التشوه قبل الولادة ونتجنب فشل القلب قبل حدوثه بدلًا من محاولة عكسه بعد الولادة. وقد يقلل هذا بشكل ملحوظ من خطر تلف الدماغ على المدى الطويل أو الإعاقة أو الوفاة بين هؤلاء الأطفال”.

وتقتصر العلاجات الحالية على ما بعد ولادة الطفل، وعندها يكون تلف الدماغ قد حدث بالفعل في معظم الحالات، لذا يأمل الأطباء أن يفتح نجاح هذا النوع من العمليات الجراحية للأجنّة بابًا واسعًا لعلاج الكثير من الحالات في المستقبل.

المصدر / الجزيرة نت

تعليق عبر الفيس بوك