صانع الأجيال

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

يُعد المُعلم هو بحق صانع الأجيال فهو المربي والمرشد وهو من ينشر العلم والمعرفة وهو الذي يخاطب العقول والقلوب لينير بعلمهِ أجيالًا بعدَ أجيال، فحق علينا له الاحترام والتقدير وتهنئته بمناسبة يوم المعلم العُماني.

وربنا تبارك وتعالى هو أول من علم الإنسان في هذا الكون فقد علّم أبانا آدم عليه السلام وعلّم أنبياءه وبعثهم رسلًا ليُعلّموا أقوامهم ويكونوا لهم مرشدين نحو نور الحق واليقين وبعث ربنا تبارك وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين للناس كافة رسولًا ومعلمًا ومرشدًا وهاديًا إلى الحق وأمرهُ ربه بالقراءة كما ورد في الكتاب الحكيم "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ** خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ** اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ** الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ** عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" (العلق 1- 5).

وتعد مهنة التدريس من أشرف المهن وأنبلها على الإطلاق فالمعلم هو القدوة لطلابه يغرسُ فيهم القيّم الحميدة والأخلاق الفاضلة والصدق والأمانة ويُبّصرهم لما ينفعهم ليبتعدوا عمّا يضرهم فهو صانع الأجيال التي تبني الأمم وتصنع المنجزات والمُعلم هو المساهم الأول في بناء مختلف أصناف العلوم والتكنولوجيا التي تنهض بها الأمم والشعوب ويعود له الفضل في ارتفاع مستوى الثقافة والمعرفة بين أبناء المجتمع كما أن مخرجات التعليم العاملة في مختلف المجالات من مخططين ومحاسبين واقتصاديين ومحللين وأطباء وسياسيين ومهندسين وعسكريين وفنيين ومزارعين جميعهم تخرجوا على أيدي مُعلمين أكفاء سهروا الليالي في التحضير والإعداد لتقديم أفضل ما لديهم لطلبتهم من أبناء هذا الوطن، يقول الله تعالى في الكتاب الحكيم "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" (المجادلة: 11).

وتمثل توجيهات مجلس الوزراء الموقر في اجتماعه المنعقد يوم الأحد بتاريخ 26 فبراير الجاري بشأن تخصيص يوم 24 فبراير من كل عام يومًا للمعلم العُماني ومنحهُ إجازة رسمية لهو أعلى درجات الاهتمام من لدن القيادة الرشيدة، كما يمثل التحول المقبل على العملية التعليمية وفقا لتوجيهات مجلس الوزارء الموقر تغييرًا شاملًا ليخفف بذلك الأعباء الكبيرة المُلقاة على عاتق المُعلّم في الوقت الحالي والتي لا تُؤتي ثمارها في كل الأحوال سوى هدر الوقت والجهد والمال، وبناءً على ذلك فالقادم سيكون أفضل عزيزي المُعلّم عزيزتي المُعلّمة.

ويبقى المُعلّم هو ذلك الإنسان الذي يتسم بالصبر والجلد في سبيل تحمله أداء رسالة يعجز عن القيام بها الكثيرون وهو حامل شعلة النور التي تضيء دروب الظلام، فتحية إجلال وإكبار لكل مُعلّم ومُعلّمة في هذا الوطن الغالي سلطنة عُمان بمناسبة يومهم السنوي.