رغم تعهدات الهدنة.. ضربات المدفعية والطيران تهز الخرطوم

الخرطوم- رويترز

 قال شهود إن ضربات بالطائرات والدبابات والمدفعية هزت العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة بحري المجاورة في انتهاك لتمديد مدته 72 ساعة للهدنة أعلنه الجيش وقوات الدعم السريع المنافسة.

وقُتل المئات وفر عشرات الآلاف للنجاة بحياتهم من صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية انفجر في 15 أبريل نيسان وأدى إلى تعطيل انتقال مدعوم دوليا نحو انتخابات ديمقراطية.

وأيقظ القتال صراعا عمره عقدان في منطقة دارفور الغربية حيث قُتل العشرات هذا الأسبوع.

وفي منطقة الخرطوم، هزت تفجيرات وإطلاق نار كثيف وتفجيرات الأحياء السكنية. وتصاعدت أعمدة الدخان فوق بحري.

وقالت محاسن العوض (65 عاما) وهي من سكان بحري "نسمع أصوات الطائرات والانفجارات. لا نعرف متى سينتهي هذا الجحيم".

وأضافت "نحن في حالة خوف دائم على أنفسنا وأطفالنا".

ويوجه الجيش السوداني ضربات جوية بطائرات مقاتلة أو مُسيرة لقوات الدعم السريع المنتشرة في أحياء بالعاصمة حيث يعاني كثيرون من السكان من صعوبة الحصول على الغذاء والوقود والمياه والكهرباء.

وقالت الأمم المتحدة إن القتال تسبب في مقتل 512 شخصا على الأقل وإصابة نحو 4200 منذ 15 أبريل نيسان، مضيفة أن العدد الحقيقي للقتلى من المتوقع أن يكون أعلى من ذلك بكثير. وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان اليوم الجمعة إن 387 مدنيا على الأقل قتلوا.

واتهمت قوات الدعم السريع في بيان الجيش بانتهاك اتفاق هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية من خلال شن ضربات جوية على قواعدها في أم درمان، المدينة المقابلة للخرطوم على الضفة الأخرى من النيل، وجبل الأولياء.

وألقى الجيش بالمسؤولية على قوات الدعم السريع في انتهاك اتفاق الهدنة.

ومن المفترض أن يستمر وقف إطلاق النار حتى منتصف ليل الأحد.

ودفع العنف عشرات الآلاف من اللاجئين إلى عبور حدود السودان وهدد بتفاقم حالة عدم الاستقرار عبر منطقة مضطربة من أفريقيا بين الساحل والبحر الأحمر.

وقال سوداني يدعى معتز أحمد وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة بعد رحلة استغرقت خمسة أيام "لم يكن لدينا خيار آخر سوى المغادرة أمام الطائرات الحربية والدبابات والصواريخ... تركنا وراءنا منازلنا وعملنا وممتلكاتنا وسياراتنا وكل شيء، حتى نتمكن من نقل أطفالنا وأولياء أمورنا إلى بر الأمان".

ونقلت حكومات دول دبلوماسيين ومواطنين جوا إلى مناطق أخرى آمنة خلال الأسبوع الماضي. وقالت بريطانيا إن عمليات الإجلاء ستنتهي يوم السبت مع تراجع الطلب على أماكن بالطائرات.

وقالت الولايات المتحدة إن عدة مئات من الأمريكيين غادروا السودان برا وبحرا وجوا. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن قافلة من حافلات تقل 300 أمريكي غادرت الخرطوم في ساعة متأخرة من مساء الجمعة في رحلة طولها 525 ميلا إلى البحر الأحمر في أول جهود الإجلاء التي تنظمها الولايات المتحدة للمواطنين.

* قتلى دارفور

قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية رافينا شامداساني إن 96 شخصا على الأقل قتلوا في دارفور منذ يوم الاثنين في أعمال عنف قبلية أشعلها الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأضافت أن الإفراج عن سجناء أو فرارهم من ثمانية سجون على الأقل، من بينهم خمسة في الخرطوم واثنان في دارفور، فاقم حالة الفوضى.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية إن مستشفى كبيرا تدعمه في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور تعرض للنهب خلال اليومين الماضيين.

وقال سيلفان بيرون نائب مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود في السودان "وقع كثيرون من الناس في حصار هذا العنف القاتل. إنهم يخشون المخاطرة بسلامتهم وحياتهم في محاولة للوصول إلى المرافق الصحية الشحيحة التي لا تزال تعمل ومفتوحة".

وقالت الأمم المتحدة إن مكاتبها في الخرطوم والجنينة ونيالا تعرضت أيضا للنهب. وكتب مارتن جريفيث منسق المساعدات بالأمم المتحدة على تويتر "هذا غير مقبول ومحظور بموجب القانون الإنساني الدولي. الهجمات على المرافق الإنسانية يجب أن تتوقف".

ولم تتمكن وكالات الإغاثة إلى حد كبير من توزيع المواد الغذائية على المحتاجين في ثالث أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة والتي كان يعتمد ثلث سكانها، البالغ عددهم 46 مليون نسمة، بالفعل على المساعدات الإنسانية.

وقالت مصر إنها استقبلت 16 ألف شخص، فيما دخل تشاد 20 ألفا، وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 14 ألف شخص عبروا الحدود إلى جنوب السودان الذي أعلن استقلاله عن الخرطوم في 2011 بعد عقود من الحرب الأهلية.

وقال متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن البعض سار من الخرطوم إلى حدود جنوب السودان لمسافة تزيد على 400 كيلومتر. والخرطوم هي واحدة أكبر مدن أفريقيا وظلت لفترة طويلة بمنأى عن أهوال سلسلة الحروب الأهلية في السودان.

وعلى الرغم من الدعوات العالمية لإجراء محادثات، قال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لقناة الحرة الأمريكية الناطقة باللغة العربية إنه من غير المقبول الجلوس مع رئيس قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي وصفه بأنه "زعيم التمرد".

وقال دقلو، المعروف باسم حمديتي، لبي.بي.سي إن قوات الدعم السريع لن تجري محادثات حتى انتهاء القتال. وقال إن القوات المسلحة تقصف مقاتليه بلا هوادة، وألقى على البرهان بمسؤولية العنف.

وقال دقلو "أوقفوا القتال. بعد ذلك يمكننا إجراء مفاوضات".

تعليق عبر الفيس بوك