أطفال يسقطون في "شباك التكنولوجيا".. وخبراء يحذرون من "الإدمان الرقمي"

تربويون لـ"الرؤية": الرقابة الأبوية تقلل من المخاطر السلبية

...
...
...
...
...
...
...
...

◄ الجامعية: التكنولوجيا سلاح ذو حدين.. ويعتمد التأثير على طريقة الاستخدام

◄ المعمرية: للتكنولوجيا مكاسب كثيرة يجب استغلالها بشكل صحيح

◄ البحرية: استخدام البرامج التعليمية المتطورة يساهم في نمو مهارات الأبناء

◄ المزروعية: على الجهات المعنية حظر الحسابات التي تؤثر سلبا على سلوكيات الأطفال

 

الرؤية- بثينة البحرية

 

يؤكد عدد من الخبراء والمتخصصين تأثير استخدام التكنولوجيا على الأطفال سلبًا وإيجابًا حسب طريقة الاستخدام، وتوافر الرعاية الأبوية وتوجيههم إلى طرق الاستخدام الأمثل؛ بما يعود عليهم بالنفع تعليميًا ونفسيًا وصحيًا.

وتقول أمل الجامعية، مدربة تربوية، إن التكنولوجيا باتت تؤثر على حياة الجميع بشكل كبير بعد أن أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد، معتبرة أن التكنولوجيا لها جانبان؛ أحدهما إيجابي والآخر سلبي، وأن الجانب الإيجابي يتمثل في أنها جعلت الحياة أكثر سهولة ووفرت الوقت وساهمت في تنوع الخيارات في مختلف المجالات وعززت من مهارات الكثير من الأطفال، إلا أن الجانب السلبي يأتي في كونها أثرت على بعض المهارات السلوكية والخصائص النفسية لدى الأبناء، ومن أهمها مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، ومهارات حل مُشكلات الحياة اليومية.

وتضيف: "الأطفال لا يجيدون التصرف في حل المواقف التي قد يواجهونها لعدم وجود خبرات سابقة لهم، كما أن التكنولوجيا ساهمت في ظهور جيل يعتمد على الآخرين، ويُريد من يقضي له أموره، كما أن التكنولوجيا أثرت على الجوانب التربوية وعلى الوالدين أن يكونوا أكثر انتباهاً في تعامل أطفالهم مع التكنولوجيا وأن يبذلوا جهودا أكبر في وضع معايير تربوية تتناسب مع التطورات الحالية، لأن التكنولوجيا تؤثر سلباً على عناصر مهمة كالأخلاق والقيم والمهارات والتي تشكل شخصية الطفل أو الأبناء، وغياب الأخلاق والقيم والمهارات عملية تحتاج إلى جهد ومعرفة وذكاء كافٍ لمعالجتها وإعادة بنائها".

وتشير سارة المعمرية إلى أن دخول التكنولوجيا في الحياة العملية يعد ميزة كبيرة لما لها من دور فاعل في تقريب الأفكار ومُساهمتها في طرح المزيد من الأساليب التي يسعى إليها أولياء الأمور في مجال تربية الأبناء مثل نظام الرعاية وطرق التدريس الحديثة، مضيفة: "أعتبر التكنولوجيا مكسبًا ثمينًا يمكن من خلالها أخذ الاستشارات والدورات التعليمية والتدريبية في أي وقت، وهي من أكثر الإيجابيات التي تنعم بها الأسر، وأود أن أشير إلى أهمية حرص الآباء على توجيه مساعيهم لتعليم الأبناء لتكون عبر التكنولوجيا النافعة والتي تخدم الطفل والعملية التعليمية، وذلك حتى يتمكنوا من تطوير قدرات الأبناء بصورة صحيحة، وتوظيف هذه التكنولوجيا التوظيف الأمثل بطريقة حكيمة".

من جهة أخرى، يقول عبدالعزيز الغيثي، مختص بمجال الصحة النفسية، إن التكنولوجيا لها آثار على الجوانب النفسية والصحية للأبناء، وذلك في ظل عصر التحول الرقمي وعالم التكنولوجيا والسرعة، والإقبال الواسع على استخدام وسائل التكنولوجيا في الحياة اليومية، مؤكداً أن استخدام الأطفال للوسائل التكنولوجية لأوقات طويلة يؤثر سلبيًا على صحتهم الجسدية والنفسية.

ويبيّن: "بعض الأهالي يتركون أبناءهم يقعون ضحية في شباك التكنولوجيا عبر الاستخدام الزائد للأجهزة الإلكترونية، وكلما زاد الشيء عن الحد انقلب إلى الضد ويتحول إلى ضرر كبير، ويجب على أولياء الأمور إدراك مخاطر التكنولوجيا على الأبناء، لأن البعض يستسهل هذا الأمر ويعالجون بكاء الأطفال بمنحهم الأجهزة الإلكترونية وهذا مؤشر غير جيد  في  حين هناك وسائل أخرى يمكن أن تشغل الأبناء وتبقيهم في حالة هدوء نفسي".

ويلفت الغيثي إلى أنَّ من أبرز سلبيات استخدام الأطفال للتكنولوجيا، الوصول لمرحلة الإدمان بحسب ما أثبتت الدراسات والتي يتبعها ظهور مشاعر الغضب والعصبية على الأطفال والوصول إلى العزلة والإصابة بالتوحد، وهو أمر خطير جدًا يجب تداركه مبكرا، مبيناً أن بعض الدراسات تؤكد أن هذه الفئة من الأطفال التي تستخدم التكنولوجيا لأوقات طويلة يعانون من زيادة في النشاط عن الحد الطبيعي وصعوبة في التركيز والانتباه، إلى جانب أنهم يعانون من الخمول والسمنة ومشاكل النمو وقلة الحركة لأن أولياء الأمور يتركونهم لفترات طويلة أمام الشاشات دون مراقبة.

ويعتبر أن هناك بعدا آخر يجب الانتباه إليه، وهو البعد الأخلاقي والذي يتمثل في ظهور بعض الإعلانات أو المحتويات غير الأخلاقية أمام الأطفال أثناءالتصفح على الإنترنت، الأمر الذي قد يغرس فيهم بعض السلوكيات غير الجيدة إضافة إلى بعض الأخلاق غير الحميدة، مشددا: "يجب على أولياء الأمور الانتباه وحماية الأبناء من التأثير غير الجيد للتكنولوجيا، من خلال إشراكهم في ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة الاجتماعية، وتنظيم الوقت، وتوجيههم للاستخدام الصحيح للتكنولوجيا بما يساهم في تنمية مهاراتهم.

وتؤكد مزنة البحرية أن مرحلة الطفولة تعد من أخطر المراحل التي تحتاج إلى رقابة واهتمام بالأبناء بعدما تشير الإحصائيات إلى ارتباط الأطفال بشكل كبير بالتكنولوجيا التي باتت تؤثر على سلوكياتهم وعلى صحتهم النفسية، ذاكرة أنه في نفس الوقت توجد جوانب إيجابية في استخدام التكنولوجيا بعد انتشار البرامج التعليمية المتطورة التي تعد من الوسائل والطرق التي تنمي مهارات الأطفال بشكل أسرع وأسهل وتخلق أجواءً من المرح حتى لا يشعروا بالملل أثناء التعلم، الأمر الذي يشجع الطفل على توسيع مداركه ومعارفه عبر الألعاب التعليمية والترفيهية التي تعتمد على فكرة السؤال والجواب مثل برناج "kahoot play".

كما تنصح بتشديد الرقابة الأبوية على مشاهدات الأطفال على الإنترنت نظرا لوجود محتويات غير أخلاقية ومحتويات عنيفة خصوصا في الألعاب الإلكترونية التي تؤثر سلبا على تفكير الأطفال وتنمي فيهم الشخصية العدوانية في المستقبل، موضحة: "الطفل يتأثر بما يراه، وبالتالي يسعى إلى تقليده وهو ما يجعله شخصية عدوانية في المستقبل أو تجعله شخصية انطوائية لا يحب مشاركة الآخرين في أي شيء، ولذلك مراقبة الأطفال أثناء استخدام التكنولوجيا يقلل من التأثيرات السلبية ويزيد من إيجابيات استخدام التكنولوجيا".

ويذكر طلال الخنبشي، أخصائي أمن معلومات، أن تأثير التكنولوجيا على الجانب الدراسي للأطفال يمكن أن يكون سلبيًا أو إيجابيًا حسب طريقة الاستخدام ووجود الرقابة الأبوية، لافتا إلى أن الجانب السلبية يتمثل في الاعتماد على التكنولوجيا بشكل غير مناسب يمكن أن يردي في النهاية إلى ضعف التحصيل الدراسي للطلاب والتخلف عن المهارات البحثية، إلا أن الجانب الإيجابي يكون من خلال وصول الطلاب إلى مصادر تعليمية عالية الجودة ومتنوعة وتعزيز مهارات التعلم الذاتي وتحسين الكفاءة والإنتاجية في العمل الدراسي، مؤكدا أن هذا يعتمد على الرقابة على الأطفال وتعزيز الأسلوب الصحيح في استخدام التكنولوجيا لضمان التأثير الإيجابي في عملية التعليم.

وتقول الإعلامية ماجدة المزروعية: "بعض الحلول للحد من مخاطر التكنولوجيا تكمن في العمل على التقليل من تعرض الأطفال للتكنولوجيا، بحيث يتم توفير أشياء أخرى تحل محل التكنولوجيا وتوفر لهم التسلية في وقت الفراغ، وتوفر لهم الاستفادة والمتعة، بالإضافة إلى اصطحاب الأطفال للتنزه أو توفير ألعاب إلكترونية تنمي القدرات الذهنية، مع الحرص على ألا يتعرض الطفل للمقاطع أو التطبيقات غير المفيدة والتي تأثر عليه سلبًا، وهذا يعتمد على دور الأسرة، ولذلك عليها أن تحدد المواد التي يمكن للطفل أن يتعرض لها، كاختيار اليوتيوب الخاص بالأطفال أو الاشتراك في ميزة حظر الإعلانات، أما بالنسبة للجهات المعنية فلا بد بأن يتم حظر جميع التطبيقات التي تؤثر على الطفل وكذلك الإعلانات المسيئة والمخلة بالآداب العامة والقيم و الدين، مع فرض عقوبات وخيمة على بعض الحسابات التي تعرض مقاطع يمكن أن تؤثر على الطفل.

تعليق عبر الفيس بوك