أخلاقيات سائق

 

أحمد بن خلفان الزعابي

 

تُمثل الطرقات أحد أهم مكونات شبكات المواصلات في الدول ويتشارك الجميع الحق في استخدام هذه الطرق بكل مقوماتها وخدماتها وهنا لا بد للسائقين من ضرورة الالتزام بأنظمة المرور احتراماً لحقوق الآخرين.

يحثنا ديننا الحنيف على إعطاء الطريق حقه كما يدعونا إلى احترام حقوق الآخرين فقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إياكم والجلوس في الطرقات، قالوا يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، قال رسول الله فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا وما حقه؟ قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وهنا تنبيه واضح وصريح من سيد الخلق لأمته باحترام حق الطريق وكف الأذى عن مستخدمي الطريق وفي الحقيقة هناك أشكال عديدة من السلوكيات التي تصدر عن بعض السائقين والتي قد تؤذي بقية مستخدمي الطريق فاستخدام البوق أثناء السياقة في الطرق المزدحمة ليس في الغالب لأجل التنبيه؛ بل إن البعض يستخدمه احتجاجًا على سائقٍ آخر قد يكون يسير أمامه ببطء وآخر على عجلةٍ من أمره، دون مراعاة طبيعة السائق الذي أمامه فقد يكون حديث العهد بالسياقة أو كبيرًا في السن، أو حتى عدم ترك مسافة أمان كافية ليس جهلًا بل في بعض الأحيان احتجاجًا لأجل زيادة السائق الذي في الأمام لسرعته أو الخروج عن المسار وإفساح الطريق للمركبة التي بالخلف للمضي في طريقها كما يحلو لسائقها وهذا بالنهار، أما بالليل قد يزعجك مثل هذا السائق بأضواء سيارته العالية لكي تفسح له الطريق، وهناك أيضًا السرعة الكبيرة والقيادة بتهور الأمر الذي يتسبب في ترويع بقية مستخدمي الطريق الآمنين وهذا خلاف ما يرمى من فضلات وقمامة من نوافذ بعض المركبات أثناء سيرها وهناك سلوكيات كثيرة قد يقوم بها بعض السائقين وتتسبب بالأذى للآخرين يتوجب تجنبها.

يقولون إن السياقة فن وذوق، وأُضيفُ أنه بالالتزام واحترام حق أولوية السير وتقبل الآخرين، سيسعنا الطريق جميعًا لنسير بأمان.

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: "إِنمَا الأمَمُ الأَخْلاقُ ما بَقِيَتْ َفإِنْ هُم ذَهَبَتْ أخلاُقهُمْ ذَهَبُوا".