الأكاديمية السلطانية للإدارة.. منارة رائدة لتعزيز قدرات القيادات الوطنية ومواكبة متطلبات رؤية "عمان 2040"

 

 

◄ الرعاية الفخرية السامية تجسد حرص جلالة السلطان على تطوير الموارد البشرية

◄ اعتماد 4 مرتكزات أساسية لتطوير مهارات القيادات الوطنية

◄ الأكاديمية تضم 4 مراكز متخصصة في مجالات متنوعة

◄ إطلاق 14 مبادرة وبرنامجا خلال 2022 لتنمية القدرات

 

الرؤية- ريم الحامدية

في الحادي عشر من يناير 2022، أصدر جلالة السُّلطان هيثم بن طارق-حفظه الله ورعاه- مرسوما سلطانيا بإنشاء الأكاديمية السلطانية للإدارة، على أن تكون لها الشخصية الاعتبارية وتتمتع بالاستقلال المالي والإداري، ليترأس الأكاديمية سعادة الدكتور قاسم بن علي اللواتي .

وأصدر مجلس الوزراء قرارًا باعتماد تشكيل مجلس أمناء الأكاديمية السلطانية للإدارة، والتي تتشرف بالرعاية الفخرية لجلالة السلطان- أعزه الله- واعتمد القرار تسمية أعضاء مجلس الأمناء لمدة 3 أعوام مُقبلة؛ برئاسة معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني، ومعالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد نائبًا للرئيس، وعضوية كل من: معالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل، والشيخ وليد بن خميس الحشار الرئيس التنفيذي لبنك مسقط، وخولة بنت حمود الحارثية الرئيسة التنفيذية لمؤسسة إنجاز عُمان، والدكتور حاتم بن بخيت الشنفري عضو هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس.

ويأتي إنشاء هذه الأكاديمية انطلاقًا من إيمان حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- بتطوير الموارد البشرية ومواءمتها مع متطلبات رؤية "عُمان 2040"، وترجمة للمقاصد السامية لإعداد الكوادر العمانية وتدريبها لتضطلع بدورها في خدمة الاقتصاد العماني والتميز في أساليب الإدارة على مستوى القطاعين العام والخاص؛ ليكون اقتصادًا منتجًا ومتسقًا مع مسارات الاقتصاد العالمي الحديث دائم التطور، وانسجامًا مع مسعى الأكاديمية السلطانية للإدارة ورؤيتها الطموحة بأن تكون منارة رائدة عالميًا تستوعب وتؤطر المنهجيات الحديثة وفق أسس التنافسية والابتكار تحقيقا لرؤية عمان المستقبلية.

وترتكز الأكاديمية في عملها على 4 مرتكزات أساسية هي: رؤية "عُمان 2040"، وتطوير الجهاز الإداري للدولة بما يتناسب مع احتياجات اليوم والتطلعات المستقبلية، وتطوير القيادات في ظل الاقتصاد المتجدد، وتبني أدوات وأساليب التعلم الحديثة، كما تهدف إلى أن تكون مرجعًا للتعلم التنفيذي، ومركزًا لتطوير القيادات الوطنية بمختلف مستوياتها الإدارية من القطاعين العام والخاص.

وتتلخص فلسفة العمل بالأكاديمية في تطبيق نموذج عمل مرن يرتكز على إدارة المحافظ من خلال فرق عمل موجهة ذاتيا والتي تتيح قدرا عاليا من المرونة في اتخاذ القرارات، كما اعتمدت الأكاديمية آلية الحوكمة في أدائها التنظيمي والذي يستوعب الخريجين ومجتمع الأعمال ليكونوا جزءًا من منظومة العمل.

وتعمل الأكاديمية من خلال 4 مراكز متخصصة غير هيكلية قائمة بذاتها، لضمان سرعة الاستجابة مع المتغيرات في مجالات عملها، وهي مركز القيادات الحكومية ومركز قيادات قطاع الأعمال ومركز تطوير الإدارة المحلية ومركز الدراسات المستقبلية، وتسترشد هذه المراكز في اختصاصاتها بالتوجيهات السامية حول تعزيز كفاءة الجهاز الإداري للدولة وأهمية القطاع الخاص وتوجيه التنمية إلى المحافظات بالإضافة إلى أولويات القيادة والإدارة في رؤية عُمان المستقبلية.

ويعنى مركز القيادات الحكومية بتعزيز عملية تطوير القيادات العليا والتنفيذية في الحكومة والتي يقع على عاتقها صياغة وتنفيذ السياسات العامة والبرامج المحققة لرؤية "عمان 2040"، وبناء قدرات القيادات المستقبلية لتكوين مجتمع من المؤهلين قياديا بشكل يضمن استدامة العمل واستمرار السمت الإداري وارتقاءه بشكل نظامي ترسيخا لثقافة الكفاءة والإنتاجية والابتكار في مجال العمل الحكومي.

أما مركز قيادات قطاع الأعمال فيقوم بصقل الكفاءات القيادية في القطاع الخاص على عدة مستويات تشمل الرؤساء التنفيذيين والقيادات المتوسطة عبر حزمة متنوعة من المبادرات والبرامج لتعزيز قيادة مؤسساتهم نحو المنافسة والعالمية.

ويتضمن مركز تطوير الإدارة المحلية مبادرات وبرامج مختلفة لمسؤولي الإدارات المحلية في المحافظات بهدف دعمهم لإحداث التنمية المحلية المتوازنة وتزويدهم بأفضل الممارسات في الإدارة المحلية بما ينعكس إيجابا على مستوى تنافسية المحافظات.

وتضم الأكاديمية مركزَ الدراسات المستقبلية والذي يعنى بدراسة اتجاهات وتحولات وأجندات المستقبل وتحديد الفرص الناشئة في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية الواعدة، كما أنه سيشكل بيت خبرة يجمع بين الخبراء الوطنيين والدوليين، للمساهمة في إيجاد حلول مبتكرة وأفكار جديدة وتوفير بنية معرفية تدعم مبادرات وبرامج ودراسات الأكاديمية.

وفي العام 2022، أطلقت الأكاديمية 14 مبادرة وبرنامجا، إضافة إلى دراسات وأوراق رأي تم تنفيذها عبر مراكز الأكاديمية المتخصصة، وشملت برامج لأصحاب السعادة ومديري العموم في الحكومة وبرنامجا للرؤساء التنفيذيين وبرنامجا لرؤساء مجالس إدارة الشركات الحكومية وبرامج للقيادات المستقبلية.

 كما تم إطلاق برنامج الماجستير في القيادة والإدارة التنفيذية في تخصص الاقتصاد الرقمي والذي كان ضمن البرامج الرئيسية للأكاديمية، والذي هدف إلى تزويد قيادات الإدارة الوسطى "المديرين" في الحكومة بالمعارف والأدوات الحديثة بما فيها قضايا الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها وإدارة العلاقات والسياسات العامة وتحليلها والحكومة الرشيقة وغيرها من الموضوعات، وقد امتد البرنامج على مدى 12 شهرًا من التعلم المدمج وذلك بالتعاون مع كلية ثندربيرد للإدارة العالمية بجامعة ولاية أريزونا والتي تُعّد من أبرز المؤسسات في تعليم القيادة والإدارة.

أما على صعيد المبادرات الوطنية فتم خلال الربع الأخير من العام 2022 إطلاق "المبادرة الوطنية لتطوير للإدارة المحلية"، والتي تضمنت حزمة متنوعة من البرامج المختلفة لأصحاب المعالي والسعادة المحافظين والولاة ومديري العموم في المحافظات، بهدف دعمهم في إحداث التنمية المحلية المتوازنة وتزويدهم بأفضل الممارسات في الإدارة المحلية بما ينعكس إيجابا على مستوى تنافسية المحافظات، كما تضمنت المبادرة بناء وتطوير مؤشر وطني لقياس واقع وتطور جودة الخدمات المقدمة من قبل المحافظات بهدف تجويد تقديم الخدمات المحلية للمواطن والقطاع الخاص.

وأطلقت الأكاديمية السُلطانية للإدارة "البرنامج الوطني لتطوير القيادات واستشراف المستقبل"، والذي يهدف إلى إعداد قيادات وطنية لمواجهة التغييرات المتسارعة التي يشهدها العالم، وتطوير المهارات القيادية لدى الإدارات الوسطى بالجهاز الإداري للدولة، وذلك بما يتواءم مع رؤية عُمان 2040، حيث جاء البرنامج بالشراكة مع وزارة المالية "برنامج الشراكة من أجل التنمية"، فيما قام مركز إيلر لبرامج التعليم التنفيذي في جامعة أريزونا بتصميم وتنفيذ البرنامج ذي المستوى العالمي والمُخصص لبناء قيادات مُدربة ومُهيئة بقدرات عالية.

 وتمَّ تدشين البرنامج من خلال انطلاق الوحدة التعليمية الأولى من برنامج "تدريب مُدرب معتمد في القيادة"، والذي يهدف إلى تكوين مجتمع من المدربين العمانيين القادرين على نقل المعارف والمهارات والخبرات الإدارية والقيادية بوتيرة متواصلة، بما يتماشى مع رؤية الأكاديمية لتوطين المعارف والخبرات العالمية في مجالات القيادة والإدارة في بناء قدرات وطنية مؤهلة وقادرة على نقل المعرفة وتوظيفها وإنتاجها.

وفي الرابع من ديسمبر 2022، دشنت الأكاديمية السلطانية "المبادرة الوطنية لتطوير الإدارات المحلية"، إذ هدفت المبادرة إلى دعم أصحاب السمو والمعالي والسعادة المحافظين ورئيسيّ بلدية مسقط وظفار لإحداث التنمية المحلية المتوازنة وفقًا لتوجهات رؤية "عُمان 2040"، من خلال تعزيز قدراتهم في مجالات الحوكمة واللامركزية الإدارية والاقتصادية، وتزويدهم بأفضل الممارسات في الإدارة المحلية، بما ينعكس إيجابًا على تنمية المحافظات وتعزيز تنافسيتها.

واستندت هذه المبادرة التي أطلقتها الأكاديمية إلى عدة مرتكزات منها المرسوم السلطاني رقم (36/ 2022) المتعلق بإصدار نظام المحافظات، وإلى الأولوية الوطنية لرؤية عُمان 2040 "تنمية المحافظات والمدن المستدامة"، وإلى اختصاص ودور الأكاديمية في تأهيل وتطوير القيادات الحكومية، كما تأتي هذه المبادرة الوطنية كمسار تطويري مُستدام للقيادات المحلية وضمن شراكة استراتيجية بين الأكاديمية ووزارة الداخلية والمحافظات، وقد رُوعي أثناء تصميمها تحديد الاحتياجات العملية وتطلعات الإدارات المحلية في المحافظات.

وقد ضمت المبادرة 3 مكونات رئيسية هي: البرامج ومؤشر جودة الخدمات بالمحافظات والدراسات، وتم تنفيذ المبادرة بالشراكة مع عدد من أبرز المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية في تطوير الإدارة المحلية وتعزيز قدرات القيادات، والقدرة على فهم السياق المحلي والتوجهات المستقبلية لتنمية المحافظات، والتركيز على التشريعات المنظمة لعمل الإدارات المحلية بالمحافظات والخطط والبرامج الوطنية، وكيفية الاستفادة من أفضل الممارسات والتجارب الدولية.

وهدف برنامج المحافظين إلى تعزيز قدرات القيادات المحلية في المحافظات- أصحاب السمو والمعالي والسعادة المحافظين ورئيسيّ بلدية مسقط وظفار- لإحداث التنمية المحلية المتوازنة وفقًا للتوجهات الحالية والمستقبلية للسلطنة نحو اللامركزية الاقتصادية.

وتضمن البرنامج 3 وحدات تنفيذية وجلسات الخبرات التنفيذية والتي تُركز على موضوعات في الكفاءات والقدرات القيادية، والحوكمة والإدارة المحلية الحديثة والمشاريع التنموية، كما احتوى البرنامج على لقاءات ميدانية خارجية متخصصة ولقاءات ميدانية داخلية وجلسات دعم شخصي ومنتدى وطني للإدارة المحلية.

ومن مكوّنات المبادرة أيضًا "مؤشر جودة الخدمات بالمحافظات" والذي يهدف إلى بناء منظومة قياس كمي تُساعد في رصد وتطوير مستوى الخدمات المقدمة في المحافظات للمستفيدين بِما يُعزز من تنافسية الخدمات للمحافظات، وقياس مستوى رضا المستفيدين من الخدمات المُقدمة بكل محافظة.

وركزت المبادرة في مكوناتها على "الدراسات" وذلك من خلال إجراء دراسات ذات العلاقة بواقع ومستقبل الإدارة المحلية، لدعم رسم السياسات العامة، كما اختص المسار الثاني بإجراء دراسات حول مستقبل الإدارة المحلية وتنمية المحافظات في العالم مما يُساعد في استشراف المستقبل وتُمهد للتعامل مع تطوراته ورسم الاستراتيجيات المناسبة له، وتتمثل موضوعاتها حول المؤسسات الفكرية المحلية "مراكز الابتكار المجتمعي"، والمحافظات والتنمية المستدامة وتجارب المدن التنافسية.

وفي العشرين من ديسمبر 2022، أطلقت الأكاديمية السُلطانية للإدارة "برنامج السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي" الذي  يهدف إلى إعداد قيادات وطنية ممكنة في مجالات رسم وصياغة وتنفيذ السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي لتحقيق التنافسية الوطنية، ضمن مسارين لأصحاب السعادة الوكلاء مديري العموم -ومن في حكمهم- بوحدات الجهاز الإداري للدولة.

وبمباركة سامية في السادس من مارس 2023، تفضّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- فشمل برعايته السّامية افتتاح الأكاديمية السُّلطانية للإدارة في حيّ الوزارات بالخوير، كما تفضّل جلالةُ السُّلطان المعظم- أيّدهُ الله- بوضع مفتاح رمزي على بوابة مستوحاة من حاضر عُمان الزاهر ومُستلهمة من خطابات جلالتِه المشجعة على الانفتاح على العالم مع التمسك والاعتزاز بالهوية والقيم العُمانية إيذانًا بافتتاح الأكاديمية.

وعكست نقوش البوابة الرمزية هوية الأكاديمية السُّلطانية للإدارة التي تمزج بين الإرث العريق والمستقبل الواعد باستخدام الشكل الرئيس لبوابة قصر العلم العامر بصفته الواجهة القياديّة لسلطنة عُمان.

تعليق عبر الفيس بوك