قانون المغفلين

 

عائض الأحمد

لك الله أيها "المغفل" في حضرة القانون، إن غبت ضاع حقك وإن تغافلت سلب منك بحجته ايضا وأصبحت بحضرة قانون لا يحمي "المغفلين". والحقيقة أن القانون الذي لا يحميهم، هو قانون الأقوياء.

ونحسبه والله حسيبنا وضع "للمغفلين" والبسطاء للمحافظة على حقوقهم من بطش الآخرين. فما الحاجة لقانون يحمي الأذكياء والمتحذلقين ويقسو على من تضيع حقوقه لقلة فهمه وجهله بما يدور حوله؟ وهذا قول غريب يرسخ في أذهان الناس ويردد بدون وعي كامل لمآله. والأشد غرابة حين تجد من بيده الأمر من رجال القانون وفي سياق الحديث يبرر لك ضعف موقف فلان لأنه "مغفل" أي أخذت حقوقه دون معرفة منه.

ودون أن يقف معه ينعته "بالمغفل" وكأن قوانين الأرض لا تتفق وقانون الرحمة بالجاهل وليس خذوه فغلوه لجهله.

ولهؤلاء أقول كل نص لا يحمي "مغفل" أو "جاهل" فهو نقاط حبر على ورق أبيض لا فائدة منه.

إنما يراد بذلك استباحة حقوق الناس ومد أيدي البعض على التلاعب بالقانون وتطويعه حسب الأهواء وجعله خاص لفئة دون أخرى.

أتمنى أن نجد نصير لمن يجهل ومختصين لحماية من يقال عنهم "مغفلين" فقط نظرا لكثرتهم في أيامنا هذه.

فساد الضمير أكثر قسوة من ظاهر الفاسد في القول والمجاهرة به رذيلة تستحق من يستنطق الأنظمة ويطوعها لردع أقوياء العصر.

ومضة:

تستطيع إيصال كل ما تريد بكلمات قليلة.

شيء من ذاته: كيف لي أن أسمع ما تقول وأنت لا تعمل به؟

كانت هذه أولى كلمات النقد وستظل كذلك حينما يأتي أحدهم لسؤالك عما كتبت أو قلت، المشكلة أحبتي ليست فيما أقول وما أفعل وإنما هل أنا صادق.

أتمنى أن لا تقع في خطئي فهل أنا أخطأت حينما قدمت لك شيئا من ذاتي؟

لا أحد يعتقد أن هؤلاء الواعظين أو الكتاب أو رموز المجتمع ملائكة ليس لهم تجاوزات. فمن يريدها كما هي فقد قلتها، ومن لم يرد، فلا أعتقد أنه تجاوز محظورًا.