قائد قوات الدعم السريع السودانية يؤكد المشاركة في محادثات جدة

الرياض - رويترز

أكد قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، المشاركة في محادثات جدة ويأمل في "وصولهاإلى وقف إطلاق نار يسهل فتح ممرات إنسانية تمكن المواطنين من الحصول على الخدمات الأساسية"

قال وسطاء دوليون إن من المقرر أن يجري الجانبان المتحاربان في السودان محادثات اليوم السبت في مدينة جدة السعودية فيما يضغط الوسطاء من أجل إنهاء الصراع الذي أودى بحياة المئات ودفع نحو 100 ألف شخص للفرار إلى الخارج.

والمبادرة الأمريكية السعودية في جدة هي أول محاولة جادة لإنهاء القتال الدائر منذ ثلاثة أسابيع الذي حول أجزاء من العاصمة الخرطوم إلى مناطق حرب وعرّض الانتقال السياسي الهش في البلاد للخطر بعد اضطرابات وانتفاضات استمرت لسنوات.

ورحبت السعودية والولايات المتحدة ببدء "المحادثات الأولية" بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وحثتا الجانبين على "الانخراط الجاد في هذه المحادثات" من أجل وقف إطلاق النار بعد انتهاك العديد من اتفاقات الهدنة.

لكن ثمة مؤشرات مبكرة على أن الجانبين ما زالا عازفين عن التوصل لحل وسط يوقف إراقة الدماء.

وفي مدينة بحري في الجهة المقابلة للخرطوم من النيل سُمع هدير طائرات حربية أثناء الليل ودوي انفجارات أثار هلع السكان.

وقال أحد السكان ويدعى أحمد "إننا لا نغادر المنزل لأننا خائفون من الرصاصات الطائشة".

وتحدث شاهد في شرق الخرطوم عن اشتباكات مسلحة وضربات جوية على مناطق سكنية اليوم السبت.

ولم تؤكد قوات الدعم السريع حتى الآن حضورها في جدة.

وقالت القوات المسلحة السودانية إنها أرسلت وفدا إلى المدينة المطلة على البحر الأحمر مساء أمس الجمعة، لكن المبعوث الخاص دفع الله الحاج قال إن الجيش لن يعقد محادثات مباشرة مع أي وفد ترسله قوات الدعم السريع "المتمردة".

وقال طرفا الصراع في السودان في وقت سابق إنهما سيناقشان هدنة إنسانية فقط وليس إنهاء الحرب.

تفجر القتال في 15 أبريل بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي في أعقاب انهيار خطة مدعومة دوليا لانتقال جديد مع أطراف مدنية.

ويرأس البرهان مجلس السيادة الحاكم الذي تم تشكيله بعد انقلاب عسكري عام 2021 والإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، بينما يتولى حميدتي منصب نائب رئيس مجلس السيادة.

وكان حميدتي يسعى قبل اندلاع القتال لتأسيس حزب مدني على ما يبدو مما يشير إلى أن لديه خططا سياسية كبيرة. وقال البرهان إن طموحات حميدتي هي السبب وراء اندلاع القتال.

* كارثة إنسانية

دعمت قوى غربية خطة الانتقال السياسي وتشكيل حكومة مدنية جديدة في السودان الذي يقع في مكان استراتيجي عند مفترق طرق بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل في أفريقيا.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إنه سيتوجه إلى السعودية اليوم السبت لإجراء محادثات مع القادة السعوديين.

وترتبط السعودية بعلاقات وثيقة مع البرهان وحميدتي، وكلاهما أرسل قوات لمساعدة التحالف الذي تقوده المملكة في حربه ضد جماعة الحوثي في اليمن. وتركز المملكة كذلك على الأمن في البحر الأحمر، الذي تطل عليه أيضا مع السودان.

وخفضت الأمم المتحدة بشكل كبير عملياتها في السودان بعد مقتل ثلاثة من موظفيها ونهب مستودعاتها خلال القتال، وسعت للحصول على ضمانات للمرور الآمن للمساعدات الإنسانية.

وأضر القتال بالبنية التحتية الحيوية وتسبب في إغلاق معظم المستشفيات في مناطق احتدام المعارك. وحذرت وكالات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية كبرى إذا استمر القتال.

وقالت منظمة الصحة العالمية اليوم السبت إن شحنة إمدادات طبية وصلت إلى بورتسودان، لكنها في انتظار تصاريح مرتبطة بالأمن والدخول، والتي سبق أن منعت وصول عدة شحنات مماثلة إلى الخرطوم حيث تنفد الإمدادات من المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل.

تعليق عبر الفيس بوك