المرأة العُمانية في مهرجان البشائر

 

سُعاد بنت سرور البلوشية

 

الدور المهم الذي تقوم به المرأة العُمانية من خلال مشاركتها في مثل هذه الاحتفاءات، يتبدى جلياً في الحضور اللافت لها في ميدان البشائر هذا العام، ضمن منافسات النسخة السادسة من مهرجان البشائر السنوي لسباقات الهجن العربية، والفقرات المتنوعة التي تقوم بها، فالمساحة المخصصة لها، تُظهر لمن يدنو منها حجم التوحد في سماتها وخصائصها التي لا تشبه فيها غيرها من النساء، ولا عجب من ذلك.

فمنذ سنوات ورياضة سباقات الهجن، تشهد متابعة واهتماماً من قبل شرائح كبيرة من أفراد المجتمعات، ومن صور هذا الاهتمام إقامة المهرجانات أو الاحتفالات أو المسابقات السنوية، وكذلك تطوير الأمكنة الخاصة بفعالياتها، فضلاً عن إقامة المبادرات المعنية بها، كون هذه الرياضة غير مخصصة لشريحة محددة من الناس، وإنما تلاقي التفاعل من قبل الجميع، فكانت ولازالت مبعثاً للبهجة والفرح على قلوب الكثيرين، ممن خاضوا تجربة حضور المنافسات الخاصة بهذه الرياضة.

ولقد قامت الجهات المسؤولة عن هذا القطاع في سلطنة عُمان، وباهتمام جلي من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وبدعم سخي من صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي الممثل الخاص لجلالة السُّلطان، بخطوة ملموسة من نوعها، وذلك بتأسيس وتشييد ميدان البشائر في ولاية أدم بمحافظة الداخلية، بعد أن لمست أهمية مسايرة الاحتياجات الفعلية للقائمين على هذه الرياضة المثمرة، وضرورة مواكبة جُل التطورات في هذا المجال، وبما يتوافق مع النمو الذي يشهده مجتمعنا، وهنا تؤكد إحدى المهتمات بهذه الرياضة على ذلك، بقولها: "رغم ازدهار المجتمعات وظهور العديد من الرياضات التي لا يمكن أن تتلاشى، لارتباطها الأصيل بحياة الإنسان وهويته وانتمائه الوطني، فهناك رياضات يبقى وعلى اختلاف الأزمنة متابعوها والمهتمون بها، ورغم تغيرات الحياة والمجتمعات، يظل لهذه لرياضة سباقات الهجن محبيها وجمهورها العريض"، وفي هذا مكسب للفرد والمجتمع، على جميع نواحي الحياة العامة والخاصة.

ورياضة سباقات الإبل أو الهجن تظل في الذاكرة الكونية وعلى مدار القرون، كإحدى أكثر الرياضات أهمية وجمالية، فالتاريخ يعود بنا بين الحين والآخر إلى بطولات الجاهلية والإسلام، ولكن هنا نريد أن نفغر الضوء على المرأة البدوية، والتي تعمل باستمرار على توظيف الخامات الطبيعية من البيئة المحيطة، من موارد وراثية حيوانية ونباتية، إلى منتجات ملموسة ذات قيمة اقتصادية واجتماعية وإنسانية مضافة، والسعي لتطوير وتحديث التراث القديم ومحاكاته مع الجديد؛ فالنساء على تنوع مشاركاتهن وحضورهن الفاعل، ارتبطن ارتباطا عميقا بطقوس حياة البساطة والطيبة وصون صفاتها، ولا عجب من ذلك، فالمرأة العُمانية تظل رغم تعاقب السنين، تلك الشخصية المعروفة بالأصالة والإخلاص والقوة والصبر والشجاعة، ومبعث ذلك السمت العُماني من آداب وعادات وتقاليد، عززت من مكانتها على الدوام.

ويمكن القول بيقين تام، إن للنساء في مثل هذه الفعاليات والأنشطة نصيب كبير من الحظ، ففرصتها في استعراض أجمل المنتجات التي حاكتها بيديها، وغيرها من الصناعات التي قامت بها، وإخراج أفكارها بصورة إبداعية وجذابة، وبمهارات وهوايات جُبلت عليها الصغيرات منهن قبل الكبيرات، هي نتاج ثقافة المجتمع المؤمن بدور المرأة كشريك أساسي في الحياة، ولا يدهشنا ذلك، فالمرأة تعمل دائمًا وأبدًا بجانب أخيها الرجل، وما زالت محافظة على هذا الوضع حتى اللحظة.

تعليق عبر الفيس بوك