انطلاق أعمال المؤتمر الدولي حول فكر الإمام من رؤية حضارية

62 باحثًا من داخل عُمان وخارجها يقتفون آثار ومناقب الإمام الربيع بن حبيب

مسقط- العُمانية

بدأت أعمال المؤتمر الدولي "فكر الإمام الربيع بن حبيب وتجربته الإصلاحية: رؤية حضارية" الذي ينظمه النادي الثقافي بجامع السلطان قابوس الأكبر بولاية بوشر تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية.

يهدف المؤتمر الذي يستمر 3 أيام إلى التعريف بشخصية الإمام الربيع بن حبيب وسيرته الذاتية، وإبراز أثره العلمي على الحركة العلمية والحضارية العمانية عبر فترات الزمن المختلفة، والكشف عن منهجه الحديثي والعقدي والفقهي ومقارنته بغيره من الأعلام. ويهدف إلى الإفادة من فكر الإمام الربيع بن حبيب ونتاجه الفكري ودوره الإصلاحي في الحقول العلمية والدعوية والتربوية المختلفة في واقعنا المعاصر، والإسهام في خدمة تراث الإمام الربيع وتشجيع الباحثين والدارسين على خدمته، وربط أجيال الأمة بموروثها الحضاري وغرس العناية به والمحافظة عليه في نفوسهم.

وقال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان والمتحدث الرئيس في المؤتمر في كلمة مسجلة: إن الإمام الربيع بن حبيب يعد الإمام الثالث بعد حقبة صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في القيادة العلمية، والإسهام البارز في جمع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسنده الصحيح. وأضاف أن الإمام الربيع- بجانب ذلك- كان فقيهًا محققًا يُرجع إليه من قبل أهل المشرق والمغرب، كما تتلمذ على يديه الكثير من العلماء العظام من بينهم حملة العلم إلى عُمان، مشيرًا إلى دوره الإصلاحي في قضايا الأمة الإسلامية الذي شكّل دورًا مهمًّا وجب التفتيش عنه حتى تجد هذه الأمة رصيدًا واسعًا في القضايا الإصلاحية والفكرية والدينية.

من جانبه قال الدكتور محمود بن مبارك السليمي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي في كلمته: إن اهتمام الأمم بأعلامها والتعريف بأهم رجالها - قادة وعلماء - يدل على الرغبة الأكيدة في الإفادة من سيرتهم وعطائهم، وتخليد لذكرھم، وتسجيل ما وصلت إلیه آثارھم، وتعریف واجب بھم، واعتراف بفضلھم، وتقدیمھم للأجيال لیتعرفوا على مفردات تاریخھم ومنجزات أسلافھم. وأضاف أن فكرة المؤتمر جاءت متصلة بأھداف النادي الثقافي التي أنشئ من أجلھا، وانطلاقًا من الحرص البالغ على تاریخنا العماني والإسلامي الأصیل.

وأكد أن المؤتمر يأتي استكمالًا للجھود السابقة التي قام بھا النادي في برنامجه، والمتمثلة في دراسة أعلام عُمان الذین خلّد الدھر حضورھم، وتعريف الجیل الحاضر بھم وبما قدموه من خدمة كبرى. مشيرًا إلى أن عُمان زخرت بأعلام عظام في مختلف مجالات الفكر والإبداع فتنوع عطاؤھم في شتى العلوم والمعارف عبر مساحة زمانیة ومكانیة شكلت مصدر فخر واعتزاز تركت آثارھا إلى الیوم، لیشكل كل ذلك منارة لمقتنصي شوارد الفكر وشعاع الإبداع.

وأوضح أن المؤتمر يشارك فيه 62 باحثًا من داخل سلطنة عُمان وخارجها منھم 45 باحثًا من الخارج شملت اثنتي عشرة دولة من مصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والسودان والعراق وفلسطین والأردن ولیبیا ولبنان.

ويتضمن المؤتمر في أيامه الثلاثة 6 محاور رئيسة، حمل أولها عنوان "حياة الإمام الربيع والأوضاع الفكرية والاجتماعية والسياسية في عصره" فيما جاء المحور الثاني بعنوان "الإمام الربيع وإسهامه في حفظ السنة النبوية" والمحور الثالث بعنوان "الإمام الربيع وفكره العقدي والفقهي والأصولي" أما المحور الرابع فجاء بعنوان "آثار الإمام الربيع ومصادر المعرفة لديه" والمحور الخامس بعنوان "المشروع الإصلاحي والدعوي عند الإمام الربيع (مشروع أمة)" وحمل المحور السادس عنوان "فكر الإمام الربيع وتجربته - رؤية مستقبلية".

وقُسّم المؤتمر في يومه الأول إلى خمس جلسات أدار الجلسة الأولى الدكتور أحمد بن يحيى الكندي وشارك فيها الدكتور سالم بن راشد البوصافي من سلطنة عُمان بورقة عمل عنوانها "الخصائص والسمات الشخصية التي شكلت شخصية الإمام الإبداعية"، فيما قدما الدكتورة خلود الخاطرية والدكتور بدر العلوي من سلطنة عُمان ورقة بعنوان "الحياة الاجتماعية والاقتصادية في عمان خلال القرنين (1-2ه/7-8م) من خلال فتيا الإمام الربيع الفراهيدي (ت: 180ه/796م)".

الإمام الربيع بن حبيب.jpeg
الإمام الربيع بن حبيب 2.jpeg
الإمام الربيع بن حبيب 5.jpeg
 

تعليق عبر الفيس بوك