مجلس صحار الثقافي

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

 

لا يخفى على الجميع ما للثقافة من فوائد جَمّة في تنمية معارف الفرد ورفع قدراته الفكرية والعقلية وتهذيب لغة التواصل بينه وبين المحيطين به واكتساب الخبرات العِلمية والفكرية بالحوار والقراءة والمطالعة والتصّحف، ومن هذا التوجّه انطلقت فكرة مجلس صحار الثقافي للجمع بين ثقافات أفراد المجتمع المتعددة ولخلق بيئة ثقافية رائجة بين أفراده المنتسبين إليه وبين باقي شرائح المجتمع المحيطين به والمتطلعين إليه.

ويأتي انبثاق هذه الفكرة من وفرة التكتلات العلمية المتواجدة على الساحة الثقافية ودمجها في قالب نشاط فكري واعد ومُبشّر بالخير لجيل واعٍ ومثقّف وناشر للوعي الثقافي في شتّى المجالات، فمنطقيًا عند دمج عدة انبثاقات فكرية في مَصب واحد تجد وفرة وغزارة في الناتج الذي يصب في ذلك الوعاء الحاضن لتلك الفكرة وتستطيع من خلاله إفادة عدت شرائح وجهات هي بحاجة لذلك المخزون الفكري، وهذا شأنه شأن فكرة المجلس في تجميع ودمج عدّت أفكار ثقافية في وعاءٍ واحد وتحت مظلة واحدة وتحت مُسمى ثقافي شامل وبمنهج مُسَيّر حسب روزنامة مُجدولة وبنشاطات متنوعة ومشاركات متعددة يستفيد منها الفرد شخصيًا والمجتمع بشكل عام.

وبما إن لمجلس صحار الثقافي ذلك التوجّه الذي أشرنا إليه فإنَّ حصاد فكرته الوافرة أصبح ملموساً على الواقع الثقافي داخليًا وخارجيًا من خلال النشاطات والمشاركات المُتعددة والشهادات والإشادات التي نالها من تلك المشاركات والتوجّهات التي رُسمت وخُطِطَت له رغم قِصر مدة انطلاقته، وما مشاركته في مهرجان جرش الثقافي في دورته السادسة والثلاثين في العام المنصرم بالمملكة الأردنية الهاشمية وعزمه على المشاركة في دورته القادمة في هذا العام ومشاركته في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته السابعة والعشرين في هذا العام بندوة ولاية العهد في دولة اليعاربة والبوسعيديين ونيله جائزة لجنة المُبادرات المجتمعية وتكريمه ضمن المبادرات المجتمعية التي تخدم المجتمع بالأنشطة الثقافية والمعرفية إلّا دليل ومؤشر لحصافة فكر التوجه الذي تسير عليه منظومة المجلس، ناهيك عن باقي المبادرات والندوات والمحاضرات الثقافية الأخرى المتنوعة التي كان لها الأثر الإيجابي في المحيط الثقافي، ولم يأتِ ذلك بمحض الصدفة بل أتى بِهِمم أفراده المسيّرين لدفته والعاملين من أجله والذين بتكاتفهم أوصلوه لما وصل إليه اليوم.

وما اللّجان التي تفرّع لها المجلس في التوجّه الأخير والذي رأى النور من خلال أفرعه المتعددة إلّا نجاح لتلك الخِطط المدروسة التي أفردها في رسالته التي تأسس عليها، وسنحصد ثمارها جميعًا عند بداية العمل بها ليلمح المجتمع الثقافي العام نجاح تلك التوجهات التي رُسمت له والتي تسير في مؤشر تصاعدي نحو استدامة ثقافية ومعرفية دائمة ومتعددة التوجهات والرؤى.

الخلاصة.. لا يقف أي توجّه فكري عند محطة واحدة فقط؛ بل كونه توجّه ثقافي مُمنهج فكريًا فإنَّ له تشعّبات لا يمكن حصرها في قالب واحد ومشهد واحد، بل يتفرّع ذلك الفكر ليشمل كل الجوانب والمجالات الثقافية لخلق مساحة واسعة وشاملة وواعية في منظومة الفكر الواعي لدى أي مجتمع مثقّف فكريًا وعِلميًا وتعامليًا بين جميع شرائحه المتعددة وفي أي زمان ومكان، فهنيئًا لجميع منتسبي المجلس مجلسهم وهنيئًا للمنظومة الثقافية مجلس صحار الثقافي.

تعليق عبر الفيس بوك