سارة البريكية
ها هو البدر المُنير قد انتصف سريعًا مضى يحمل حقائب الرحيل نحاول أن نرتب أمانينا شيئا فشيئا تتبعها أحزان أوقاتنا التي راحت هدرًا فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك وهكذا مضى سريعا يحمل أماني القلوب الحزينة التي ضجت بالدعاء لخالق السماء بأن يمر كل شيء على ما يرام وأن تمضي الأيام بخير وأن يرحم الله من كانوا معنا في رمضان الماضي وقبله وقبله.
ومع الانتصاف يخطر في بالنا أن هناك أسر سيحل عليها العيد وهي لم تقم كباقي الأسر باقتناء مستلزمات العيد من تفصيل ملابس جديدة وشراء المقتنيات الأخرى إذن إن الناس التي مستوى دخلها محدود فهي لا تشتري أي شيء إلا من العيد للعيد فما بالك بالأسر التي لا تتمكن من توفير أي شيء وليس بإمكانها إسعاد أطفالها تبقى هناك بالقلب غصة ويبقى هناك ألم لا يوصفه البوح لذا يبقى كامناً بين حنايا الروح.
ألم يحن الوقت لبدء مرحلة جديدة من خلال حصر شامل لكل الأسر العمانية والأسر المقيمة وتوفير سبل الراحة والسلام لها بحيث لا يكون في بلادنا محتاج بعكس آخرين يبذرون الأموال والأطعمة بشكل واضح للعيان وهنا نطالب بتتبع الأسر جميعها وحصرها وإعطائها القدر اللازم من الاهتمام والرعاية المادية والنفسية أيضًا.
إنَّ الحديث عن لجان الزكاة في الولايات لم يعد كافيًا، ليست كل الحالات مقبولة وليس كل اللجان لديها استطاعة باستقبال جميع المطالبين إن كان بمطالبات المؤونة أو الزكاة المادية فهناك شروط لكل أسرة يجب أن تكون مؤهلة للحصول على الزكاة، ولكن البعض من الناس فعلا محتاج، لكنهم غير مستوفي الشروط، كيف إذن ستأخذ حقها ومن سيقف معها إذا واجهتها اللجنة برفض حالتها؟
بالنهاية اللجنة لديها عدد مُعين لا تتمكن من استيعاب أكثر من طاقتها ولكن يبقى السؤال من سيساعد الأسر المحتاجة؟
نرى ونحن نمر بالشوارع كثيرا من الأشخاص والنساء وحتى الأطفال يبيعون المنتجات سواء الماء أو الأطعمة المعدة لشهر رمضان من حلويات ومعجنات ووجبات عمانية، ويتبادر للأذهان أن هؤلاء الأشخاص لولا الحاجة لما وقفوا في الشوارع وفي الشمس الحارقة ولم يبحثوا عن مصادر رزق، لكن كما يقال إنها الحاجة.
من هنا أوجه كلمة للبلديات التي ترى هكذا أسرا وهكذا أشخاصا أن تتعاون معهم بإنشاء أكشاك خاصة تحمل كل أدوات السلامة؛ إذ لا يعقل أن يباع الماء المعرض لأشعة الشمس، ولا يعقل أن نرى هذه الفوضى في الشوارع دون تنظيم مسبق ودون تجهيز ودون رقابة.
من الواجب علينا نحن أبناء البلد التكاتف والتعاون وإسعاد الآخرين إما بكلمة أو بفعل أو بمساعدة مادية، ولنرسم البسمة ونقدم العطاء في زمن قلَّ فيه العطاء..
وندائي لكل إنسان، كن معطاءً وحتى لو كان العطاء بسيطا، فكل ما تقدمه للآخرين تقدمه لنفسك في دار أخرى ليست بهذه الدار، وكل ما تزرعه ستحصده عاجلا أم آجلا، فهيا جميعا نساهم ونساعد ونقف وقفات جادة ونخدم ونساعد بعضنا البعض، ونترك صفة البخل؛ فهي مكروهة، وأن نتحلى بصفات الكرم والشجاعة والنخوة، ولنكن جميعًا حاتم الطائي في زمن يحتاج كثيرًا لوجود حاتم الطائي الكريم بيننا.
فلنكن يدًا واحدة لنبني عُمان ونبني جيلًا جديدًا معتمدًا على نفسه، كريم يحب العطاء؛ فالعطاء عنوان البناء وثماره، نحصدها في قادم الوقت؛ سواء كنَّا على الدنيا أو في مكان آخر، "وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا".