◄ سوف تتكرر مثل هذه اللقاءات السامية وتتعاظم فوائدها من خلال استحداث لقاءات دورية على مستويات مختلفة
خلفان الطوقي
التقى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- أيده الله- قبل أيام بعددٍ من ممثلي القطاع الخاص بفئاته المختلفة، من أصحاب وصاحبات الأعمال، من كافة محافظات السلطنة، وتأتي هذه اللقاءات ضمن النهج الذي وعد به جلالته أثناء لقائه بالأعيان في العام الماضي.
لا شك أنَّ جلالته- نصره الله- سوف يلتقي في قادم الأيام ببقية فئات المجتمع، ومن خلال هذه المقالة سوف أحاول قراءة ما بين الأسطر لأهمية هذا اللقاء والرسائل الإيجابية من ورائه، وأهم هذه الرسائل هي:
القدوة: وهذه رسالة واضحة من رأس الهرم لجميع المسؤولين في الدولة بضرورة الالتقاء المباشر بأصحاب المصلحة والمتعاملين مع كافة الجهات الحكومية والاستماع إلى مقترحاتهم التطويرية، والتحديات التي يواجهونها ميدانيا، وإزالة الحواجز المكلفة للوطن والمواطن.
الأهمية: أصحاب وصاحبات الأعمال هم مُكوِّن مُهم وجوهري في المجال، وهم عماد الاقتصاد، ولابُد من الاستماع المباشر لهم.
التوقيت: بدأ القطاع الخاص إلى حد كبير في التقاط أنفاسه والتعافي المرحلي، والعودة إلى وضع أفضل من مرحلة جائحة كورونا المؤلمة، فكان هذا التوقيت هو التوقيت الواقعي المناسب لتبادل الأفكار والرؤى.
استعادة الثقة: مرَّ القطاع الخاص بمراحل صعبة وحرجة وصعوبات لا يحسدوا عليها خلال السبعة أعوام الماضية، وهذا اللقاء السامي هو لاستعادة الثقة ورفع معنوياتهم، وأن جلالته مستمع لهم ومستوعب لتحدياتهم، وأن هناك خطوات وقرارات قادمة لإزالة هذه التحديات والعوائق، وإعادتهم إلى بوصلة الطريق الصحيح والنمو التجاري المأمول.
الاستمرارية: لقاء عاهل البلاد المُفدى بهذه الفئة المهمة، إشارة إلى أن متطلبات وتحديات كل شريحة من المجتمع تختلف عن بعضها البعض، ولابد للحوار المباشر أن يستمر لكي تتمكن الحكومة من فهم المتغيرات الميدانية، ومواكبتها بالقرارات والإجراءات واللوائح التنفيذية المناسبة.
اللقاء المباشر: بالرغم من وجود قيادات عُليا تنفيذية، إلا أن حرص جلالته- أعزه الله- من خلال هذا اللقاء المباشر على ضرورة الاستماع والإنصات والاستيعاب، وإنه مهما كانت هناك تقارير دورية مكتوبة، فإنها لن تغني عن اللقاء المباشر الصريح الملي بالأحاسيس والمشاعر الذي ينقل صورة واقعية وصادقة بين المجتمعين.
إنّه لقاء طمأنة بين جلالته وأبنائه، وبإذن الله سوف تتكرر مثل هذه اللقاءات السامية؛ بل وتتعاظم فوائدها من خلال استحداث لقاءات دورية جادة بين مجلس الوزراء وشريحة أكبر من ممثلي القطاع الخاص، أسوة بلقاء أصحاب المعالي أعضاء مجلس الوزراء بالمكرمين وأصحاب السعادة أعضاء مجلس عُمان بغرفتيه الدولة والشورى، ليكون نهجًا عُمانيًا ساميًا مستدامًا.