"معًا نتقدم"

حاتم الطائي

◄ الملتقى يجسّد النهج السامي في التواصل المباشر بين الحكومة والمواطن

◄ السيد ذي يزن سيِّدُ شباب عُمان وقائد المستقبل المُزدهر

◄ "معًا نتقدم" يبرهن أهمية الشراكة المجتمعية في صنع واتخاذ القرار

خطوة رائدة اتخذها مجلس الوزراء المُوقر بتنظيم ملتقى "معًا نتقدم"، والذي ينطلق صباح الأحد تحت رعاية كريمة من صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، وهو الملتقى الذي سبق الإعداد له على مر الأسابيع الماضية، ودُعي إليه مختلف فئات المجتمع، لا سيما الشباب، عبر التسجيل الإلكتروني، ومن المُتوقع أن يشهد الملتقى حضورًا واسعًا ومتنوعًا، كما يُتوقع أن تُبث مُجريات الملتقى على الهواء مُباشرة، ما يؤكد نهج التواصل الحكومي المُباشر مع شتى أطياف المجتمع.

وقبل الخوض في أبعاد ودلالات انعقاد المتلقى؛ سواء من حيث توقيت الانعقاد أو الجهة المُنظّمة، يتعين أن نُشير إلى البُعد الأسمى والسامي لهكذا حدث مُجتمعي؛ إذ إنّه يُجسّد النهج السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في تحقيق التواصل المُباشر بين الحكومة والمجتمع، ويُرسخ لنهج الحوار الذي أرسى دعائمه جلالة السلطان المُفدى- أيده الله- وقد تجلى هذا النهج سابقًا في مرات عدة، من خلال اللقاءات السامية لجلالته مع الشيوخ والرشداء، ولقاء جلالته مع فئات مختلفة من المجتمع، مثل اللقاء السامي لجلالته مع مكتب مجلس الدولة، وكذلك اللقاء مع مكتب مجلس الشورى، وأيضًا اللقاء مع عدد من أصحاب وصاحبات الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهي جميعها لقاءات تُبرهن على أن جلالة السلطان يولي حرصًا كبيرًا على الاستماع إلى آراء ومقترحات وتطلعات المواطنين في شتى المجالات، فالأمر ليس محصورًا على المسؤولين من وزراء أو مستشارين؛ بل إنه منظومة متكاملة من العمل والعطاء الوطني، الذي يستهدف تحقيق أفضل النتائج وأكثرها إيجابية على حياة ورفاهية المواطن. فعادةً ما يسود اعتقاد خاطئ بأن الحكومة لا تسمع سوى صوتها، وأن هناك من المسؤولين منْ ينفرد بالقرارات، لذلك تأتي مثل هذه اللقاءات سواء السامية التي يعقدها جلالة السلطان، أو تلك التي تنظمها الحكومة، لتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الحكومة حريصةٌ على الاستماع لآراء المواطنين، وراغبةٌ في التعرف على تطلعاتهم، وساعيةٌ لتبني الأفكار القابلة للتنفيذ، ومؤمنةٌ بدور المواطن في دعم مسيرة التنمية والتطوير. لذلك نقول إن المواطن مسؤول عن الإسهام في جهود التحديث الشامل الذي تشهده مؤسساتنا منذ انطلاق مسيرة النهضة المتجددة، وأنه رغم التحديات والعراقيل والأزمات الخارجية التي قد تتأثر بها الدولة والاقتصاد، ظلّ المواطن هو هدف التنمية الأوحد وغايتها العظمى.

وعندما ننظر إلى ملتقى "معًا نتقدم" ونُمعن الفكر في تفاصيله ونتائجه المتوقعة، استنادًا إلى الشخصية الرئيسية الراعية للحدث التي تمثل جيل الشباب، والمُنظّم له وهي الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وكذلك آلية اختيار الحضور القائمة على المشاركة الحُرّة، فإنّنا إذن أمام عدة مُعطيات نُفنّدها كما يلي:

أولًا: رعاية صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد للملتقى، بما في ذلك من رمزية واضحة لجيل الشباب المُبادر، الذي يمثل "ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني"، وهي جزء من الرعاية السامية للشباب، خاصة وأنَّ جلالة السلطان المعظم قد أكد في مواضع سابقة أن الشباب هم "حاضر الأمة ومستقبلها"، وأن جلالته أكد في غير مرة أنَّ الدولة ستحرص على "الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم"، والأهم من ذلك كله التأكيد على أن مثل هذه التطلعات "لا شك أنها ستجد العناية التي تستحق". وهذا يعني أننا أمام رؤية حصيفة وراقية، تستهدف الاستفادة من المورد الشاب، الذي يقود مسيرة التنمية في الوقت الحاضر والمستقبل.

نقطة أخرى في مسألة اختيار قيادة شابة لرعاية الملتقى، أن جلالته أكد أيضًا أن الشباب في صميم اهتمامه السامي واهتمام الحكومة، وأن هناك حرصًا على إشراكهم في بناء الوطن، ليس ذلك فقط؛ بل أيضًا العمل على تعزيز الشراكة لتكون "أكثر شمولية، وأعمق أثرًا"، من خلال "اعتماد منهجيات عملٍ مستدامةٍ؛ تُركزُ على إبراز إسهامات الشباب الفاعلة... وتُنظّمُ أدوارهُم في خدمة المجتمع"، ودعم مسيرة التنمية الشاملة. هكذا هي الرؤية السامية الحكيمة، وتلك هي التوجهات الراهنة والمستقبلية لحكومة تُدرك تمامًا كيفية استثمار طاقات الشباب، وتوظيف إمكانياتهم الهائلة في الارتقاء بمختلف القطاعات وتحقيق الأهداف المستقبلية لرؤيتنا الوطنية الطموحة "عُمان 2040".

ثانيًا: أن مجلس الوزراء الموقر يتولى تنظيم الملتقى، ويشارك فيه عدد من كبار المسؤولين، وهم: رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عمان 2040"، وأمين عام وزارة المالية، ووزير العمل، ولا شك أن الموضوعات والقضايا التي ستُطرح للعرض والنقاش تمس مختلف مكوّنات المجتمع، سواء فيما يتعلق بالرؤية الاستراتيجية والخطط المستقبلية الطموحة، حسب أهداف "عمان 2040"، أو السياسات المالية التي تنفذها الدولة وتؤثر على المواطن، وكذلك خطط وزارة العمل لا سيما فيما يتعلق بالقضية الأولى وهي الباحثين عن عمل.

ولا شك أنَّ اختيار هؤلاء المتحدثين، ينبع من الإدراك الحكومي الكبير لطبيعة التحديات والتساؤلات التي تدور في خلد كل مواطن، ولذلك نتوقع أن تُطرح مختلف القضايا غدًا بكل شفافية، وأن يستمع المسؤولون إلى مقترحات وأفكار المشاركين، لأنها بلا شك ستسهم في التقدم سويًا نحو مرافئ الرخاء والازدهار.

ثالثًا: اتباع الحكومة لنهج تنويع قاعدة المشاركين من خلال إتاحة تسجيل الراغبين في المشاركة عبر منصة رقمية أُعدت خصيصًا لهذا الغرض، يبرهن على الحرص الكبير على إشراك مختلف فئات وشرائح المجتمع على الإسهام بآرائهم وأفكارهم وعرض مقترحاتهم، وهذه واحدة من ركائز الشراكة المجتمعية، التي ستُثمر الكثير من المنافع والعوائد الإيجابية على مسيرة تقدمنا الوطني.

ويبقى القول.. إنَّ الرعاية السامية لهكذا نقاشات وملتقيات، والتطوّر الذي يشهده وطننا على المستويات كافةً، إضافة إلى الجهود الحثيثة المبذولة من أجل تحقيق الشراكة المجتمعية، كلها عوامل تؤكد بقوة على أن نهضتنا المتجددة ماضية بثبات في طريقها نحو المجد، مرتكزة على أهداف وتوجهات رؤية مستقبلية طموحة للغاية، صاغها المجتمع، ويشارك الآن في تنفيذها؛ بل ويطرح المزيد من الأفكار التي ربما نحتاجها في ظل تسارع المتغيرات من حولنا.. ولذلك فإن آفاق التفاؤل بمخرجات هذا الملتقى لا تحدها حدود، وأن تنفيذها سيكون مسألة وقت، وأن مواصلة الاستماع إلى آراء الشباب وفئات المجتمع عبر آلية تواصلٍ مباشر، ستكون نهجًا أصيلًا وسمة متجذرة في مسارنا الوطني نحو عُمان التي نُريد...