رحيل المُخلِصين

مع مرور الأعوام والأزمنة، يفقد الوطن عددًا من أبنائه الأوفياء، الذين رحلوا عن دنيانا بعد عقود وسنوات مُمتدة من العمل العام وخدمة البلاد، وبالأمس القريب ودعنا السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الذي شغل منصب الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع سابقًا، وقبلها عُين وزيرًا للداخلية، على مدى عقود طويلة سعى خلالها إلى خدمة الوطن ورفعة شأنه، وفي سنوات سابقة عمل سفيرًا لسلطنة عُمان في كلٍ من مصر والأردن.

والحقيقة أنَّ الراحلين عن عالمنا من أعلام وكبار المسؤولين في الدولة، يغادرون هذه الدنيا في هدوء، بينما يتذكر النَّاس محاسنهم وآثارهم الطيبة، التي تركوها وراءهم، فقد تعددت مناقبهم وتنوعت إسهاماتهم في خدمة البلاد والعباد. والسيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي كان واحدًا من هؤلاء، الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن، واستطاع أن يُؤدي واجبه خلال مسيرته بكل نزاهة وكفاءة. وتأكيدًا على ما بذله الراحل من جهود كبيرة في خدمة الوطن، وتعزيز العلاقات بين سلطنة عُمان واليابان، فقد منحته الحكومة اليابانية وسام الشمس المشرقة (النجمة الذهبية والفضية)، تقديرًا من حكومة اليابان لإسهامات الفقيد المتميزة في تعزيز التعاون في مجال الدفاع بين البلدين الصديقين.

ولا شك أنَّ هذه النماذج الوطنية الراحلة، جديرة بالتكريم والاحتفاء بها، وتعريف النشء والمجتمع بهم، بما يضمن غرس قيم العمل والولاء والوطنية في نفوس الجميع. رحم الله جميع موتانا، وجعل سيرتهم العطرة ضياءً نتلمس به طريقنا في مختلف الأزمنة.

تعليق عبر الفيس بوك